أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - اليسار والمشروع الثقافي














المزيد.....

اليسار والمشروع الثقافي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكر الإشتراكي في عالمنا العربي,ظهر تاريخيا بشكل مفارق,فلم يكن وليد صراعات طبقية حادة بين الطبقة العاملة وخصومها الإقتصاديين,الذين تنحاز لهم الدولة,بل كان نتيجة انبهار النخبة العربية بفكرة العدالة,التي اعتبرتها مطلبا يمكن أن يتجمع حوله العاطلون والفقراء,والفلاحون والمتضررون من اختيارات الدول التي ظهرت بعد استقلال الدول العربية,والتي لم تحقق ما طمح له رجالات المقاومة,سياسيا الإستقلال عن القوى الإستعمارية,اقتصاديا تحقيق ما يضمن تنمية الوطن وخصوصا المناطق المهمشة,والتي كانت بفعل بعدها عن المراكز الحضرية,بؤرة لبداية المقاومة المسلحة,والتي أرغمت على التخلص من أسلحتها والإنخراط في النضال المدني,الذي تزعمه رجالات المدن,وتجارها,فاعتبر بمثابة التحرير والإستقلال,من هنا كانت حركات اليسار التاريخية,تحمل في طياتها بوادر الصراعات والتقاطبات بين المراكز المدنية,والضواحي المهمشة في المحيط البعيد عن القرارات السياسية كما أن رهانات الثورة لديها,ظلت
حبيسة اختيارين,الأول عنيف,حصر نفسه في الممارسة السرية,وربما اعتمد السلاح لتغيير الأنظمة العربية بالعنف,مع العمل في الواجهات المدنية,استعدادا وتهييئا لشروط الثورات,باستحضار النموذجين,الروسي أو حتى الصيني والفتنامي
وأيضا الكوبي,بما يقتضيه ذلك من انخراط مع العمال والفلاحين وكل الفئات المتضررة,من الرأسمالية وحلفائها من كبار الإقطاعيين وتجار الريع,والذين يشكلون القاعدة الأساسية للأنظمة السياسية العربية الطبقية.أما التوجه الثاني,فقد اختار التغيير من خلال الفعل الشرعي السياسي,بلعب دور المعارضة,التي شكلت هي الأخرى,اتجاهين,أحدها فضل المشاركة في الإنتخابات,لنيل أغلبية نيابية,يتأهل بها للتعريف بمشروعه السياسي,وآخر فضل مقاطعة الإنتخابات,والدعوة إلى مقاطعتها,والإصطدام بالحكام وقواهم الأمنية بدون الدعوة إلى العنف.
يبدو أن اختلافات اليسار العربي الإيديولوجية,لم تكن إلا مبررات لتناقض تاكتيكات الصراع السياسي,وأن هذه التاكتيكات لم تكن إلا انعكاسا لتقييم الخسارات المحتملة,ومدى قدرة التنظيمات على تحملها,أو هي أشكال متفاوتة بالتهديد بالثورات عند العجز عن تحقيق شروطها,بذلك كانت اختلافات اليساريين العرب,تنضح بالكثير من التنافسية اللفظية,أو البطولية العنيفة والشبه عسكرية والتي لاأحد ينكر التضحيات الجسام التي قدمتها,دليل صدق والرغبة العارمة في التفاني,والتي افتقدت في الفكر اليساري العربي,باستثناء اليسار الفلسطيني,بحكم ظروف وجوده ونشأته التاريخية,وإلى حد ما اليسار اللبناني.إن اليسار العربي مطالب حاليا,بإعادة قراءة تجاربه,وفحص منطلقاته النظرية والسياسية,وحتى تاكتيكات صراعاته وتحالفاته,وكل هذه لم تعرف تغييرات منذ القرن التاسع عشر الميلادي,فعلى اليسار العربي,إعادة تعريف ذاته,بدون مركبات نقص,أو تعال عن واقعه الراهن,الذي يعج بالكثير من التناقضات,التي تنخر جسمه,وتعوقه عن الإنخراط الفعلي في معترك المواجهة بآليات جديدة,والتي لايمكن على ما أعتقد أن تكون إلا ثقافية,لتأهيل المتضررين من اختيارات الدول العربية,فالثقافة لاتفترض بالضرورة الإعتقاد في الفكر الإشتراكي,بل هي القابلية على الأقل لمساءلة الواقع,والسعي لعقلنة المشاكل بفهمها وليس التهرب الجماعي منها في انتظار سيطرة السياسة الثورية أو الأخزاب الإشتراكية ووصولها إلى الحكم,والمشاكل لايمكنها أن تظل معلقة,لأنها تتطور,وحلول اليوم لها لايمكن أن تكون حلا لها غدا,فضعف الأحزاب الإشتراكية في العالم العربي,يتمثل في غياب مشروع ثقافي,أو عدم تجديده,مما خنق التجربة في معترك الصراعات السياسية,وحولها إلى حرفة أو وسيلة للرقي الإجتماعي واكتساب رمزيات التفاوت بدل العدالة,فكيف يدافع الباحثون عن الحظوة على المساواة,وهم أنفسهم يتفننون في لعبة التعالي عن كل أفراد المجتمع؟؟



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار المغربي,تجديد التحالفات
- اشتراكية العالم العربي
- اليسار بين الإصلاح والمغامرة
- الأديب والسياسة
- سلطة الآداب
- القصة المغربية
- عقل السلطة
- الحصانة السياسية
- دولة العقل
- يساريون ودينيون في المغرب
- مفارقات السلطة في العالم العربي
- حزب الله مشروعية المشروع
- سياسة الإعداد
- الفكرة في اللغات
- الإعلام ودفاتر التحملات
- العدالة والتنمية بين الديني والسياسي
- الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة
- إسلام العقيدة وإسلام السياسة
- الإسلام الروحي والتاريخي
- الوطن ملبنة


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - اليسار والمشروع الثقافي