أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أميرة عبد الرازق - عورات عقلية













المزيد.....

عورات عقلية


أميرة عبد الرازق

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 01:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بلا مقدمات فالأمر لا يحتمل.. لندخل في الموضوع سريعا ولنتذكر معا الآية القائلة " وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غفورا رحيما" الأحزاب -50.
لن أشرح تفسيرا لهذة الآية فهي تفسر نفسها، ومن استعصى عليه المعنى فلينشط عقله ويبحث في كتب التفسير .. لن أتحدث في هذه السطور عن الجانب الفقهي لمسألة ملك اليمين .. وإنما هو رد شخصي على ما أثير هذه الأيام من ضجة حول أول حالة ملك يمين في مصر.
لا أحب المقدمات المملة ولذلك سأدخلكم إلى تساؤلاتي مباشرة .. علما بأن كلامي ليس موجها إلى شخص بعينه بدأ الدعوة لهذه المسألة، بل إلى كل الفصيل الذي يؤيده في دعوته ويسير أو سيسير على نهجه.

لعل أول ما استلفت نظري هو كم الازواجية والتناقض في كلام هؤلاء والتي توحي إليك بعدم صدور أقوالهم عن أية قناعات وإنما هي مصالح أو شهوات تتناقض في سبيلها الوسائل .. استلفتني في البدء قولهم بأنه لا يشترط في الزواج التقليدي التوثيق وتكفي الثقة بين الطرفين، وأن زواج ملك اليمين هو بناء على المحبة والثقة.. إذا لماذا تعيبون على الأجانب عندما يسكن الصديق إلى صديقته بناء على الحب والثقة وبدون توثيق .. لماذا تتهمون علاقتهم بالزنا وتغضون الطرف عن عهركم المقدس؟!

وقولهم أن ملك اليمين يمكنها أن تسير في الشارع بالنصف الكم والقصير للركبة وتكشف شعرها .. إذا بحسب منطقكم المغلوط الذي يصف المرأة بأنها عورة فإن هذه المرأة ستكون فتنة لمن لا يملكها .. وستتسبب في إثارة شهواتهم وميلهم إلى المحرمات ... لماذا تكيلون بميالين .. أم أن رقها سيحول بينها وبين أن تفتن المكبوتين أمثالكم؟!

لكم لعنتم الليبراليين والعلمانيين والغرب على منابركم، هؤلاء الذين بلغ احترامهم للمرأة أن جعلوها رئيسة للبلاد وعالمة للذرة وأديبة وفنانة .. لكم اتهمتمونهم جزافا بأنهم قصدوا تعرية المرأة بهدف النيل من جسدها، ثم تقولون بكل بساطة أن المرأة الأمة يمكنها أن تكشف جسدها لينظر جميع الخلق، وتدعون ويالبجاحتكم بأن هذه هي الفضيلة.. لكم صدعتومننا بأن الفجور ينتشر بين الغرب حيث يعيش الشاب مع صديقته يحتويهما الحب بلا ميثاق أو ورق زواج .. ثم تأتون لتقولوا أن الزواج لا يحتاج إلى أوراق ثبوت .. أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ... أفلا تعقلون ... نعم أنتم لا تعقلون .. فلو كنتم تعرفون ما العقل لامتثلتكم لكتابكم الكريم.

أتذكرون فتاة التحرير ؟! التي تم سحلها وتعريتها من ملابسها .. وقفتم تتفرجون من عل ويفتي كل قبيح منكم بأنها المخطئة فهي لم ترتدي ملابس كافية تحت ملابسها الظاهرية ... عزيزتي المرأة العاقلة لكي تنالين الشرف في نظر هؤلاء يجب أن ترتدي طبقات كثيرة من الملابس بعضها فوق بعض حتى إذا جاء أحدهم وقام بتعريتك تمنعه ملابسك الكثيفة من رؤية جسدك .. هكذا يتدخلون في ملابسك الداخلية ويحددون شرفك بناء عليها .. وحينما يسئمون منها .. يختلقون الفتاوى التي تنزعها عنك ملابسك باسم الشرع!

