|
أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 22:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه كتب مروان صباح / محاولات توصف بالحثيثة وتحّمل في طياتها اساليب مضادة ومن نوع براغماتي خالي من المبدئية بهدف إحباط مخطط التغيير في المنطقة العربية وبسرعة قياسية ملفتة في إعادة تجميع وضبط عناصر تبعثرت نتيجة مخاض ولادة لمعة العيون من أجلها ، كي تعود في كيان غير مرئي خلف عناوين ليس من الصعب اكتشافها أو إختراقها لكنه اصطفاف قديم متجدد لمجموعة تضخمت ثروتها من دماء المسحوقين ، كشرت عن أنيابها الناعمة بسبب تلكؤ يشبه السلاحف وكما يبدو أنها مصابة بصدفتها التى تُعرضها لأي قطرة ماء ملوثة من حين إلى أخر لمسلسل بات يتفاقم حدّ التعاظم وتراجع واضحاً لدى المواطن أدى لإعادة النظر بالمرحلة الجديدة برمتها ، وذلك يأتي نتيجة الإخفاقات المبكرة لمسيرة تجاوزت السنة في الدول التى شهدت تغيير كأن من تولى زمام الأمور ورث كرسي الإسترخاء والكسل مما ادى لمؤشر اظهار تلاشي الشعارات التى طرحت في مرحلة الإنتخابات والوعود الرنانة للقدرات الكامنة الطموحة التى تقدمت إلى الصف الأول بهدف تقليل المسافة بين الحلم والواقع بمدة زمنية تُرضي من أوصلهم إلى الحكم ، قد يقع البعض بالتأويل بأن لا مبرر معقول ولا مقبول كي يبدأ الشعب بوضع قياس المحاسبة لأرضية مازالت قيد الإنشاء حيث تتحرك رغم بطأها لكنها في السياق الصحيح التى يتطلب في الواقع إلى دفع دلالات واضحة لهذه الآراء المعدومة كي تُكّسِر جدار السرية والكتمان التى يتلحف وراءه من لا يظهر أي حبو مرئي يبدد شكوكنا التى باتت شبه قاطعة بأن التهافت بات على مختلف المستويات . ليس طبيعي أن تتخلى الشعوب عن ثلاثة ارباع وعيها كي تصدق أن هناك حبو سيصل إلى مشي لكن يبدو أن الشعوب وبعد كل هذه التضحيات إنزلقت مرة أخرى في ذات المشكلة التى كان من الممكن تجنب الكثير من الوقت وإستنفاذ الجهد في مرحلة توصف بالإنتقال على أن تتشكل مجالس برلمانية ورئاسة لمدة سنة مهمتها وضع قوانين من جهة وأخرى تُكلف حكومة وزراءها لديهم الحد الأدنى من لياقة الكفاءة يخضعوا للمساءلة الشهرية ضمن تقارير إنتاجية بعيدة كل البعد عن نمطية التكليف وإدارة الظهر ، نحن أمام مسار معقد ومرهون بقدرة القوى الديمقراطية التى نالت الشرعية الشعبية ومكنها من أربع سنوات قادمة تحدد شكل الحياة من خلال مسارات تدّعي بأنها جديدة لكن ما يبدو أن الإستغراق تمكن منها حيث وقعت الأطراف في حلقات التسارع غير مدروسة مما ادى لعدم تأسيس آليات المسائلة المحكمة التى بها تضمن تحفيز المنتخب لتنفيذ أقواله في وقت ارتفع منسوب المزايدات والأحلام الذي لم يجرؤ عليها محمد على في مشروعه النهضوي عندما تعهد بكل أخلاص وضع حدّ للتخلف رغم أنها انتهت بالفشل وذلك يعود السبب في جميع الأزمنة لإحتكار الفرد للسلطة والتعامل معها على أنها مزرعة خاصة يقودها ببعض المرتزقة التى تعزف على الاوتار المهترئة بذات الأصابع . المسالة ليست وقت كما يتقدم البعض في تبرير العجز أو هناك من يعتقد أن النفخ وتضخيم حجم المعدوم بشكل مبالغ أو اجراء عمليات إعلامية ترقيعية في تحسين الصورة قد ينفع من بات يقف متجمداً امام الحجم الهائل