أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محفوظ أبي يعلا - ابن رشد و استباق الخيرات














المزيد.....

ابن رشد و استباق الخيرات


محفوظ أبي يعلا

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 02:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ابن رشد ذلك الفيلسوف المجدد , ذلك الفقيه المالكي المتأثر بالفقه الظاهري .

يقول الغربيون أن طوماس الأقويني هو من أخرجهم من القرون الوسطى إلى العصور الحديثة , عصور العقلانيّة و التجديد . و طوماس الأقويني هذا فيلسوف غربي تبنى الكثير من آراء ابن رشد . اذا القول الصحيح هو ان ابن رشد من أوائل المفكرين شرقاً و غربًا الذين اسهموا في القرون الوسطى بصفة علمية في تجذير العقلانيّة و الإنسانيّة و الحدّاثة .

و لإبن رشد كتاب مهم , لم يأخذ حظه من الدرس عندنا , كتابٌ اسمه بداية المجتهد و نهاية المقتصد . و هذا الكتاب هو كتابٌ فقهيٌ نقدي . و قد هجره أهل العلم , أولاً , لكبره , فالكتاب الكبير شرّ كبير كما قال الشّاعر الإسكندري كاليماخوس , و ثانياً , لأنهم رأوا أن بداية المجتهد كتاب تنقصه الأصالة و الابداع . و قد رأى عبد الرحمان بدوي أنه يجب أن ندقق في نسبة هذا الكتاب لابن رشد الحفيد , فلربّما يكون لجده أو لأحد من أفراد عائلته الّتي عرفت باشتغالها بالعلم . فابن رشد ـ العائلة ـ أميل إلى العلم من أي شيء آخر .

و هذا الكتاب , أي كتاب بداية المجتهد و نهاية المقتصد , كتاب اهتم بعلم عملي و هو صناعة القانون . فمن هو المجتهد؟ و من هو المقتصد؟

لنجيب على هاذين السؤالين لا بد من العودة إلى حجر الزاويّة في الفكر الإسلاميّ و هو التنزيل الحكيم . لا بد من العودة إلى الآية التاليّة : " ثم أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه و منهم مّقتصدٌ و منهم سابقٌ بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير " ( فاطر , 31 ) .

فهم ابن رشد من هذه الآية أن الله أورث الكتاب لثلاثة فئات من المسلمين هم :

1/ فئة الظالمين
2/ فئة المقتصدين
2/ فئة المجتهدين السّابقين بالخيرات

فالمجتهد هو السابق بالخيرات . و هو عند ابن رشد كل شخص مكلف وهبه البّاري اللطيفة الرّبانيّة الّتي بها يتحصل الإنسان على السعادة . هذه اللطيفة هي العقل .

و ابن رشد في كتابه بداية المجتهد مال لفقه ابن حزم الذي يرى أن المقلد عاص و المجتهد مأجور . و كما أنه لا يعذر شخصٌ بجهله للقانون , فإنه لا يعذر مكلف بجهله لالتزاماته .

و عند ابن رشد أن المجتهد المكلف يجب أن تتوفر فيه شروط , مثل أن يكون عدلاً فالعدل أمّ الفضائل و لا يكون العدل إلا بالاعتدال و العفة و النزاهة . و قد نقل ابن فرحون في تبصرته نقلا عن ابن رشد ما يلي : العدالة هيئة راسخة في النّفس تحث على ملازمة التّقوى , باجتناب الكبائر و توقي الصغائر و التّحاشي عن الرذائل المباحة . كما أن الشجاعة من الصّفات الّتي يجب أن تتوفر في المجتهد المكلف من اجل أن يواجه المقتصد المقلد . يظهر لنا هنا أن المجتهد المكلف شبيه بحي بن يقظان الذي خرج إلى الجمهور ليواجهه و يعلمه . و لكن ابن رشد في كتابه الآخر فصل المقال , الّذي أتى بعد كتاب بداية المجتهد , يعلن عن رأي مخالف و هو أن المجتهد المكلف أو المتوحد المتدبّر ينبغي أن يبقى في عرشه العاجي .

ان الثورة الرّشديّة في الفقه كما في الفلسفة قامت على العقل و البحث العلمي الحرّ . انّها ثورة قامت على أساس العقلانيّة . ان ابن رشد في كتابه بدايّة المجتهد و نهايّة المقتصد يتحدث عن دعوة الإسلام المتمثلة في الاجتهاد في استباق الخيرات .

ختاماً , تأثر طوماس الأقوبني بابن رشد , فكان عصره بداية لعصر جديد . عصر أشرقت فيه شمس العقل و العلم من الغرب ليتحقق بذلك حديث الرّسول الأعظم : طلوع الشّمس من مغربها .

ان الغرب استبقوا الخيرات فدخلوا لعصر التّنوير . أمّا نحن فانقسمنا إلى فئتين : الفئة الأولى : الظالمون لأنفسهم . و الفئة الثانية : المقتصدون . و غاب عنا المجتهدون السابقون للخيرات .



ـــــــــــــــــــــ
مراجع :
ـ الأفق الكوني لفكر ابن رشد , منشورات الجمعية الفلسفية المغربية , الطبعة الأولى , ص : 217



#محفوظ_أبي_يعلا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف المغربي : المتوحد , الملتزم , الجديد
- أسس الديمقراطية
- في انتظار المُخلص
- 20 فبراير , المجد لمن قال لا !
- زَيد الرُومَانْتيكي وَ عَمْرو العَقْلاني
- أبْجَدِيّة الحَيَاة أنْتِ !!.


المزيد.....




- مستوطنون يخربون غرفا زراعية في كفر الديك غرب سلفيت
- نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعرب سات
- عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان
- هآرتس: مكافحة الإرهاب اليهودي تثير التوتر وانعدام الثقة بين ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسط تعزيزات أمنية + في ...
- بين فتوى الخميني و8 أطنان يورانيوم.. إيران لا تملك أسرارا بل ...
- الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي أمام الفلسطينيين ويفتحه للمس ...
- الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية
- انتحل شخصية يهودي عراقي ليكشف أسرار سرديات الاحتلال.. من فاد ...
- مصادر فلسطينية: 400 مستعمر يقتحمون المسجد الأقصى في ثالث أيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محفوظ أبي يعلا - ابن رشد و استباق الخيرات