ويقولون أن عورة الأمة مثل عورة الرجل .. من السرة إلى الركبة .. بمعنى أكثر جرأة .. أن تكشف المرأة ملك اليمين نهديها وبطنها وساقيها، أليس هذا يغالط قولكم بأن جسد المرأة عورة وفتنة بخلاف جسد الرجل الذي لا يجسد أي جمال وفتنة .. ثم أين حميتكم كشرقيين تدعون الحفاظ على الشرف ثم تبيحون لنسائكم أن يسرن مكشوفات الصدور .. سأستعمل معكم السؤال الشهير .. هل ترضاة لأمك وبنتك وأختك .. أن تهب نفسها ليتأمل جميع الخلق في نهديها وبطنها وساقيها ؟؟؟؟

صدعونا كثيرا بحياء المرأة الذي يجبرها رغما عنها أن تلتف بأمتار من الأقمشة تعوق الحركة والتنفس، ثم تناسوا هذا الحياء والعفة والشرف حينما استعرت شهواتهم وسارت عقولهم مفرغة من كل شيء إلا الرغبة الحيوانية فأباحت لهم هذا المنفذ الشيطاني ...
إذا كنتم صادقين مع أنفسكم حقا فلا تبدئوا بأنفسكم .. ابدئوا ببناتكم وأخواتكم .. هب أختك أو بنتك ملك يمين لرجل غريب .. ثم أبح لها أن تسير في الشارع عارية تماما إلا من السرة إلى الركبة .. وحينها فقط ستكتشف زيف ما تدعو له .. وإن لم تكتشف ذلك .. فأنت رجل ديوث لا يغار على حرمته كما يقول شرعكم.

وبهذا اللامنطق السقيم فإن الفتاة الخلوقة حسنة التهذيب المثقفة الواعية إذا سارت في الشارع كاشفة شعرها فقط ومن دونه جسدها مغطى بالفضفاض مما لا يشف ولا يصف .. يصفها هؤلاء الجهال بأنها ساقطة وعاهرة .. ولا يكفون عن نهرها أمام الخلق لتلتزم بحجابهم ... عزيزتي يكفي أن تكوني آلة جنسية لرجل غريب لا يمت لك بصلة زواج تحت مسمى ملك اليمين .. ليكف هؤلاء عنك .. وحينما يرونك عارية في الطرقات سيتأملون بكل حيوانية في جسدك الفاتن ثم يحيونك لأنك تلتزمين بشرعهم الفاجر .. عزيزتي كي تنالين حرية اختيار ملابسك بلاقيود واحترام الناس بألا يتدخلوا في خصوصيات جسدك يجب في عرفهم أن تتنازلين عن حرية إرادتك وفكرك .. وتصبحين أمة .. هكذا المرأة لا تصلح في نظرهم إلا للمتعة، ويبدو أن تحجيبك بالغصب يا سيدتي هوعقاب لك على إستقلال شخصيتك ونضج عقلك وترفعك عن خرافاتهم.

ألم يفطن هؤلاء إلى أن دعوتهم هي مجلبة للعار ومدخلا للمفاسد فمثلا تستطيع بيوت الدعارة الادعاء أن نساءها هن ملك يمين لمن يضاجعونهن، ويستطيع كل رجل "يزنق" فتاه في سيارة" على غرار ما أثير حول النائب الملتحي "علي ونيس" الادعاء أنها ملك يمينه، وبإمكان أي رجل وأي امرأة العيش معا بدون زواج ويدعي أنها ملك يمينه .. وحينها يكون قد قتل شاب برئ ولكن جريمته الوحيدة أنه كان يسير مع خطيبته وزوجته المستقبلية، في حين تصبغ القداسة على من يمارسون العهر باسم الدين ... ألا تخجلون من أنفسكم؟

و أخيرا ولكنه ليس آخر المطاف .. لماذا في عرفكم المقيت المرأة فقط هي من تنازل عن حريتها للرجل؟ لماذا لا يقوم رجل منكم بهبة نفسة لامرأة؟
بالطبع سوف تصرخون وتحمر وجوهكم إذا كيف ترضون أن ينزل الرجل إلى هذه المرتبة الدانية " الرق" ويترك امرأة تتحكم به .. وفي هذا اعتراف صارخ منكم بأن المرأة دونية في نظركم.. وقد نسفتم بعبثكم هذا كل محاولة يثبتها الإسلاميون المتعدلون بتكريم الإسلام للمرأة.



#أميرة_عبد_الرازق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها السلفيون هنيئا لكم
- حتى لا تضيع الثورة .. التعليم هو الحل
- حادثة إمبابة والأيدي الخفية
- بعد حبس آل مبارك .. هل ستنتهي الثورة المضادة؟
- عن إنصاف السلفيين .. أتحدث
- لنقل خيرا أو لنخرس!
- ديمقراطية الجهلاء .. أهلا!
- لا وقت لتقسيم الثورة!
- ما هو مصير الرئيس المنتظر؟
- عندك أميّة سياسية؟
- الذين قالوا .. لا
- دين فوبيا
- أنا مش آسف يا مصر .. قصة قصيرة من وحي أيام الغضب


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أميرة عبد الرازق - عورات عقلية