أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رحاب العربي - مشهد ديمقراطي بمقاس حزب العدالة والتنمية .














المزيد.....

مشهد ديمقراطي بمقاس حزب العدالة والتنمية .


رحاب العربي

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 21:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كان الوقت بين العصر والمغرب، سجل لنا مواطن كان يقود سيارته على تقاطع الهضبة/ الكيزة المكتض بالضاحية الجنوبية لمدينة طرابلس الليبية هذا المشهد:
عند تقاطع الهضبة/الكيزة كانت تتمركز ثلاث سيارات مرسيدس جديدة وقد غطاها ملصق بحجمها يحمل شعارات حزب العدالة والتنمية (الكيان السياسي للإخوان المسلمين) وشعاره الحصان، وعلى امتداد التقاطعات الاربعة تنتشر مجموعات من شبيبة الحزب يحملون رزما من الملصقات والمطويات التي تدعوا للتصويت لحزب العدالة والتنمية في انتخابات المؤتمر الوطني المزمع إقامتها يوم السبت المقبل الموافق 7 من هذا الشهر.. إختيار الموقع لم يكن جزافيا، فاختناق حركة المرور المزمنة في هذا التقاطع طيلة ساعات النهار، تمكن أشبال الحزب من توزيع أكبر كمية من ملصقات الدعاية لحزبهم على المارة..

مد شاب من شبيبة الحزب يده بمطوية وملصق دعاية لحزب الحصان الى صاحب السيارة المتوتر بسبب اختناق حركة المرور وحرارة الطقس وجرى الحوار التالي:
الشاب- صوت لصالح حزب العدالة والتنمية الذي سيبني ليبيا ويحقق العدالة للجميع..
السائق - شكرا أنا لن اصوت لهذا الحزب، لقد اخترت غيره للتصويت له..
الشاب- مع ذلك لازم تأخذ هذه المطوية وتطلع على برنامج حزبنا ربما تغير رايك..
السائق - شكرا.. أنا اعرف برنامجكم جيدا ولم أقتنع به، وأنا حر في إختيار من يقنعني، والأفضل أن تعطيها الى شخص آخر ربما تكسبونه، أما أنا فلا نصيب لكم في صوتي..
الشاب - ضروري تأخذ المطوية و تعطيها لأي أحد يصادفك..
السائق - أنا غير مقتنع ببرنامجكم.. كيف تطلب مني أن اعمل موزع دعاية له؟!!
داس السائق على البنزين وتجاوز ذلك الشاب المناكف الذي لا يجيد اساليب الدعاية لحزبه العتيد.. صاح شاب آخر من شبيبة الحزب كان وقفا على الناصية الأخرى من الطريق قائلا لزميله الفاشل في تمرير دعاية الحزب وبلهجة الآمر لتخويف ذلك السائق الرافض وترهيبه:
- خذ رقم لوحة سيارته !!!
رد عليه السائق قائلا بلهجة الواثق من نفسه والساخر من الاسلوب الفج في الدعاية:
- ربما لا يكفيكم رقم لوحة السيارة.. خذ كتيبها تجدون فيه اسمي بالكامل وصورتي!!!!

ودع السائق ذلك الجمع من شبيبة حزب العدالة والتنمية بابتسامة ساخرة وحزينة.. ساخرة من سذاجة هؤلاء الفتية الذين يخترقون بممارساتهم واحدة من شعارات حزبهم "العدالة" في الشارع العام وبكل جرأة .. وحزينة لأن حزبا يجند طاقات مادية هائلة وغير معهودة في الدعاية ولا يفطن قادته الى مسألة إعادة وعي مريديه الذين يعتدون على الحرية والديمقراطية في يوم عرسها ..

"خذ رقم لوحة السيارة" عبارة تختزل ثقافة ترهيب وتخويف يمارسها حزب يرفع شعار العدالة والتنمية في الشوارع، ويمارس عدوانا فاضحا عليهما ايضا في الشارع.. عبارة تنبئ عن ما ينتظرنا كمواطنين في حالة فوز هذا الحزب من إرهاب فكري ومصادرة للرأي وقمع معرفي .. فمجرد امنتاع شخص عن التصويت لهذا الحزب يدفع أحد مريديه للكشف عن ثقافة الحزب الحقيقية في التعامل مع الآخر المختلف والتي عبر عنها ذلك الشبل في ذلك التقاطع بكل صراحة وعلنية فجة "خذ رقم لوحة السيارة" .. ونعرف نحن الليبيون بحكم ما عاصرناه من قمع على مدى العقود الأربعة الماضية، ماذا تعني هذه العبارة وما يتبعها من مطاردة وتضييق ومصادرة للحرية وإرهاب وحتى اعتداء جسدي، وهذا ما عناه ذلك الشبل ولم يصرح به ..

مشهد يجب الوقوف عنده طويلا وتحليل أبعاده ، خاصة وأن هذا الحزب المؤدلج بايدلوجية قائمة على الدين، ويتخذ من الاسلام غطاء لتمرير سياساته لن يتورع إذا ما سيطر على مقاعد المؤتمر الوطني في فرض أجندته الرافضة لأولى ابجديات الديمقراطية "حق الإختلاف" وسيعيدنا الى ظلام الرأي الواحد والحزب القائد الذي يتخذ في حالة حزب العدالة والتنمية من القرآن الكريم غطاء لشرعنة كل ممارساته السياسية القائمة على تهميش الاخر المختلف وتجريمه.. وهو ما عبر عنه ذلك الشبل بكل تلقائية وبصراحة فجة تعبر عن توجهات غير معلنة للحزب سيستدعيها وقت الحاجة لفرض سياساته..



#رحاب_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي يستنسخ مسرحية القذافي -السلطة بيد الشعب- !!!!
- الاقطاعيون الجدد يبددون تضحيات شهداء ليبيا..
- الشرق الاوسط..بوق للنكرات!!
- حكومة عرف الديك الليبية
- الشعب يريد.. طاغية جديد
- ظاهرة القذافي ..أسطرة الأزمة والهروب من المسؤولية
- سيف الاسلام..صمت دهرا ونطقت كفرا؟؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رحاب العربي - مشهد ديمقراطي بمقاس حزب العدالة والتنمية .