أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - المستقبل والتحدي الذي ينتظرنا















المزيد.....


المستقبل والتحدي الذي ينتظرنا


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 17:30
المحور: القضية الفلسطينية
    



ان الضغوط الشعبية بمنع اي لقاء مع قادة الاحتلال تشكل خطوة مهمة وتحولا فلسطينيا في ظل الظروف الدقيقة، وخاصة نحن نرى ان هذه الشعب المناضل قادر على دعم الحراك السياسي الفلسطيني ، هذا صوت الشعب ورغبة الجماهير الفلسطينية، ولكن الاعتداء اي القمع لرأي الجماهير يشكل خطورة على مستقبل الحريات ، وهذا يذكرنا بما اعتدنا أن نراه في قمع الشعوب والتي كانت احد أهم مسببات الثورات في البلدان العربية.
أن الحراك الشعبي الرافض لكل أشكال التنسيق الامني والتفاوض والتطبيع حق وواجب وهو جزء من الحالة النضالية التي يقودها الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة ،وأن الاعتداء على الحراك الشعبي يعتبر جريمة نكراء يجب أن يحاسب كل من ارتكبها دون الالتفات إلى موقعه أو رتبته أو الجهاز الأمني الذي يمثله.
في حقيقة الأمر، نسأل ويتساءل اي مواطن فلسطيني عن ماذا اسفرت كل اللقاءات والمفاوضات التي عقدت من قبل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مدى عشرون عاما ، سوى عن الوعود الكاذبة من قبل حكومة الاحتلال التي تهدف إلى الترويج للسياسة الإسرائيلية بأنها تعمل من أجل السلام وتسعى إلى تحقيقه، بينما على الأرض تنفذ خدعة يسرق من خلالها الحق الفلسطيني ويغتصب، حيث آلة استيطان لا ترحم؛ تلتهم الأرض الفلسطينية دون توقف، وآلة قتل لا تعرف الرحمة أو الشفقة؛ فتستبيح الدم الفلسطيني دون خوف أو مواربة، والاعتقالات مستمرة دون مراعاة لمعاني الإنسانية والبشرية، وحركة تهويد وتدنيس مدينة القدس المحتلة دون هوادة.
إن الشعب الفلسطيني دائما هو مصدر القوة، ومنبع الحق، والمساند للقيادة الفلسطينية ودورها في وقت الشدة والأزمات، ووقت الحاجة، فبالرجوع إليه والاستماع إلى صوته تزداد قوة الموقف وتتعزز، ولذلك فإن إصغاء القيادة والقوى والفصائل الفلسطينية إلى صوت الشعب الفلسطيني والرضوخ لمطالبه أمر مهم ومطلوب، وسوف تكون له آثاره الإيجابية على موقف اي تحرك فلسطيني من مجمل القضايا العالقة مع الاحتلال الإسرائيلي ومع المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته، لا سيما قضية الاستيطان وعدم الاعتراف الإسرائيلي بالحق الفلسطيني وبكافة الحقوق المشروعة، فهذا التحول الذي يقوم به الشعب يأتي في ظل قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الطلب من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع عاجل لمناقشة تصاعد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يجب أن تدركه القيادة الفلسطينية ومعها كافة القوى والفصائل أن المصالحة هي الخطوة الاساسية بعد خطوة الرضوخ للرفض الشعبي بعقد اللقاء اي لقاء مع قادة الاحتلال ، فالمصالحة أيضا مطلب شعبي، وقد خرج شعبنا الفلسطيني في الكثير من المسيرات الرافضة للانقسام والدعوة لتطبيق اليات اتفاق المصالحة الوطنية.
إن قرار التحرك نحو مجلس الأمن لعرض أصعب معضلة تهدد القضية الفلسطينية، ونعني هنا قضية الاستيطان، قرار مهم يجب أن توفر له الدبلوماسية الفلسطينية كل مقومات القوة والدعم، وعدم التراجع أمام الإغراءات أو الوعود الكاذبة من قبل الرباعية او الادارة الامريكية، بهدف العودة إلى مربع الصفر، ومن الواضح أن الإدارة الأميركية التي لا تتوقف عن تقديم المزيد من المكافآت، ورسائل الاسترضاء لإسرائيل من أجل شراء الصوت اليهودي، هذه الإدارة، تحاول إشغال الفلسطينيين بمناورات تستهدف تقطيع واستهلاك الوقت، حتى لا تذهب بملفاتها إلى الأمم المتحدة، قبل أن تظهر نتائج الانتخابات الرئاسية.
ولذلك لابد أن يوضع مجلس الأمن أمام مسؤولياته الأخلاقية، فالتوجه إلى مجلس الأمن فرصة مهمة وحتى تتكشف أكاذيب بعض الدول وخدعهم، ولفضح مزايداتهم على قضايانا العادلة وحقوق الإنسان العربي والحريات المدنية والعدالة والمساواة، ، لكن يبقى الرهان على مدى صلابة الموقف الفلسطيني ومواصلته المشوار.
واليوم مع التغيير الديمقراطي الحاصل في مصر وانتخاب الرئيس محمد مرسي ، فهل نرى فك للحصار عن قطاع غزة ومساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال، باعتبار القضية الفلسطينية، من اهم القضايا العربية ،ومن هنا نرى ان حالة النهوض والتغيير التي تشهده المنطقة وخصوصا مصر سيكون لها تداعيات على القضية الفلسطينية ،وخاصة بعد نجاح الثورة .
