أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - لا للعسكرة.. نعم للتمدن..














المزيد.....

لا للعسكرة.. نعم للتمدن..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 18:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المراقب للحراك الوظيفي في ليبيا هذه الأيام يمكنه رصد حركة عسكرة واسعة وحثيثة تتم في المجتمع، وكأن اربعة عقود من العسكرة وفاشية العسكر التي كانت تجثم على كواهلنا غير كافية!!! عشرات آلاف الشباب يزدحمون يوميا على مراكز القبول للتجنيد في الأمن الوطني بمختلف فروعه وفي الجيش الوطني، عشرات الإعلانات على صفحات الصحف وعبر كل القنوات المرئية والمسموعة وحتى عبر الهواتف النقالة تدعو الشباب للانضمام الى الأمن او الجيش، فيما لم نسمع ولو لمرة واحدة إعلان عن قبول خريجي الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة للعمل في مؤسسات الدولة المدنية المختلفة، وكأن ليبيا مؤسسة عسكرية لا مجال لحياة مدنية فيها!!!

وتضيف مشاهد الجماعات المسلحة بلباس مدني أو غير متجانس يشي بغياب القانون وتداعي هيبة الدولة، وهي تتمركز أمام المؤسسات المرافق المدنية الحساسة من وزارات وهيئات ومصالح وكذلك على مداخل المدن وحتى أمام مؤسسات التعليم العالي ، تضيف للمشهد العام للبلاد صورة بائسة، وتظهرها للمراقب وكأنها بلد في حالة حرب أهلية كل شيء فيها مجيش ومندمج في حالة تعبئة عسكرية عامة ، ولا مجال فيها ولا وقت للتفكير في بناء حياة مدنية قائمة على الحوار والجدل السياسي وإثراء التفكير، بل الكلام الفصل فيها للقوة والعسكر..

قبل يومين عشت واحدة من المواقف التي تسئ للحياة المدنية في ليبيا الجديدة، وتكشف ان روح الفاشية العسكرية والتضخم الوهمي لسلطة العسكر لا زالت تهيمن على تفكيرنا كليبيين ولم نتخلص منها بعد.. فخلال محاولتي إجراء تحقيق صحفي في جامعة طرابلس قاطع (ب) جامعة ناصر سابقا -وذلك ضمن خطة صحفية لطرح واقع الجامعات الليبية اليوم وآفاق الإرتقاء بها- وعلى بوابة هذه الجامعة الرئيسية صدمني أولا مشهد مفرزة من المسلحين بعضهم بملابس عسكرية وآخرين بملابس مدنية توحي للداخل أنه يلج مركز امني او معسكر للجيش، وليس مؤسسة جامعية روادها من الطلبة والاساتذة الذين يمثلون واحدة من أرقى مؤسسات المجتمع المدني!! وكانت الصدمة الكبرى الثانية هي توقيفنا على البوابة ومنعنا من القيام بواجبنا الصحفي رغم تدخل أحد أساتذة الجامعة الذي حضر الى البوابة لإقناع الحراس وقائدهم المشحون بروح عسكرية فاشية لا مكان لها على بوابة مؤسسة تعليمية جامعية، وبعد ساعة من الجدل والنقاش العقيم، قررت المغادرة وإلغاء مشروع التحقيق أمام تصلب الحراس وقائدهم، فزاد حنق وحقد ذلك الموتور بروح الفاشية ووهم القوة، ولوح باستعمال العنف ضدي لا لشيء إلا لأنني لم أرغب في الاستماع الى محاضرته السمجة حول نظام بوابته العتيدة وطريقة شغله التي لا تعنيني..!!! لم أعر تهديداته المرعدة اي إهتمام وغادرت البوابة تاركا له الساحة ليفرغ شحنته الفاشية أمام جنوده وبعض الطلبة الذين كانوا يتواجدون بالمكان..

