|
كيف ينتزع الرئيس صلاحياته ويقصم فلول الفساد؟
سيد يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 23:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كيف ينتزع الرئيس صلاحياته ويقصم فلول الفساد؟ سيد يوسف
أول ما يتبادر إلى الذهن كيف تقدم مقترحات معلنة قد ينتبه لها ولأمثالها فلول الفساد وأُجَرَاء الغرب لإشاعة الفساد والإفساد فى البلاد؟ والحق أن المخلوع نفسه وورثته ورجاله لم يكونوا أكثر من موظفين وتسيرهم عقلية الموظفين الذين يحتاجون إلى أوامر للتنفيذ ولا يملكون قدرة على الخلق والإبداع والابتكار وأكثر ما يحسنه الأذكياء منهم تقديم مقترحات لتحسين الفساد ومن ثم فهم يفتقدون أكبر ميزة لأخذ الحيطة والانتباه ألا وهى الفهم وسعة الاطلاع ناهيك أنهم لو قرءوا لربما أساءوا الفهم ومن ثم إذا أرادوا العمل أساءوا الأداء بصورة ينطبق عليها فيها القوانين القرآنية الدقيقة كما فى قوله تعالى " إن الله لا يصلح عمل المفسدين" وكما فى قوله تعالى " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" وقوله تعالى " كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله" وقوله تعالى " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" وقوله تعالى " وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل" والحق أن هذه قوانين لها من الدقة ما يمكننا أن نستأنس به فى سير حركة الشعوب والثورات والثورات المضادة وحركة الفساد فى صراعه مع الإصلاح.
ولقائل أن يقول : لا تستهينن بقدرات خصمك متهما إياه بالغباء، والحق أن هؤلاء أدوات الخصوم وليسوا هم الخصوم، هؤلاء أدوات لتنفيذ مخططات لضرب التنمية والإصلاح فى بلادنا منذ عقود كثيرة خلت، وما كانت خطط هؤلاء لتنجح لولا تقصيرنا وكسلنا أما وقد بدأنا ننتبه لها فإن السلاح الذى سننحر به الخصوم الحقيقيين هو الغباء الذى يكثر فى أدواتهم وأعنى بهم فلول الفساد.
وحيث إنه لا ينبغى أن نحاسب رئيسا لا يتمتع بصلاحياته فمن ثم كان انتزاع هذه الصلاحيات ضرورة لكن ينبغى أن يعى الرئيس ومجموعة العمل أن الرئيس الرخو والضعيف لا يمكنه حمل مهام الرئاسة فغشم الغباء قد يطيح بالصالح الضعيف، ومن ثم علي الرئيس ومجموعة عمله أن يكونوا أقوياء بما يكفى وأقصد بالقوة – مرحليا- أن يُنفّذ القانون على كبار القوم دون استثناء فإن الشريف حين يسرق ولا يعاقب يُجرّئ الضعيف ليحذو حذوه فى الفساد بأنواعه المتعددة.
وهذه مقترحات أرجو تدارسها وإضافة غيرها ليتمكن الرئيس المنتخب من ممارسة مهامه حتى يمكننا أن نحاسبه ونعزله متى قصر فى أداء مهامه.
1/ خلق إعلام موازى لإعلام الفلول (قنوات وإذاعات وصحف وبرامج توك شو وأناس يتحركون فى الشارع بل استخدام الأراجوز الحقيقى كما فى التراث الفولكلوري فى القرى والنجوع) يتسم بالفكاهة والبساطة والسخرية والرأى والرأى الآخر- أقصد الإعلام الموازى- يجذب إليه رموز العمل الإعلامي مع ضرورة إنشاء أراجوز مثل أراجوز قناة الفراعين ليصل إلى قطاعات لا يصل إليها الإعلام شبه المهنى والتخلى عن سطحية أداءات الهواة واختيار العناصر المهنية الجادة حتى من غير ذوى الانتماء الحزبى والأيديولوجي وهذا المطلب ليس ترفا حتى يزهد فيه الرئيس وسلوا عن سلوك من سبقونا.
