عودة السلطان ....رجب اردوغان

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يبدو إن دوائر صنع القرار في أمريكا وصلت إلى قناعة من ان المنطقة العربية ومنذ سقوط وتحلل الدولة العثمانية لم تستطع ان تنجز المشروع الحضاري والدولة الحديثة ..... هذا الهدف المعلن في حين ان مشروع الربيع العربي يهدف أساسا الى تقسيم المنطقة العربية على أساس طائفي يؤسس الى حرب مذهبية لمائة عام .
من نتائج معاهدة سايكس بيكو عام 1916 والتي على أثرها تم تقاسم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا ... تعيد ألان الدول الاستعمارية وحفاظا على مصالحها الحيوية...المحاولة لتقسيم وتغير النظام العربي الجديد ...بما يحفظ للغرب مصالحه ويضمن تدفق البترول ...وبما يحفظ امن إسرائيل وحدودها.وإنهاء حالة المقاطعة لإسرائيل والبدء بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمنظومة العربية . ولا يوجد هناك أفضل من تركيا يقوم بمهمة العراب لهذه التغييرات المطلوبة ...وذالك لعدة أمور تاريخية ...فاغلب الدول العربية هي دول سنية ...كما إن الأحزاب المتنفذة في هذه الدول هي الأحزاب الدينية نتيجة لرعاية الأنظمة السابقة لهذه الأحزاب .ومظلة الحماية الدولية التي حظيت بها هذه الأحزاب .
من هنا جاء تسويق النسخة التركية التي لن تجد لها معارضين في غالبية الدول العربية التي شهدت التغيرات نتيجة لما يسمى بالربيع العربي ...باستثناء العراق الذي يشكل فيه الشيعة الغالبية ....ومن هنا نشهد التنسيق بين تركيا والسعودية وقطر ... والمحاولات لإنهاء حكم الشيعة في العراق وإعادة الحكم للسنة مهما كان الثمن ....وما غزو المسلسلات التركية للفضائيات العربية إلا تمهيدا لتسويق النموذج التركي الذي على ما يبدو انه يحضى بموافقة ومباركة دول مجلس التعاون الخليجي ...وهذه الدول رأت ان من مصلحتها وحتى لا تصل إليها رياح التغير ...أن تمول هذه التغيرات من الثروة الهائلة التي تملكها ...وتصور نفسها وكأنها راعية لحقوق الشعوب المضطهدة ومناصرة لقضياها العادلة.
ولهذا فان ما يحدث في البحرين ...لن نجد له صدى في العالم الا ما ندر ..نسمع أن منظمة ( هيومن رايت )...تحتج على استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين في البحرين ...وكان الأمر شأن داخلي ولا يستحق القلق منه ....وهناك محاولات لحل الأزمة كما عولجت وحلت بها الأزمة في اليمن ....
إذن هي تهيئة المسرح لعودة للسلطان العثماني للوقوف بوجه التمدد الإيراني والخطر النووي الإيراني ....







ولان العرب فشلوا في بناء الدولة الحديثة التي تحترم فيها حقوق الإنسان ...دولة
القانون التي يتم فيها الفصل بين السلطات الثلاثة والتي تستثمر كل الموارد لخدمة الاقتصاد والتنمية البشرية .بسبب تسلط الحكام واحتكارهم للسلطة.
حيث نرى إن ثروات البترول الهائلة ذهبت إلى أرصدة الأمراء والملوك والرؤساء ... ووظفت لملء خزائن نوادي القمار والروليت واستخدمت في التأمر على الشعوب وتمويل منظمات الإرهاب في العالم ....
وبقيت الشعوب العربية تعاني من الجهل والفقر والظلم ...لا بل زادت معاناتها بازدياد معدلات البطالة وعدم توفر فرص العمل ....وتراكم ألازمات دون حلول ودون أمل بالتغير ...بل الأكثر من هذا ... يتم إعداد الساحة الطائفية من خلال الفضائيات التي تبث سموم الفرقة ليلا ونهارا كما أنفقت المليارات لهذا المشروع ...واقصد هنا مشروع التقسيم الطائفي البغيض ... الذي يشارك فيه بعض الإعراب في السعودية وقطر خدمة لإسرائيل ...
الا ان تدخل روسيا والصين قد يقود لإفشال هذا المشروع عند مراحله التي وصل إليها .. وان ما يعيق انهيار النظام في سوريا هو الفيتو الروسي والصيني الذي يبدو انه موقف ثابت ولا يخضع للمساومات ...وبالتالي فأن المشكلة في سوريا باتت مشكلة تهم الكبار والمصالح الإستراتيجية في هذه المنطقة من العالم ..ومن هنا يتضاءل الدور السياسي للسعودية وقطر في أي تسوية قادمة ....
وبالتالي هناك حقيقة يجب ان نقر بها وهي ان هذه الأنظمة(الخليجية) تتحرك خارج منطق التاريخ .....وهي توغل في السقوط ساحبة معها شعوب المنطقة الى مصير مجهول ... وان ما أصاب الشعوب في هذه البقعة من العالم من القهر والظلم والجهل ما حول هذه الكتلة البشرية إلى كتلة النار المتدحرجة وسط حقول البترول.
ولا يوقف هذا الجري السريع نحو الهاوية السحيقة إلا أن يحدث ما غفل عنه ال سعود وال ثان وينتفض الشعب العربي في دول الخليج العربي ليتحرر من هذه الأصنام المزينة بالخديعة والتأمر...ليثبتوا لهؤلاء ان إرادة الشعوب اقوي من دسائسهم وخضوعهم المذل للصهيونية العالمية ...من يدري فقد ينقلب السحر على الساحر ...ونرى ورقة التوت تسقط لتكشف عن عورات هذه الأنظمة الظلامية .

حــامـــد الـــزبـــيــدي

1/7/2012

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات