أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم الهزاع - أنها روحي المبتورة .. وطني














المزيد.....


أنها روحي المبتورة .. وطني


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 15:19
المحور: حقوق الانسان
    


هنا في القلب يرقد وجع كبير وفي العقل ترقص أفكار كثيرة أحاول تسريبها بصبر وأناة ، قد تكشف عن شخصية إنسان يعاني من النفي كونه ينتمي إلى أقلية صغيرة تسمى بـ فئة غير محددي الجنسية أو عديمي الجنسية في مكان لم يغادروه لأكثر من نصف القرن ، وتستغل ورقتهم في اللعبة السياسية والاقتصادية ويتم التعتيم على قضيتهم من قبل السلطة السياسية للبلد قدر المستطاع والضغط عليهم لتشتيتهم قسراً في أمكنة لا يعرفون عنها شيئاً وتقليص عددهم .
تلك الأقلية أو الهامش والتي كانت تسميتها القديمة ( البدون ) لم يلتفت لها من قبل منظمات حقوق الإنسان ولم يكن لهم يوم مثل يوم العمال أو يوم المرأة أو يوم الرفق بالحيوان أو جمعية نفع عام في داخل البلاد – الكويت الديمقراطية – أو خارجها .
تلك الفئة التي تقتات المرّ والحصرم منذ منتصف القرن العشرين وحتى يومنا هذا ، زمن العولمة والقرية الكونية .. تلك الفئة التي تقابل قضيتها بصمت ولم يتساءل أحد من أدعياء الديمقراطية : إلى أين ستذهب تلك الفئة ؟ كيف تعيش ؟ كيف تتعلم ؟ كيف تتم رعايتها الصحية ؟ ما الذي يحصل لها عند حواجز التفتيش الأمنية ؟ وهل يعقل أن يحدث هذا في دولة نفطية ديمقراطية ؟ .
ربما لن أستطيع هنا أن أرسم بخطوط عامة غيرمؤكدة العالم الروحي الذي تعيشه تلك الفئة والتشويش الذهني الذي تعانيه والفوبيا أو الرهاب الذي يتسلل عبر اللاشعور إلى الذات ويدمرها ويحولها إلى مسخ ، بلا هدف أوغاية أوحلم سوى الأنتظار وربما لن يجيء غودو .
وسيعيش الفرد حالة كساح أوشلل نتيجة الكآبة والأحباط والأهمال وربما يتولد لديه العنف وتستغله منظمات أرهابية تحت صرخة : أكون أو لا أكون .
ربما مايشغلني في تلك القضية هي بعض المفردات مثل " الانعتاق " .. وماذا تعني لتلك الفئة هذه المفردة ، وكيف يحدث الأنعتاق ؟
قلت ربما يحدث " الانعتاق " عبر " الإرادة " .. إذا كيف تجعل الإنسان يريد ؟ وكيف يتم رفع الحجاب عن أعين الفرد لكي يرى ؟ كيف يتم تدريب الناس على الحياة وأنتشالهم من هذا الموت البطيء ؟ ومن منكم سيتجاسر معي على الدخول إلى تفاصيل أعمق ؟
الحزن يجتاحني وأنا أتذكر الكثير من المبدعين حملة الأقلام والفنانين من تلك الفئة وهم يرمون سلاحهم الأخير بحجة أن جمعيات النفع العام لا ترعاهم ومؤسسات البلاد تنبذهم ودور النشر لاتطبع إبداعهم ولايملكون النقود من أجل الطباعة فانسحبوا من الحياة إلى بؤس ووضعوا الحجاب على أعينهم ، وهل ينبغي أن أضيف هنا بأنني انتمي إلى لحم وعظام هؤلاء الذين يعيشون داخل الحجاب ؟ متعذراً في البحث عن " الإرادة " التي تحرك الوعي الجمعي .
وهل أبحث عن تلك " الإرادة " لدى فرويد في علم النفس أم لدى ماركس في الفكر السياسي ؟
وقبل الاسترسال في البحث هناك حقيقة يجب الالتفات لها وهي أن ثمة عددا كبير من المتحضرين على استعداد لأن يعيشوا مرتاحين حتى إذا كان ثمن ذلك هو فقر وبؤس أغلبية إخوانهم وجهلهم ومرضهم ، وأنه من أجل الحفاظ على هذا الامتياز شن الناس الحروب وأصيبوا بالانانية ولم يعد يلتفت إلى الأقليات المهمشة .
أن البعض يهرب من أي شيء أسمه مشكلة وأما بالنسبة لي السؤال الحقيقي هو : ما موقفك عندما تشعر بأنك مشكلة ؟ أو بأنك منبوذ ؟
تصّورأو تخيلّ معي حينما تحمل علم بلادك في يوم المناسبة الوطنية وتهتف له ويعترضك شرطي أنت وأسرتك وأولادك الصغار بحجة التقيّد بأنظمة السير المرورية ثم يسألك البطاقة ويكتشف بأنك من " فئة غير محددي الجنسية – البدون " فيضحك ملء شدقيه : يا عم أنت واحد " بدون " مالك ومال العيد الوطني ؟
أي ذهول سيصيبك ؟ أويصيب الأولاد الذين يتغنون بالوطن / الوهم ؟
قلت له : شيئان لايفرقان بين الكويتي والبدون هما الطلقة أيام الأحتلال والفرحة بيوم التحرير .
أو مصادرة فرحة طالب أو طالبة بالتفوق الدراسي في الثانوية العامة ، حيث يظل قابعاً في بيته دون أن يكمل تعليمه الجامعي ، أو يجد وظيفة تسند ذلك البيت الذي يأكله البؤس والهذيانات التي لاتنتهي . وها أنا أحدق في كفي ذات الست أصابع ، أين ذهبت إصبعي السادسة ؟ يا إلهي، أنها روحي المبتورة / وطني .



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكنسة : الديمقراطية وحقوق البدون في الكويت
- الأنترنت كتب مرثيتكم الأخيرة
- الثقافة والحرية في الوطن العربي والكويت .. إلى أين ؟
- علي السبتي : السياب قبل حالات الهلوسة كتب رسالة وطلب مني أن ...
- المخرج المسرحي سليمان البسام : حتى المهرجانات اخترقت من قبل ...
- هل مات كرومويل ؟ فلنشنقه أذن ! ..
- وداعاً الطاهر وطار ... صرختك باقية للأبد
- عرس البغدادي
- نستولوجيا الحضور والغياب
- الجذمور والمسامرة الدولوزية النيتشوية
- مسامرة دولوزية
- مسامرة نيتشوية
- نعم .. الأرز للكويتيين فقط
- نعم صحيح يا دخيل الخليفة
- افعل للغير ما تودّ أن يفعله الغير لك
- المثقف العضوي ومعنى الضمير
- قوة الفرد في التغيير والحتمية التاريخية
- دور الفرد في التغيير والوعي الجمعي
- شهادة ميلاد للأطفال - الكويتيين البدون - وحالة الإحباط
- قوة التغيير والخلاص من قوة سطوة الجبرية الدينية


المزيد.....




- الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج ...
- اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
- تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
- قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا ...
- قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم ...
- ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي ...
- الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن ...
- بعد محادثات إيجابية.. أمريكا تلغي مكافأة الـ10 ملايين دولار ...
- السعودية ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارا بشأن إسرائيل
- أهالي قرية معرية في ريف درعا يتظاهرون لإخراج القوات الإسرائي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم الهزاع - أنها روحي المبتورة .. وطني