للخراب بل هي النوايا أكثر من أي شيء أخر وتضافر همم تحتاج إلى رجال ونساء قادرين على تجييّش الكفاءات لصالح المصلحة العامة كي تبدأ في تفكيك المستنقعات إلى دوائر صغيرة ثم معالجة كل واحدة على حده ، فالتاريخ لم يبدأ في الأمس ولن ينتهي غداً لكن الأهم أن يخطو من هم اليوم جالسون وراء المكاتب الموروثة الفاخرة وتنظر إليهم عيون الملايين من المنكوبين والعاطلين عن العمل بالعين الظمأ بهدف تحويل السراب إلى ماء تعيد احياء العروق بعد ما تجففت بسبب النهب المنظم ، ليس بالإمكان إعادة انتاج النظم الشمولية بطريقة اخرى بالمواربة كي تثقل كاهل الأوطان بأحمال ضخمة تضيف على ما هو قائم من مشكلات معقدة حيث تنتج بمرور الوقت واقعاً يتعاظم تعقيده ليصبح التغيير نقمة على الشعوب . غير مسموح للمعارضة أن تتحول إلى جزء من السلطة أو تصبح تحت عنوان المعارضة الناعمة تقبل ما يفرض عليها مع طأطأة الرأس ، بل نجزم ليس اعتقاداً بأن زمن التغيير والعواصف مستمرة في خلع النوافذ بعد الأبواب وبشكل مباغت دون استئذان لهذا من الأجدر أن تؤسس المعارضة اجسام قوية تستطيع ان تصيغ مع الحكومات شكل الحياة القادمة ، فالعالم العربي يحتاج إلى الأعداد البشرية الهائلة المتوقفة عن الحركة بقرار سيادي مجحف وغير صحيح كما كان يقال عنها بأنها باتت عبء ، فهي عبء فقط عندما تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج وتتداوى مما لا تصنع مما اضطر أن يغادر منذ زمن طويل ما كان يسمى الاكتفاء الذاتي رغم تنوع المصانع الوطنية لكنها للأسف دون رقابة ولا تعترف بمبادئ المنافسة بل تعتمد في تكوينها الصناعي على القاعدة التى تأصلت في التكوين الإجتماعي فشل أخي هو نجاحي فتصدرت الإشاعات بحق السلع الخارجية كي تستطيع تمرير بضاعتها البائسة . الحقيقة هي أن هناك كفاءات تشمل جميع مناحي الحياة بحاجة إلى تطوير وتأهيل بشكل دائم كي تواكب الحداثة وما بعدها بالإضافية للثروات المتعددة التى تختزنها باطن الأرض فالأرض العربية شاسعة وخصبة كما أن المياه الري متوفرة لكن المطلوب ممن يسعى إلى إيجاد حلول جذرية أن يجيب ليس بالكلام بل الأفعال المبنية على اسس مهنية وترجمتها ضمن قياسات الأنسب والأسرع في أخراج الناس من حالة التجويع والتسول رغم فائض الثروات والمواقع الجغرافية المميزة . ان أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه حتى لو كان يكلفه الموت. والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
-
الموت السريري والنبض الكاذب
-
عناق تحت الأرض
-
قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
-
لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
-
المياه العميقة تمشي ببطء
-
مصطلحات موسمية
-
سجان توحشت روحه
-
خبر ناقص أعرج
-
تواطؤ يتغذى من الذات
-
من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
-
يعيش خارج التقويم
-
محكمة ذاتية أقامها لنفسه
-
الطرف لثالث
-
مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
-
الخطأ يتحول إلى خطايا
-
الخطوة تبحث عن مغامراً
-
فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
-
احتشادا وتأهب
-
لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|