أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - المهدي المنجرة والدراسات الحضارية والمستقبلية














المزيد.....

المهدي المنجرة والدراسات الحضارية والمستقبلية


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 01:10
المحور: سيرة ذاتية
    



استاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
انتبهت الى المهدي محمد المنجرة لأول مرة في التسعينات من القرن الماضي ، عندما قرأت له دراسة عن الحرب ضد العراق في حينه وكيف انه فسرها على انها حلقة في سلسلة الحروب والصراعات بين الشمال والجنوب وبين الغرب والشرق ..بين من يمتلكون زمام صنع التاريخ ، وبين اولئك الذين يعيشون على هامش التاريخ .
المهدي المنجرة باحث اكاديمي ،ومفكر ،ومثقف عضوي ، وعالم في المستقبليات ،وفي الشؤون الدولية ، سخر قلمه للدفاع عن الانسان وحقه في الحياة الحرة الكريمة وقبل ايام علمت بأنه –شافاه الله وعافاه –مصاب بمرض الباركنسون وهو حبيس داره.
المهدي المنجرة من مواليد مدينة الرباط بالمملكة المغربية سنة 1933 .درس في جامعة كورنيل بالولايات المتحدة الاميركية في اوائل الخمسينات من القرن الماضي ، وأسس أول معهد يدرس علم المستقبل في العالم العربي، وكان ذو فكر حر، لذلك نأى بنفسه عن الحكومة ، ورفض الكثير من المناصب التي عرضت عليه بما في ذلك منصب الوزارة ، وكان يعد نفسه معارضا للسلطة وقد تعرض للكثير من العنت والمضايقات فضلا عن انه أٌوقف في بعض الاحيان عن القاء المحاضرات التي ٌعدت مهُيجة للمشاعر .
عمل في اليابان ،وتولى مسؤوليات اكاديمية في عدد من الجامعات اليابانية .اهتم بالفكر وحوار الحضارات وصراعها وبحقوق الانسان وبمسائل التنمية وألف كتبا كثيرة وكتب العديد من المقالات التي كان لها صدى كبيرا بين المثقفين المهتمين بالمسائل الفكرية وهو يتقن لغات كثيرة وعنده شهادات في الكيمياء والعلوم السياسية معا .كان استاذا زائرا في معاهد وكليات وجامعات عديدة في العالم ومنها مدرسة لندن للاقتصاد سنة 1970 كما انتدب للعمل مستشارا خاصا للمدير العام لليونسكو .
له اراء فاعلة في مسألة التنمية، وكان يقول ان ثمة عوامل ثلاثة تساعد على التنمية وتقوي دورها في المحتمع هي على التوالي : محو الامية ،وحماية اللغة وارتياد مجاهيل البحث العلمي وهو يؤكد
.. بأن العرب لن يهزموا اسرائيل الا بالتوحد، وتلاحم القيادة والشارع العربيين عبر مصداقية السلطة المخلصة لشعوبها وليس لمستعمريها، وعبر المشاركة الشعبية والديمقراطية الفعالة، وعبر انتخابات نزيهة واحترام القيم والحريات والتمسك بالهوية، واخيرا عبر الاهتمام بالعنصر البشري والبحث العلمي وتشجيع الإبداع والخلق والاعتماد على الذات والكفاءات المحلية لكن للأسف هذه المؤشرات ما تزال ضعيفة ولم تكتمل ملامحها في المجتمع العربي الحالي الآن... " .
وقد كرس المهدي المنجرة جانبا كبيرا من اهتماماته بالدراسات المستقبلية وكان يأمل في ان تجد هذه الدراسات طريقها الى العالم العربي لذلك أخذ يركز على اهمية تحقيق العدالة بين الناس وخاصة في مجال توزيع الثروات ،وتقليص الفجوة بين الرجال والنساء بين الريف والمدينة .ولم ينس التأكيد على ان حفظ حقوق الناس وكراماتهم مسألة في غاية الاهمية .ويرتبط بهذا تفعيل سيرورة الخلق و الإبداع في المجال الفني ، والثقافي ، والاجتماعي .
يأسف المهدي المنجرة لان الكثير من مؤرخي بلده منكبين على دراسة العصور القديمة والوسطى وما تمليه عليهم الحكومة ،وكثيرا ما دعا الى التعددية ورفض اللون الفكري الواحد .كان في فكره انسانيا لذلك حظي بتقدير الاوساط الاكاديمية في اجزاء مختلفة من العالم فكرم واحتفل به ودعي لإلقاء المحاضرات وعقد الندوات كما كرم من جهات عالمية كثيرة .
