|
انتخاب ابو سكسوكة مرسي حدث تاريخي وفريد من نوعه !!!
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 23:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خلافا لمظاهر الابتهاج العادية التي شهدتها العديد من العواصم العربية تعبيرا عن فرحة جماعات الاخوان الملتحين بفوز " اخوهم في الاسلام" مرسي العياط بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية والتي لم تتجاوز في ذروة ابتهاجهم عن تنظيم مسيرات اخوانية مؤيدة للرئيس ابو سكسوكة ورفع رايات اخوانية يتصدرها سيفان وعبارة الله اكبر ومحمد رسول الله والقاء خطب حماسية احتفاء بفوز ابو سكسوكة وتوزيع الحلوى على المارة في الشوارع خلافا لهذه المظاهر فقد اتسمت احتفالات الاخوان الملتحين في الاردن بفوز مرسي بالافراط والمبالغة حيث اقاموا في مقرهم الرئيسي في عاصمة الحشد والرباط عمان حفل استقبال لتلقي التهاني والتبريكات بفوز ابو سكسوسكة امّه زرافات ووحدانا حشد كبير من الملتحين ومن المواطنيين الاردنيين وكأن العياط لم يفز برئاسة مصر فحسب بل اصبح واليا على ارض الحشد والرباط ، كما تجلى تضخيمهم للحدث في الخطب والتصريحات التي ادلوا بها ‘ وبهذا الصدد اعتبر المراقب العام للاخوان همام سعيد فوز مرسي " نصرا للاسلام وللمسلمين " ولا ادري هنا كيف توصل لهذه النتيجة طالما ان انتصارات المسلمين قد تمثلت بالفتوحات او الغزوات الاسلامية ان صح التعبير كفتح بلاد الشام والاندلس ومصر وشمال افريقيا فيما لم نسمع على لسان مرسي أي تهديد او وعيد بغزو الاندلس من جديد وبطرد الغزاة الاسبان منها اونلمس توجها لديه لتنظيم فتوحات اسلامية تستهدف دولا اخرى استفحل فيها الشرك بالله والكفر والالحاد اللهم الا دعمه المستتر وغير المكشوف لغزوة الاخوان الملتحين لسوريا والتي لم يعد سرا ان الولايات المتحدة الاميركية " الشيطان الاكبر" من اكثر المتحمسين والمساندين لها بالمال والسلاح ويكفي للتاكد من صحة ذلك ان نسمع تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون شبه اليومية المؤيدة للجيش الاخواني المسمى بالجيش السوري الحر ‘ والداعية الى تدمير كتائب بشارالاسد . كذلك اعتبر زعيم جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور فوز مرسي من" صنع الله" وهو كلام قد نصدقه لو ان الله قد بعث عبر كبير ملائكته جبريل برسالة مستعجلة الى خادم الحرمين الشريفين وحاكم مشيخة قطر حمد بن خليفة وطلب فيه ضخ 800 مليون جنيه مصري لدعم عملية انتشار الاخوان الملتحين في مصر ولتوظيف جزء من هذا المبلغ لشراء اصوات الناخبين لقاء منحهم اكياس من الارز والطحين وصفائح من السمن او حتى رشوات نقدية ، وبطبيعة الخال لن نصدق مقولة حمزة طالما ان الله سبحانه وتعالى لشدة بغضه بالراشين والمرتشين سوفي يلقي بهم الى نار جهنم كيى تحرق جلودهم الىابد الابدين . في مجال تضخيم الحدث او لنقل " الانا " كان الاسوا ما جاء على لسان ابو سكسوكة مرسي اثناء نقل سلطات المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية حيث خاطب افراد القوات المسلحة بوصفهم " ابنائه ؛ مرددا هذه العبارة 11مرة ‘ خلافا لرؤساء وملوك وسلاطين مصر السابقين الذين كانوا يخاطبونهم بعبارات تعكس احترامهم للجيش مثل مخاطبتهم بعبارة "ايها الاخوة او يا ايها الجنود والضباط البواسل او يا حماة الديار " ، لم تكن مخاطبتهم بهذه العبارة المهينة زلة لسان او هفوة ارتكبها ابو سكسوكة بل كان توصيفا مقصودا للتاكيد على ابوته للجيش المصري كأّبوّته للشعب المصري رغم ان ابو سكسوكة لم ينجب الا بضعة ابناء فكيف اصبح ابا حنونا عطوفا لاكثر من ربع مليون جندي وضابط مصر وعلى راسهم " ابنه" المشير الطنطاوي الاكبر منه سنا ؟ وبعد ان ارتكب هذا الخطا اردف قائلا : ان نقل السلطات الى رئيس مدني حدث تاريخي وفريد من نوعه . وهنا اتساءل : كيف يكون انتخاب العياط فريدا في نوعه وثمة العشرات من دول العالم تجري فيها انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ويفوز فيها المرشحون بالمناصب السيادية ولكننا لا نرى احدا منهم يضخم ا " الانا" وينفش ريشه ويعبر عن نرجسيته قائلا : ان فوزي في الانتخابات حدث فريد من نوعه !!. ترى ماذا كان سيقول مرسي لو فاز في انتخابات حرة ونزيه ولو لم يستخدم اكياس الارز والطحين واسطوانات الغاز وغيرها من اشكال الرشوات النقدية والعينية لشراء اصوات الناخبين اظنه في هذه الحالة لن يقبل باقل من ان يعتبر فوزه هبة ربانية للشعب المصري . ثم متى كانت الانتخابات وفوز فلان وعلنتان ترقى الى مستوى الاحداث التي تؤثر في مجرى التاريخ ؟ ولا احسب ان التاريخ سيذكر هذا العياط ببضعة سطور الا اذا ترجم اقواله باقامة دولة مدنية الى افعال وبادر تحقيقا لذلك الى اتخاذ الخطوات التالية: - ازالة سكسوكته مع حلق كافة لحى الاخوان الملتحين والسلفيين تمشيا مع متطلبات الدولة المدنية حيث لا يجوز التمايز بين المواطنين بهذه الاشكال المنفرة بل يتم التمايز وفق معايير الابداع والانتاج ، وايضا تمشيا مع هيبة ومنعة مصر وحيث لم يعد مجديا ردع اعداءها وارهابهم باطالة لحى المجاهدين وهزها في وجوههم كما كان الحال في الحروب القديمة ولا باشهار سيوف مثل السيوف المرسومة على رايات الاخونجية في وجوههم وانما باقامة مجمعات صناعية لانتاج الدبابات والطائرات والغواصات الى اخره من الاسلحة الثقيلة التي لا تعجز دولة صغيرة مثل اسرائيل عن انتاجها رغم ان علماءها بنظر الاخونجية هم من احفاد القردة والخنازير - الغاء المادة الثانية في الدستور التي تنص بان الشريعة هي المصدر الرئيسي لسن القوانين وذلك لتعارضها مع شروط قيام الدولة المدنية ومع قوانينها الناظمة للمجتمع وحيث لا يجوز في دولة مدنية متحضرة وملتزمة بمواثيق الدفاع عن حقوق الانسان ان تصدر قوانين تبيح تعدد الزوجات وما ملكت ايمانكم من نساء وتزويج الاطفال وضرب الزوجات في مضاجعهن وفرض التحجب عليهن ورجم الزاني والزانية وقطع ايدي وارجل السارق كما لايجوز تنظيم غزوات ضد دول امنة من اجل الحصول على الغنائم والجواري والغلمان المرد ، او اصدار قوانين تنتقص من حقوق المراة كتوليها منصب رئيس الدولة اوحقيبتي وزارة الدفاع والداخلية لكونها ناقصة عقل ودين - حل جماعة الاخوان الملتحين وجمعيات السلفيين كونها تنظيمات دينية تتبنى برامج مناهضة للحداثة ولاتباع الديانات والمذاهب الاخرى فضلا عن سعيها لاقامة دولة دينية وانخراطها في نشاطات ارهابية استهدفت اتباع الديانات الاخري واماكن عباداتهم كما استهدفت مبدعين ومثقفين وسياسيين معارضين للفكر الديني واسفرت عن مقتل المئات منهم وعن حرق العشرات من اماكن العبادة - تعديل اتفاقية كامب دافيد بحيث لا تتضمن شروطا تمس بالسيادة المصرية على اراضيها وابرام اتفاقيات تلزم مصر بالتنسيق الامني مع اسرائيل من اجل مكافحة الارهاب وتزويد اسرائيل بالغاز باسعار اقل من السعر المتداول في الاسواق الدولية - استبدال قاعدة الاكثار من النسل وسيلة "للتفوق والتباهي" على الامم الاخرى والتسلط عليها بقاعدة الحد من الانفجار السكاني المعمول بها في الدول المدنية عبر اصدار قوانين تحظر تعدد الزوجات وترفع سن الزواج ولا تسمح للمتزوجين بالانجاب على هواههم بل تضع سقفا لعدد افراد الاسرة وكما