أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد الكحل - حوار لفائد الصباح المغربية














المزيد.....

حوار لفائد الصباح المغربية


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 14:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


السؤال الأول: انتفضت الشعوب العربية في أواخر سنة 2010 ضد الأنظمة الشمولية والمستبدة، وأطاحت في ما أضحى يسمى الربيع العربي بالعديد من الأنظمة. ما هو تقييمكم للربيع العربي؟
مما لا شك فيه أن "الثورات" الشبابية التي عرفتها كثير من الدول العربية ، والتي باتت تسمى بالربيع العربي اعتبارا لكونها انتفاضة ضد الاستبداد والظلم ، هذه "الثورات" لها خاصية ميزتها عن كل الثورات التي عرفتها شعوب الأرض في العصر الحديث ؛ وهي افتقارها إلى نخبة وقيادة تنظّر لها وتضع الخطط المستقبلية حتى لا تُختطف الثورة أو يتم الالتفاف عليها .وبسبب افتقار "ثورات" الربيع العربي إلى نخبة وقيادة ، فإنها لم تستطع مواصلة زخمها بعد إسقاط الأنظمة . مما يعني أن هذه "الثورات" لم تكن على دراية وعلم بالمراحل التي ستتلو إسقاط النظام ، بل لم تكن على استعداد للانخراط في العملية السياسية لبناء الدولة ورسم معالم النظام السياسي الذي تنشده ؛ كما لو أن "الثورات" حصرت هدفها في إسقاط الأنظمة دون الانتقال إلى مرحلة بناء أخرى بديلة . أي مهمتها الهدم دون الإصلاح . وهذا ليس من الثورة في شيء. ذلك أن الثورة الحقيقة ترسم أهدافها بدقة وتحدد الوسائل القمينة لذلك . للأسف الشديد هذا لم تشهده "ثورات" الربيع العربي . وآية ذلك أن في تونس ومصر ، مهد الربيع العربي ، لم يتمكن شباب الثورة الذي أطر الشارع واستنهض همم عموم المواطنين وقدم تضحيات جسيمة ، لم يتمكن من إيصال مرشحيه إلى مراكز القرار ( البرلمان في مصر ، المجلس التأسيسي في تونس ، الرئاسة في مصر الخ) . لقد استفاد من "الثورة" من ركبها متأخرا وليس من فجّرها . والسبب يعود إلى غياب قيادة ونخبة منظّرة . وهو السبب نفسه الذي وضع المصريين أمام خيارين أحلاهما مر :إما رئاسة الشيخ أو رئاسة الجنرال ، أما مرشح الثورة فقد أقصي من الدور الأول . أما في تونس فالأوضاع لا زالت غامضة خصوصا بعد تغوّل التيار السلفي الذي يفرض وجوده وبرامجه بالقوة والعنف وبتشجيع من حزب النهضة الحاكم . إذن من هو المستفيد المباشر من الربيع العربي؟ بالتأكيد ليس القوى الديمقراطية والحداثية . بعد مرور مرشح الإخوان ومرشح العسكر إلى الدور الثاني في مصر لم يجد شباب الثورة من عزاء سوى إعلان استعدادهم لتفجير ثورة ثانية ضد أي نظام يحل محل نظام مبارك ويحاول السير على نهجه . فهل معنى هذا أن قدر الشباب خوض غمار الثورات دون الانخراط في رسم مستقبل مصر ؟

