أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير عادل - المنطق الوحشي والنفاق السياسي














المزيد.....

المنطق الوحشي والنفاق السياسي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 01:09
المحور: حقوق الانسان
    



"نعم انهم يستحقون هذا الثمن" هذا ما قالته اولبرايت عندما كانت وزيرة خارجية الولايات المتحدة في إدارة كلنتون في جوابها على موت اكثر من مليون إنسان عراقي اثر الحصار الاقتصادي! هل بالإمكان تطبيق نفس المنطق على الجريمة البشعة التي ارتكبت في نيويورك وواشنطن ؟ أليس هو نفس المنطق الأمريكي الذي عاقب الشعوب في يوغسلافيا والصومال والسودان والعراق..أليس هو نفس المنطق الذي قتل فيه 80 ألف جندي عراقي أثناء عملية الانسحاب من الكويت في حرب الخليج الثانية خلال ساعات بالطائرات الحربية الأمريكية ،وسميت بطريق الموت وما زال الإعلام الغربي يتستر على تلك الجريمة.
ليس هناك منطق إنساني يقبل بالكارثة التي ارتكبت في أمريكا،وليس هناك بشرا يحملون مشاعر إنسانية لم تدم قلوبهم ولم تدمع عيونهم على ما حدث .لكن لا يمكن أن نتخذ من موت الملايين من العراقيين بسبب الحصار الاقتصادي أو أية جريمة ارتكبتها ساسة البيت الأبيض كمبرر لقتل آلاف من الأبرياء في أمريكا.
ليس لأمريكا ألا أن تشكر ابنها العاق "اسامة بن لادن" والمنظمات الإرهابية الإسلامية التي مولتها للوقوف بوجه المد السوفيتي أبان الحرب الباردة. فأمريكا التي تلقت عدة ضربات سياسية خلال الفترة الفائتة وكانت أقساها فقدان مقعدها في لجنة مراقبة حقوق الإنسان للأمم المتحدة وهزيمتها في المؤتمر المناهض للعنصرية في جنوب أفريقيا ،لا يمكن أن تجد فرصة افضل من هذه لاسترجاع بعض مواقعها السياسية التي خسرتها.
فحقا نجحت أمريكا أخيرا بمساعدة العمل المضني لسنوات لاستوديوهات هوليود وCNN على خلق العدو وتجسيده في المجتمع الأمريكي والعالمي بعد انهيار الكتلة الشرقية واحتواء صدام حسين، لإبقاء مكانتها في الهيمنة على العالم .وهنا تبقى المؤسسة السياسية الأمريكية مَدِينة طوال حياتها لإرهابيين أمثال اسامة بن لادن وغيره لتجسيدهم صورة ذلك العدو.
فيبدو التاريخ يمنح فرصته الفريدة الثانية للجمهوريين في تدوين صفحاته بعد كل هزة سياسية للمكانة القيادية لأمريكا في العالم مع علامة فارقه وهي أنها تكتب دائما بدماء الأبرياء المنكوبين في طول وعرض العالم . فبوش الأب لم يصدق عندما دخل العراق الكويت حتى حشد شرق وغرب الدنيا. أما بالنسبة لبوش الابن فكأنها هبة من السماء ذلك العمل الإرهابي حيث اخذ يعيد تاريخ ولاية والده في تأليب حلفائه لإعادة تنظيم ائتلافه في إضفاء الشرعية على أعماله الإرهابية في المستقبل القريب .
لا يمكن أن ندع مشاعر الألم والدموع على ضحايا العمليات الإرهابية أن تنسينا أو توهمنا بما تخطط وترتب له أمريكا من سيناريوهات على نتائج الأحداث الدامية.فهي تريد بنفس منطقها الإرهابي الذي هو منطق اسامة بن لادن وخميني وصدام حسين قتل المزيد من الجياع والمحرومين في أفغانستان وإيران والعراق . فأمريكا تمهد لعمل إرهابي بطريقة ابشع مما حدث لتمرير سياستها العنصرية على العالم . لقد كان أول ضحايا الإرهاب إلى جانب من قتل في واشنطن ونيويورك هم الفلسطينيين والمحاولة لإجهاض مشروع إقامة دولتهم المستقلة بالإضافة إلى تصعيد رياح العنصرية ضد المهاجرين العرب ومن يعتنق الاسلام كما نشاهده يوميا أو نسمع عنه وعلاوة على كل ذلك إطلاق يد جلادي حكومات العالم لقمع الحريات والحقوق المدنية تحت لائحة مناهضة الإرهاب.





#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
- مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
- مفارقات عنصرية
- ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟


المزيد.....




- شهيدان وأكثر من 20 جريح بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- مدفيديف: روسيا تدعم قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطين ...
- مذكرة اعتقال نتانياهو.. هل تتخذ إدارة ترامب المقبلة -خطوات ع ...
- نتنياهو وغالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلو ...
- زاخاروفا تعلق بسخرية على تهديد أمريكي للجنائية الدولية بشأن ...
- ما هو نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية؟
- كيف ستؤثر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت على حرب غزة ول ...
- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير عادل - المنطق الوحشي والنفاق السياسي