هو الحال في الصين التي احتوت ظاهرة البطالة والفقر والجوع باصدار قانون يلزم المتزوجين بعدم انجاب اكثر من ولدين . ولا اظن ان ابو سكسوكة سيكون قادرا على احتواء ظاهرتي الفقر والبطالة التي يعاني منهاغالبية الشعب المصري وبالتالي تجنيب الشعب المصري ويلات الجوع الا اذا نبذ قاعدة الاكثار من النسل التي يتبناها الاخوان الملتحون وصولا الى تفوق ديمغرافي على الكفار والمشركين وعلى احفاد القردة والخنازير‘ واستبدالها بقاعدة تحديد النسل وصولا الى دولة مدنية خالية من بيوت الصفيح ومدن المقابر. فهل يكسر ابو سكسوكة قاعدة الاكثار من النسل ام سيتمسك بها تاركا للذات الالهية حل معضلة توفير 6 ارغفة عيش لكل فرد مصري يوميا من اصل 90 مليون مصري ؟ - تغيير النهج الاقتصادي الذي كان متبعا في عهدي السادات وحسني مبارك والذي تمثل بانسحاب الدولة من النشاط الاقتصادي ‘ وبخصخصة وسائل الانتاج والخدمات الاستراتيجية ‘ والانفتاح الاقتصادي وحرية التجارة باتباع نهج مغاير يعيد للدولة او للمجتمع سيطرته على وسائل الانتاج والخدمات الاساسية او على الاقل توجيه النشاط الاقتصادي باستخدام الادوات المالية والنقدية بالشكل والمستوى المطلوب الذي يكفل نموه وتحقيق توزيع عادل للدخل الوطني وفقا لقاعدة ان العمل هو اساس الكسب . وهنا ايضا استبعد ان ينتهج ابو سكسوكة هذا النهج كونه يتعارض مع نهج حرية التملك والتجارة التي يتبناها جماعة الاخوان الملتحون تمشيا مع ايديولجيتهم الداعية الى تقديس الملكية الفردية وتكريس المجتمع الطبقي - الاستغناء عن المساعدة التي تتلقاها مصر من الامبريالية الاميركية والمقدرة بمبلغ 2.5 مليار دولار ضمانا لاستقلالية مصر ولانتهاجها سياسة تحررية كما كان الحال في الحقبة الناصرية . اما اذا عجز ابو سكسوكة عن تحقيق هذه الانجازات فلا يبقى امامه لتحقيق انجازات اخرى تستحق الذكر في كتب التاريخ سوى ان يكرس تقليد تقبيل الايادي المباركة لرئيس الجمهورية من جانب محبيه ومبغضيه من " ابنائه " المواطنين وكما شاهدناه يتقّبل تقبيل يدية في ميدان التحرير من جانب العشرات من الملتحين !
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله اكبر ولله الحمد فوز مرسي سيعجل بتحرير فلسطين والاندلس
-
تناغم في المواقف بين هيلاري كلنتون وبين الاخونجي محمد مرسي
-
محاكم التفتيش السلفية تنفذ احكام الاعدام في مواطنين خالفوا ت
...
-
اوباما يامر بشن هجمات ضد الجيش السوري دعما للجماعات الاخواني
...
-
حكم الفلول لمصر ولا حكم الاخوان الملتحون
-
هزيمة حرب حزيران سنة 67 من المسئول : نظام عبدالناصر ام النظا
...
-
بشار الاسد فشل في مواجهته للعصابات الاخوانية المسلحة فهل يبا
...
-
تمكينا لدين الله انتخبوا المرشح الاخونجي ريّسا لمصر
-
يا للمصيبة المهببة اخونجي رئيسا على 85 مليون مصري !!
-
بنك اسلامي اردني يفصل موظفة رفضت التحجب
-
صوتي ساعطيه للمرشح حمدين الصباحي
-
خبر سار سيفرفش له سلامة كيلة
-
سلامة كيلة وباراك يتفقان على ضرورة التخلص من بشار الاسد!!!
-
الاردن منطلقا لمناورات الاسد المتاهب فهل هي خطوة باتجاه افتر
...
-
احدث ابتكارات الاخونجية : المرتديلا والديمقراطية الاسلامية
-
خطة كوفي عنان انتهاك للسيادة السورية ومالها الفشل
-
من اولويات الاخوان الملتحين اصدار قانون يبيح للازواج نكاح زو
...
-
هل يحلق اخونجية الاردن لحاهم تمشيا مع قانون يحظر تشكيل احزاب
...
-
المسيح احتفل بعيد الفصح استذكارا لغزو اليهود لارض كنعان !
-
الاخونجية يرشحون اكثرهم شراسة وقبحا خليفة لمصر
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|