أول صورة قفزت الى خيالي وأنا استعرض ذلك الموقف وأحلل أسبابه وأبعاده -وأعتقد أنها الباعث الرئيسي لثقافة العنف المستشرية في مجتمعنا- هي صورة العسكرة والتعبئة للعنف التي تسود مختلف شرائح المجتمع، بدء من لعب أطفالنا وثقافتهم القائمة على السلاح والعنف، مرورا بوفوبيا العسكر التي تعشعش في وعي الكبار، والتي تدفع بالغالبية العظمى من شبابنا اليوم للانخراط في مؤسسات عسكرية وأمنية وكأن لا إمكانية للعيش في ليبيا إلا في ظل العسكر، وانتهاء بمظاهر التسلح والبوابات الأمنية المبررة وغير المبررة على الطرقات وعلى مداخل المدن والمؤسسات، وزد على ذلك ظاهرة إطلاق النار العبثي في كل المناسبات .. هذه المشاهد مجتمعة أعتقد جازما أنها تقود لترسيخ ثقافة الإحتكام للعنف والقوة في وعينا كوسيلة وحيدة لحل خلافاتنا ، بداية من الخلافات الشخصية التي ينتهي بعضها للحوار بالسلاح او استعمال الهوية الأمنية او العسكرية لإرهاب الآخر، مرورا بالخلافات على مستوى المؤسسات والقبائل والجماعات وما تخلفه كل يوم من دماء .. والمشهد الذي واجهته على بوابة جامعة طرابلس "ب" المختطفة من قبل مليشيات مسلحة تحت لافتة الحراسة، لا يمكن قراءته إلا على أنه نتاج لظاهرة عسكرة المجتمع التي تتواصل منذ اربعة عقود وارتفعت وتيرتها بعد ثورة 17 فبراير التي يفترض أنها قامت من أجل إجتثاث هذه الثقافة الهدامة وإقامة مجتمع مدني يحتكم للحوار والجدل، وسيلته العقل ولا مكان فيه لاستعمال العنف إلا في نطاق ضيق وحيثما يفشل العقل فقط..


ما أحوجنا اليوم إلى برنامج ممنهج لتطهير عقولنا ووعينا من ثقافة العسكر التي ينبغي حصر نطاقها داخل المؤسسات العسكرية والأمنية التي تتطلب الطاعة والتراتيبية والضبط والربط، أما حياتنا المدنية فيجب ان تكون لغة الحوار والجدل والإقناع هي لغتها الوحيدة ولا مجال فيها لفرض الآراء بالقوة والعنف والقهر والترهيب.. يجب على مجتمعنا بكل مكوناته من مؤسسات تعليمية بكل مراحلها ومؤسسات مدنية متنوعة، بعد أن تحررنا من دكتاتورية العسكر ، أن ننخرط في برنامج واسع وطويل المدى لإعادة بناء وعينا على اسس مدنية خالصة قاعدتها الحوار والارتقاء بالتفكير ليكون وسيلتنا لحل المشاكل وتنمية ثقافتنا السلمية ..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوط المغربية.. واقع دون الطموح!!
- الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!
- (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟
- ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة
- حق العودة .. الوجه الآخر
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..
- الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين
- عندما يُمسخ عيد العمال.
- مركز لحجز المُعنِّفين.. قبل دور المعنَّفات.
- برقة الهادئة هل يعكر صفوها السنوسيون؟
- الاسد او.. بحرق البلد!!!
- صور فيروزية (3) ها قد أقبل نيسان
- الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار
- استشر.. حتى لا تستجر..
- الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون
- في عيد المرأة .. دعوة لتطوير المتقدم في موروثنا الاجتماعي
- الفدرالية اول خطوة لعرقنة ليبيا
- حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.
- لا.. لعسكرة الثورة السورية
- صور فيروزية 2 نحت على صفحة الخيال


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - لا للعسكرة.. نعم للتمدن..