السؤال الثاني: ما هي آفاق الثورات العربية؟
ما نشهده من وقائع داخل بلدان الربيع العربي لا يطمئن إلى حد بعيد . ذلك أن إسقاط نظام مستبد أسهل من إقامة نظام عادل . والثورة التي لا تملك بدائل لا يمكنها أن تصنع المستقبل . وهذا حال بلدان الربيع العربي التي لم تكن شعوبها تعيش كابوس الدولة الدينية حتى بات يؤرقها . في هذا الإطار وقعت ‮ ‬10‮ ‬أحزاب وعدد ‬كبير ‮ ‬من الشخصيات السياسية على "وثيقة العهد" ‬طالبوا فيها بضرورة التمسك بمصر كدولة مدنية ديمقراطية تقوم علي مبادئ الدستور والقانون مع التمسك بالمادة الثانية من دستور ‮1971 .كما طالب الثوار المعتصمون بميدان التحرير عقب صدور أحكام بالبراءة لصالح نجلي مبارك و6 من معاوني وزير الداخلية ، طالب الثوار بحل جماعة الإخوان المسلمين حتى يتم إقصاء مرشحها من خوض سباق الرئاسيات . وهذا يعكس خيبة الأمل العميقة التي أصابت الثوار وهم يرون أزهار الربيع العربي تتساقط قبل أن تثمر ديمقراطية وكرامة وحرية . إذن نحن أمام ثلاثة نماذج "للثورة" العربية : النموذج التونسي/المصري الذي أسقط النظام دون أن يتمكن من الحسم في البديل ووضع ضمانات دستورية تمنع إعادة إنتاج الاستبداد من جديد . ذلك أن إسقاط النظام لا يعني بالضرورة إسقاط الاستبداد . هناك النموذج الليبي واليمني الذي انتهى إلى تقطيع أوصال الدولة إما بسبب نزوعات انفصالية أو حروب إرهابية كما هو الوضع في اليمن الذي يسيطر فيه تنظيم القاعدة على عدة مدن ومناطق . أما النموذج الثالث فتمثله سوريا التي باتت على حافة حرب أهلية ستلقي بها نحو المجهول . إذن لا توجد تجربة مشرقة حتى الآن من شأنها أن تشجع شعوبا عربية أخرى لتفجير ثورتها ضد الاستبداد . الأمر الذي جعل باقي الشعوب تفضل الاستقرار والأمن على الحرية والديمقراطية (نموذج الجزائر التي صوت غالبية الناخبين لحزبي السلطة . إنها نتيجة حتمية لغياب نخبة تقود الثورة وتُنظّر لها . قد يتطلب الأمر من التونسيين والمصريين بضع سنوات لإقامة نظام سياسي مؤسساتي قابل للتطوير بفعل ما سيتراكم لدى المواطنين من خبرات في مجال الممارسة الديمقراطية في حالة ظل الشعب/الشباب يقظا ؛ بينما التجربة الليبية والسورية ، من بعدها ، فستحتاج وقتا أطول بسبب تفكك الدولة وانهيار النظام . وأمامنا التجربة العراقية التي فشلت حتى الآن في بناء دولة وطنية مستقلة وذات سيادة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .
- هل ستضع الحكومة -الإسلامية- حدا لشرعنة الاغتصاب ؟
- حوار لفائدة يومية الصباح
- ملف حول المرأة
- حزب العدالة والتنمية من معارضة الحكومة إلى رئاستها .
- ثورة تأكل الثورة والتاريخ والمستقبل
- حوار لفائدة جريدة الصباح المغربية
- حوار مع شيخ متطرف (9)
- حوار مع شيخ متطرف (8)
- سعي الأقليات إلى إقامة كيان سياسي خاص طلب للكرامة و الحرية و ...
- منذ متى كان الإسلاميون يناصرون حقوق النساء ؟ !!
- مطالب الفبرايريين وعقائد العدليين .
- مستويات الصراع السياسي في المغرب .
- حوار مع شيخ متطرف(7)
- حوار مع شيخ تكفيري (6)
- حوار مع شيخ متطرف(5)
- حوار مع شيخ تكفيري متعطش إلى الدماء(4)
- حوار مع شيخ متطرف (3)
- متى يمنع المغرب مكبرات الصوت لإذاعة الصلاة خارج المساجد ؟؟
- حوار مع شيخ تكفيري متطرف (2)


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد الكحل - حوار لفائد الصباح المغربية