أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - الشيخ الأسير بضاعة شيعية














المزيد.....

الشيخ الأسير بضاعة شيعية


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 22:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الشيعية السياسية هي وجه العملة ، والشيخ الأسير هو القفا. هذا بلغة الأمثال. وبلغة الفلسفة، إنه تكرار للنموذج ذاته، لكن التكرار لا يمكن إلا أن ينطبق عليه القول الماركسي الشهير ، الذي يصف النسخة الثانية من تكرار التاريخ بأنها مسخرة.
كان على الشيخ الأسير أن يعرف أن " الرطل بدو رطل ووقية" . من لا يعرف "درج عرج" في علم السياسة وعلم المكاييل، لا يعرف أن اعتصاما في صيدا أو حتى في بلاد الانشار"الأسيرية" في المناطق اللبنانية ، لن يفوق ما فعلته الشيعية السياسية بالبلد منذ عقدين على الأقل غراما واعدا بل لن يوازيه ، مهما تطاول.
يبدو أن الشيخ لا يعرف تاريخ الحرب اللبنانية ، ولا يعرف أن الشيعية السياسية نتاج موازين إقليمية وأن سلاح حزب الله ليس سوى تعبير عن هذه الموازين . لو عرف ذلك لأيقن أن حل مشكلة السلاح تحتاج إلى توازنات أكبر من إقفال شارع في مدينة صيدا.
في حرب إسرائيل على لبنان عام 1996( عناقيد الغضب) استمر القصف على لبنان ستة عشر يوما ، دمرت إسرائيل أقل قليلا مما دمرته في عام 2006، مع ذلك كررت فعلتها في 2006 ، لتكتشف أن هذا التكرار هو الآخر مسخرة ، وبأن ما تفعله يشبه " كي الحمار على الجلال" ، لأن حل مشكلة السلاح لا يمكن إلا أن يكون حلا دوليا واقليميا . لا نقول هذا تخفيفا من خطيئة الاعتصام ، لأن الأكبر من الأسير قد يخطئون التشخيص .
وحين يفكر الشيخ الأسير بنقل مكان الاعتصام ، فهو يعدنا بنقله إلى مكان موجع . وهو هنا لا يعرف من سيكون الموجوع . هو يظن أنه يضغط على حزب الله وسلاحه ، لكن عليه أن يتساءل عمن تقع الأذية حين تقطع الطرق وتتعطل الحركة ، وأن يتساءل عمن تحمل الأذية حين تقطع طريق المطار ، أو حين احتل حزب الله وحلفاؤه وسط العاصمة . الخاسر الأول هو الدولة اللبنانية وهيبتها ، والثاني هو اقتصاد الوطن، والثالث تجاره و كل المواطنين والسياحة والمغتربون الخ. ولن تصل ذرة من الخسارة إلى حصن حزب الله وسلاحه.
والشيخ الأسير لا يعرف أن ما يقوم به هو الرد الأمثل الذي ترغب به الشيعية السياسية . ولا شك أنه لا يعرف ، ربما لأنه كان حديث السن ، أن الانقسام اللبناني بين حركة وطنية وجبهة لبنانية هو الذي مهد للحرب الأهلية ، كذلك فعل الانقسام بين مؤيد للجيش ومعارض له . يومذاك انشق الجيش بين المعسكرين المتقابلين ، وصار لنا جيشان ثم جيوش ، إلى أن انهارت الدولة ، ولم تقف على قدميها من جديد إلا في مؤتمر الطائف.
والشيخ الأسير لا يعرف أن الشيعية السياسية لم تكن تريد من الشحن المذهبي الذي استخدمته في أوساطها غير تفريخ شحن مماثل في أوساط أخرى ، وهي نجحت جزئيا باستمالتها ميشال عون وتياره الحر بين المسيحيين ، وها هي تمني النفس بأن تستولد حماسة الأسير قفا عملتها بين السنة .
وهو لا يعرف أن الانقسام الوطني العامودي حول أية قضية، وخصوصا الانقسام المذهبي، هو أقصر الطرق وأفضلها لشحن النفوس وتحضيرها للانفجار العسكري .إن عليه أن يعرف، بالتالي، أن معالجة قضية سلاح حزب الله تحتاج إلى مزيد من الحكمة والصبر والتعقل .
الشيخ الأسير هو أفضل هدية يقدمها التعصب السني في وجه التعصب الشيعي ، ولهذا قد لا يكون مستغربا القول إنه بضاعة شيعية بامتياز.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقة الدولة حلال
- جورج حاوي: مقطع من وصية الشجاعة
- تعديلات على بيان بعبدا
- صرختان لا تنقذان وطنا
- احذروا حوارهم
- السلطة ضد الدولة
- الجبة سلاح قاتل
- طرائف الشاعر الفيلسوف - تحية إلى مهدي عامل
- تحية إلى حسن حمدان مهدي عامل
- حجْر سياسي
- جرصة
- المحاصصون وقانون النسبية
- نواب لبنان خارج الزمن
- حبيبتي الدولة
- في نقد اليسار، نحو يسار عربي جديد
- التهويل بالديمقراطية
- آذاريو لبنان ينتظرون ربيع سوريا
- الربيع العربي فرصة تاريخية أمام الأقليات للحصول على حقوق الم ...
- ويكيليكس اللبناني
- طائفية علمانية أم محاصصة


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - الشيخ الأسير بضاعة شيعية