كتب مئات المقالات والدراسات .من كتبه "حوار التواصل " و"قيمة القيم " وعولمة العولمة " ومما يسجل للمهدي المنجرة انه توقع قبل سنوات 1999 حدوث ثورات وحركات التغيير في البلدان العربية.
كتب الاستاذ رضوان كسابي مقالا بعنوان :" عندما توقع عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة الثورة ألعربية قال فيه :ان الاستاذ الدكتور المهدي المنجرة توقع في كتيب صغير نشره سنة 2000 بأسم "عولمة العولمة "حدوث تغييرات كبيرة في العالم العربي ،ودعا المثقفين لان تكون لهم حصة في حركات التغيير . واضاف ان الكتيب تضمن
مجموعة من المقالات اهمها مقاله الموسوم : المجتمعات العربية: اختلالات الراهن وسيناريوهات المستقبل نشرته مجلة الاداب
البيروتية في العدد 11 الصادر في 15 كانون الاول -ديسمبر 1999 قال فيه: " ان هاجس الأنظمة العربية الوحيد هو خوفها المزمن من شعوبها ما جعل الظاهرة الأمنية والعسكرية تتضخم وتخنق الكل..." .كما وصف ما يسميه البعض ب "التجارب الديمقراطية في العالم العربي" بالخداع فهي تهدف في المقام الأول إلى إخفاء الوجه البشع للأنظمة الفاشستية التي تعتمد على إرادات مافيا متخصصة في النهب الجماعي، وبمباركة من الإستعمار القديم الجديد .كما لا يتوانى الدكتور المهدي المنجرة في اعتبار العالم العربي بمعناه الجيوسياسي اختراعا غربيا أو خارطة رسمها الإنجليز والفرنسيون، وجاؤوا بحكام ما نزال إلى اليوم نؤدي ضريبة بلادتهم وتبعيتهم السياسية للغرب،وبعد ان يتحدث عن سيناريوهات المستقبل المتمثلة اولا بالابقاء على الوضع الراهن وثانيا سيناريو الاصلاح الشكلي، يرجح السيناريو الثالث وهو كما قال : السيناريو الثالث هو سيناريو التغير الجذري أو المواجهة أو التحولات الكبرى والعميقة. وحتى الآن لا ندري كيف سيتم هذا التغيير وما هي درجة سرعته.
ومن ضمن ما قاله المهدي المنجرة والذي يؤكد دقة تفكيره وقدرته الكبيرة على استشراف المستقبل، حديثه عن دور المثقف فقال : " ما يهمنا من كل هذا هو أن المثقف مطالب اليوم باستعادة دوره المفقود وقيادة مرحلة التغيير التي ستكون إحدى علامات تاريخ مجتمعاتنا العربية في العقود الأولى للقرن الحادي والعشرين" .
ندعو الله ان يعافي مفكرنا الكبير ، وان يمده بالصحة ليقدم المزيد المزيد من ابداعاته في مجال الفكر العربي والدراسات المستقبلية .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلة المثقف العربي ..مجلة الفكر العربي التقدمي في العراق
- امرأة من بلادي :السيدة زهرة باقر جعفر الجلبي 1920 -2011
- حسين جميل والوطنية القومية التقدمية
- المؤرخ الدكتور يوسف كاظم جغيل الشمري
- الدكتور كريم مطر حمزة الزبيدي مؤرخا
- الدكتور غانم محمد رميض العجيلي مؤرخا
- الدكتور أنيس عبد الخالق محمود مؤرخا
- الدكتور رياض الاسدي مؤرخا
- الدكتور صالح حسن عيسى العكيلي مؤرخا
- الدكتور محمد مظفر الادهمي مؤرخا واعلاميا
- الدكتور رعد احمد أمين الطائي مؤرخا ورياضيا
- الدكتور عامر عبد الله ألجميلي مؤرخا وخطاطا
- الدكتور حامد محمد طه السويداني مؤرخا وخطاطا
- الدكتور سهيل زكار ..مؤرخ الحروب الصليبية الأول
- درس النهضة الأوربية وموقف المؤرخين العراقيين والعرب منه
- الدكتور ياسر عبد الجواد المشهداني مؤرخا
- يوسف كركوش الحلي 1906-1990 وكتابه تاريخ الحلة
- الأستاذ الدكتور شاكر مصطفى سليم ..وصفحة من تاريخ الصراع السي ...
- الدكتور محمد يوسف إبراهيم القريشي ..مؤرخا
- سعاد خيري ..في ذكرى ميلادها ال83 عاما


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - المهدي المنجرة والدراسات الحضارية والمستقبلية