ولا بد من القول بعد ان اكدت القيادة الفلسطينية وكافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية موقفها بعدم التدخل في الشأن الداخلي العربي ، وكذلك على تأكيد أنها ليست بديلا عن الشعب العربي المعني بالتغيير أو بعدم التغيير، بغض النظر عما إذا كانت سياسات النظام القائم تخدم أو لا تخدم القضية الفلسطينية.
وامام ذلك نرى ان العالم العربي يعيش مخاضا غير مسبوق فيما بات يسمى بالربيع العربي أو الثورات العربية،ولكن،ككل مخاض تبقى التخوفات واردة من خلال ما نراه من إثارة نزعات طائفية ومذهبية و اللجوء إلى السلاح بشكل كبير و الأخطر من ذلك أنها موجهة ومدعومة بشكل كبير من الخارج ،فكيف نتكلم عن ثورات شعبية تتلقى دعم واشنطن وحلف الأطلسي وتهدد وجود الدولة ووحدة الشعب ، إن لم تنتج الثورة ثقافة بمضامين ديمقراطية تحررية .
ان ما يجري في سوريا يثير تساؤلات كبيرة حول مفهوم الثورة وأدواتها وأهدافها،بل تفرض على العقل السياسي العربي إما أن يعيد النظر في كثير من مقولاته وتصوراته السابقة وخصوصا لواشنطن وبعض القوى المرتبطة معها باعتبارهم قوى استعمارية امبريالية وحلفاء لإسرائيل وللصهيونية العالمية وأعداء للشعوب العربية ونهضتها.
أي حديث حول تأثير الثورات العربية على القضية الفلسطينية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حداثة الظاهرة وعدم اكتمالها حتى الآن وفي نفس الوقت مقاربة نتائج الثورات على الوضع الفلسطيني على مستويين الأول داخلي وخصوصا مدى استفادة الإسلام السياسي الفلسطيني من تجربة الإسلاميين في دول الجوار ،والثاني يتناول تأثير الثورات على علاقة الفلسطينيين بمحيطهم العربي والإسلامي.
لذا ان ما نطرحه بضرورة ايجاد استراتيجية وطنية تتوافق عليها القوى السياسية الفلسطينية لتصبح جزءا من المشروع الوطني الفلسطيني ، وخاصة اننا نعيش مرحلة تحرر وطني تحتاج لإعلاء راية الوطنية والتمسك بالهوية والثقافة الوطنية،الا اننا نرى حركة حماس تستمر باسلوبها و فكرها وأيديولوجيتها وهذا مما يؤكد على انها امتداد لجماعة الإخوان المسلمين وفرع من فروعها حيث تصبح قضيتنا رهن بما تؤولإليه الأمور الاخوان المسلمين في المنطقة.
ختاما : ان الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية تشكل منعطفا استراتيجيا وخطيرا ستترتب عنه متغيرات ستقلب معادلة الصراع في المنطقة والذي كان يسمى الصراع العربي الإسرائيلي ،وهذا يتطلب من كافة القوى الفلسطينية الحذر في إدارتها للأزمة لأن المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية مرحلة إدارة الصراع حيث الظروف الوطنية والإقليمية والدولية غير ناضجة لحل تاريخي ، ونحن نتطلع في هذه الايام بإنجاز ما يمكن انجازه وخاصة تطبيق اتفاق المصالحة بوعي وقدرة وتعزيز الوحدة الوطنية ، وحتى نرى ما تحملة المتغيرات العربية ، والى اين تتجه الامور وهل سنستفيد من دعم حقيقي في معركتنا الطويلة مع الاحتلال.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع المفاوضات وتاثيراتها
- المشهد الفلسطيني في ظل الواقع العربي
- القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها والموقف المطلوب
- نظرة الى واقع الفصائل الفلسطينية وامكانية التغيير
- تحية للاسرى البواسل الذين يصنعون فجر الحرية
- نيسان شهر النضال والعطاء
- فلسطين تشكل برمزيتها الهوية والأرض
- ستة وثلاثون عاما على انتفاضة يوم الارض
- المرأة الفلسطينية والعربية تشكل نموذجا في العطاء والنضال
- الواقع الراهن والانتظار المرتقب للقاء القاهرة
- المفكر المناضل حسين مروة هو أحد كبار الماركسيين الحقيقيين ال ...
- لنتحدث بكل صراحة فلتتوقف المفاوضات
- عام مضى نستخلص منه الدروس من اجل حرية فلسطين
- اجتماعات الفصائل في القاهرة انجاز مهم يتطلب تطبيق عملي
- الرئيس القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات ملأ صفحات كثيرة ليؤكد ...
- العمل السياسي بين المفهوم والممارسة والتعصب الحزبي الذي يضر ...
- اشراقت شمس فلسطين وانتصرت الارادة الفلسطينية رغم الضغوط
- محطة الاستحقاق الفلسطيني هي حلقة من حلقات النضال


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - المستقبل والتحدي الذي ينتظرنا