2/ عزل بعض القيادات المدنية من أماكنها ( بالقانون فكثير من تلك القيادات تجاوز السن القانونية وكثير منها متهم بقضايا فساد ورشوة وكسب غير مشروع وأخرى) وتولية الصف الثانى ممن يجمعون بين الولاء والكفاية فإن لم نجد قدمنا الكفاية أو – وهو المفضل- تولية تلك القيادات عبر الانتخابات بكل منشأة.
3/ تفريق المجلس العسكرى/ ورؤساء المخابرات العامة والحربية بالمحاكمات وبالإقامة الجبرية وبالعزل وبالتعيين المؤقت فى مناصب مهمة كالسفراء ورؤساء بعض الهيئات كالعربية للتصنيع وقناة السويس وكالمحافظين وكملحقين عسكريين ببعض الدول وتعيين صف ثانى يجمع بين الولاء والكفاية وقد كفانا المخلوع تذمر هؤلاء إذ معظمهم لا يهتم سوى بوظيفته – عقلية الموظف- (ولبعضهم) قضايا فساد وكسب غير مشروع واستيلاء على أراض فى الدولة يمكن تحريك تلك القضايا فى الوقت المناسب ضدهم.
4/ تكوين حرس جمهورى يكون ولاءه للرئيس حتى حين ثم الاستعانة به على الإطاحة برموز العسكر ( تُدرَس هاهنا تجربة السادات بالإطاحة بخصومه، أو محمد على فى الإطاحة بالمماليك)
5/ تهديد الشرطيين (تحديدا أمن الدولة ومن شابههم) الذين يعيثون فسادا بتخريج دفعات من كليات الحقوق والتربية الرياضية ليحلوا محل غير المنضبطين من هؤلاء الضباط بل الشروع فى تنفيذ هذا المشروع بقدر مع ضرورة تمييز الضباط الشرفاء من غيرهم للاستفادة بهؤلاء ضد هؤلاء.
6/ إجراء انتخابات نزيهة للمحليات والتشريع يتكون على إثرها تشكيل حكومة من الحزب الفائز وليأخذ كل فريق صلاحياته دون اعتداء حتى يمكننا المحاسبة.
فى النهاية
لعل مقترحا ما من هنا أو من هناك يفيد لمن يسعى نحو مدنية الدولة ووضع أول خطوات التنمية والنهضة لأنه بغير ذلك ومع وجود فلول الفساد فى أماكنهم وعدم تطهير – وأقصد تطهير حقيقى ولا داعى للمجاملات - القضاء والشرطة والجيش والمؤسسات الإعلامية والجامعية والمدنية والوزارات والمحليات (بخطوات متدرجة) فإن أى حديث عن النهضة والتقدم إنما هو هراء لا ينبغى الرهان عليه حينئذ لأنه سيكون عبث وإهانة بالعقول.
سيد يوسف
#سيد_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقترح بمشروع لمحاكمة المزورين
-
تأملات ودروس عاجلة قبل إعادة الانتخابات الرئاسية المصرية
-
استراتيجيات مقترحة لصد خطر الفلول
-
التزوير الناعم وتخدير الثورة بألاعيب مخابراتية
-
الابتزاز السياسى للأقلية ورهان الفاشلين
-
من أخطائنا العقلية فى سجالنا السياسى
-
لماذا تنجح التيارات الإسلامية فى الانتخابات؟ مصر نموذجا
-
تحليل البنية العقلية للمجلس العسكرى المصرى
-
العسكر لا يصلحون لإدارة البلاد مدنيا ولا انتقاليا
-
ساسة أقسموا بالله ألا يفهموا
-
تأملات فى إضرابات المعلمين
-
مصر لم تعد تحتمل الغباء السياسى
-
فى ضرورة نقد المجلس العسكرى
-
أحزابنا السياسية ضرورة أم عبء على الوطن؟
-
الأجور فى مصر بين الخيال وبين الممكن
-
الوعظ السياسى وآيات آل مبارك الممزق
-
جمعوا هذه المشاهد ثم استنتجوا
-
من وحى ثورة 25 يناير(2-2)
-
من وحى ثورة 25 يناير(1-2)
-
الغضب المصرى الأول
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|