أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجاهد عبدالمتعالي - المثقف... قصيدة أم نظم؟!














المزيد.....

المثقف... قصيدة أم نظم؟!


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 01:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من هو المثقف؟ السؤال يتكرر دائماً، ولأنه يتردد دائماً، فإن للتكرار دلالة، تعني أن الأزمة تكمن في السؤال الصحيح وهو: لماذا نسأل من هو المثقف؟.
فليكن المثقف كعباس العقاد صاحب التعليم الأولي أو ليكن كطه حسين صاحب أطروحتي دكتوراه إحداها من مصر والأخرى من فرنسا، ليكن المثقف كحسن حنفي الذي يتقن الانجليزية والفرنسية والألمانية، أو ليكن كمحمد باقر الصدر صاحب (فلسفتنا) و (اقتصادنا) و (الأسس المنطقية للاستقراء) ولا يتقن سوى لغته الأم، ليكن المثقف سجين رأي ومبدأ كعبد الله الحامد أو خادماً للسلطة كغازي القصيبي، ليكن المثقف رافضاً للجوائز كصنع الله إبراهيم، أو متعطشاً للمناصب والامتيازات في أحلك ظروف شعبه كجابر عصفور، أو ليكن المثقف فلاحاً عاشقاً لمزرعته كجودت سعيد، أو رئيس دولة كالمنصف المرزوقي.
المثقف في عصر الحداثة ليس إبناً للثنائيات ــ أبيض أسود، ليل نهار ــ... فالمثقف تجده في كل الحالات، وبكل الألوان، فلماذا السؤال (من هو المثقف)؟ أظن السؤال يأتي عندما نجد من المثقفين من يرغب بفضل معرفته المتميزة أن يحصل على امتيازات خاصة، إذاً فالسؤال ليس سؤال ثقافة، بل سؤال امتيازات، والإجابة عليه ليس له علاقة بالثقافة بقدر علاقته بلعبة الامتيازات وصراعاتها.
ومنهج الصراع على الامتيازات ليس له علاقة بمعارفنا وعلومنا، بقدر علاقته بالطبع الخاص للفرد، الذي يراوح بين مثقف يعيش كبرياء سقراط في شرف الخصومة، وبين مثقف آخر يؤمن بأدبيات مكيافيللي في إدارة الصراع.
من هو المثقف الحقيقي؟ في هذا السؤال أضفنا شرط (الحقيقة) والإجابة عليه باختصار تعود إلى الشرط الوجودي النسبي لمفردة (الحقيقة) فبالإمكان أن نقول: المثقف الحقيقي هو كل من يحاول الاقتراب من الغاية الفلسفية في ثلاثية (الحق والخير والجمال) لنرى من يسعى إليها، كلٌ بحسبه، من مناضل سجين، إلى سياسي وزير، إلى شاعر، إلى روائي، إلى مفكر، إلى مسرحي، إلى مصور فوتوغرافي، إلى ممثل، إلى كاتب سيناريو، إلى مخرج، إلى أكاديمي، إلى رسام، إلى محامي، إلى ناشط اجتماعي إلى ما شاء فضاء الفكر الإنساني، وصولاً إلى من شاب رأسه لأجل (هذه اللحظة التاريخية) وهو صاحب (بوفيه لبيع السندوتشات، ويوفر الانترنت لشباب تونس) http://www.youtube.com/watch?v=9XtzHAWG_qc .
كلما زاد انشغالنا بأي شكل من الأشكال بقيم (الحق والخير والجمال) كلما اقتربنا من حقيقة الثقافة وجدارة الاستحقاق للقب مثقف ــ عند من يراه امتيازاً ــ رغم أن المثقف في حقيقته يعني ورطة وجودية ومسؤولية بؤس عند العارفين بهذه الأثافي الثلاثة لموقد الثقافة، وخصوصاً عندما نقف مع أولى الأثافي (الحق ) متجاهلين (الخير والجمال) فنتجه إلى خيار (برهان غليون) في تأييد المقاومة المسلحة مع ما فيها من قتل متبادل في سوريا، أو نحاول الجمع بينها فنبقى على مبادئ اللاعنف كما فعل (هيثم مناع) الذي لا يزايد أحد على تاريخه النقي والعريق، ومواقفه الوطنية، هل نحن هنا بين هيثم مناع وبرهان غليون نستعيد ما قلناه آنفاً عن أخلاقية سقراط في تجرعه للسم، وتبريرات مكيافيللي في الوصول للغاية، إنها القيم (الحق والخير والجمال) عندما نحاولها وسط الواقع السوري، وقد تحول إلى صندوق باندورا.
هل يعني هذا أن المثقف ليس من البشر؟ إنه بشر، لكنه مشطور الروح فنصفه شاعر، ونصفه الآخر طاغية، وليس له من دواء إلا (الزمن) فيعلمه كيف يعيش ملكوت الشاعر بجبروت الطاغية.
من هو المثقف إذاً؟ إنه براءة الأطفال، وقلق العصافير، إنه صبر النساء، وحنكة الكهول، إنه عنوان الأنبياء، وتفاصيل الفلاسفة.... إنه شِعرٌ حُرّ بموسيقى داخلية.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!
- الشيعة من كلية الشريعة إلى نجران
- الشيخ الحصين وحرية التعبير... هل عليها قيود في السعودية
- الإيمان في حالة قلق
- الغذاميون الجدد... دونكيشوتات ما بعد -حكاية الحداثة-
- العقل وتبرير الجبناء
- الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب
- عابرون في تزييف عابر
- الجزيرة العربية ليست إيران
- التساؤلات اللزجة ضد ثورة الياسمين
- الغثيان بين السدنة والكهنة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجاهد عبدالمتعالي - المثقف... قصيدة أم نظم؟!