أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - الإسرائيليّ المضّطرب














المزيد.....

الإسرائيليّ المضّطرب


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنتُ التقيت، في الأسبوع الفائت، مع صديقي دافيد، الذي "يتعاطى" السياسة والثقافة والكتابة... يعتقد دافيد بأنّ الإسرائيليّ يشعر بالاضطراب، وبفقدان الأمل، وبقلّة الأمان والأمن والثقة بالمستقبل... ويعيش في حالة من الترقّب والتحسّب والشكّ؛ لانتصار ثقافة الاحتلال في أوساط الشبيبة اليهوديّة على الثقافة الإنسانيّة العالميّة.. وحسب رأيه، يشجّع غالبيّة الإسرائيليين أبناءهم على التجنّد للوحدات العسكريّة القتاليّة في الجيش، بغضّ النظر عن قبولهم أو رفضهم لهذا التشجيع؛ لإيمانهم بثقافة القوّة، ونتيجة لحالة الخوف المتنامية في أذهانهم والتي يغذّيها زعماء اليمين أمثال بنيامين نتنياهو.. ويستخلص: هذه التربية العنيفة هي التي تدفع الإسرائيليّ إلى القبول الأعمى بالدعم اللا أخلاقيّ، وغير المحدود للمنظمات الصهيونيّة العالميّة، وللإدارة الأمريكيّة وحلف الأطلسيّ والرجعيّة العربيّة... بدون الالتفات إلى الأخطار التي ينطوي عليها هذا الدعم...
كنتُ اتفقت وصديقي..على أنّ المؤسسات التربويّة: العائلات والروضات والمدارس، حتى الكليّات والجامعات عاجزة عن مكافحة ظاهرة العنف المستشرية في المجتمع الإسرائيليّ، وبالتالي أصبحت هذه المؤسّسات منتِجة للعنف وللسلوك العدوانيّ، وتفتقر إلى المعلمين والمربين والمسؤولين الاجتماعيّين القادرين على مواجهة العنف. هؤلاء بدورهم يفتقدون إلى الوسائل والأدوات الضروريّة لمواجهة العنف، ويجهلون أساليب التصدّي المتّبعة في البلاد التي نجحت، حديثا في تخفيض درجة العنف، في كلّ المستويات، وفي مختلف الأوساط...
من المفروض مِن مواجِه/مكافِح العنف، أن يكون مثقّفا واسع الاضطلاع، ضليعًا في التربيّة الإنسانيّة، وأن لا يكون هو نفسه عنيفا؛ بل متحلّيا بصفات: الاتّزان النفسيّ، والصبر، والهدوء، والانفتاح، وضبط النفس... أمّا في إسرائيل، فغالبيّة المربّين والمسؤولين أنفسهم مصابون بالقلق ويعانون الاضطراب السلوكيّ، وتطغى على سلوكهم التشنّجات العاطفيّة؛ لذلك تكون ردود أفعالهم غير ملائمة لمواجهة العنف وتقليصه... بل نراها تفاقم الظاهرة..
لنأخذ على سبيل المثال وزير التربية والتعليم، كيف لهذا الوزير أن يواجه العنف المتفشّي في الروضات والمدارس...، وهو يشجّع الضمّ والاستيطان والاحتلال...وينادي بدولة إسرائيل الواحدة الكبرى، ولا يؤمن بحقّ تقرير المصير للشعب الفلسطينيّ...
فإن كان أمثال هذا الوزير لا يستطيعون أن يكبحوا عدوانيتهم وغضبهم إزاء الفلسطينيّ؛ فكيف لهم أن يواجهوا ظاهرة العنف في الشارع وفي...، وهم جزء من المشكلة المسبّبة للبيئة العنيفة؟!
وإن كانت أفكار ومعتقدات الشخصيّات المركزيّة والمهمّة في الهرم التربويّ التي تؤثّر على المناخ التربويّ العام أكثر من غيرها، لا تختلف عن أفكار ومعتقدات الجنرال يعلون البلطجيّ، نائب رئيس الحكومة، وتتماهى مع ما يؤمن به الفاشيّ الصغير ليبرمان، وزير الخارجيّة؛ فكيف يمكن لهذه الشخصيّات المسؤولة في التربية أن تحوّل المدارس من مؤسّسات عسكريّة ومصانع علامات إلى مؤسّسات تربويّة؟!
للعنف وللعدوان أوجه عديدة، لم يترك الإسرائيليّ وجهًا واحدا منها إلا وولجه؛ من العنف الجسديّ والاعتداء على الأملاك والأرزاق الفلسطينيّة... حتى العنف اللفظيّ؛ من شتم وإهانة وإذلال... لا يمكن للإسرائيليّ الذي يطلق جماح غضبه على الفلسطينيّ، والعربيّ بشكل عام، أن ينجح دائما في كبحه داخل الخطّ الأخضر، ولو أشغل أرفع المناصب التربويّة!
لذلك لا تستغربنَّ انتشار ظاهرة إيذاء النفس بين الإسرائيليّين؛ من قضم الأظافر حتى الانتحار!
في نهاية اللقاء، قلتُ لصديقي دافيد هذا التحليل والوصف الدقيق... ووجود أمثال دافيد لا يزيدني إلا حبّا لشعبي وإصرارا وقناعة عن عدم التنازل عن دولتي - مريضي- إسرائيل!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن كنتَ أنتَ أنا؛ فمَن أنا؟
- لنهبّ، لقد جاء الصيف
- رنين الذهب يعمي البصر والبصيرة
- الدّلافين الإسرائيليّة
- مَن يستطيع أن ينمّي بذرة الخير؟
- القدس لنا، وأورشليم لكم
- احذروا درب إيهود براك!
- لا صوت يعلو على صوتنا
- أبو مازن، مِن بني ثقيف أم راهب أم ...؟
- إلى متى سنبقى ضحيّة؟!
- أيقظتْني ذكراه!
- المفارقة الغريبة
- ماذا بعد اجتماع الهالك والمالك وقبّاض الأرواح في اسطنبول؟!
- -خكومة- تكنوقراطيّة!
- صدأ العقل واضطراب الشخصيّة
- صناعة الخوف
- ما فاتنا شيء
- هل هي مغامرة أم مقامرة؟
- نريد الثَّقافة، لا الثِّقافة
- هم يؤمنون، ونحن نعرف


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - الإسرائيليّ المضّطرب