رسالة الى الخالق

انور نصرّ

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 02:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رسالة الى الخالق
على الرغم من اختلاف وجهات النظر بين ما يسمى بالديانات السماوية و شرائعها يبقى الايمان بالله واجباً محتماً سواء كان لناحية الواقع الاجتماعي ام الديني او القانوني الذي يفرض عقوبة اسر حرية شخص اذا كفر بلله ، إلا أننا وعبر قراءات معمقة لتعاليم هذه الاديان، لا يمكننا المرور سهواً دون طرح تساؤلات عديدة كان من شأنها إبطال وجود هذا الله تبعاً لتناقضات كينونته. من هنا واجب علينا البحث في مسائل كثيرة لعل أبرزها في كون هذا " الاله" لا نهاية ولا بداية له مما يجعله في مقام الارقام بشكل عام والصفر على وجه التحديد او من مكان لا وجود له من الاصل . هذا فضلاً عن كونه مطلق القدرة بحيث يقول كن فيكون و هذا وفقاً لمفاهيم المؤمنين، الأمر الذي يثير بعض التساؤلات حول حاجته لملائكة غير مرئية ان كان امره كن فيكن. أضف الى ذلك امكانية التأويل في كلا الكتابين المقدسين، مما يثير الجدل حول تعاليم غير واضحة ومتناقضة في معظم الاحيان، في حين كان بامكانه نصّ صياغة واحدة وواضحة لا تقبل الطعن فهل المقصود تكفير المؤمنين اذا ما ارادوا البحث في المعاني و بين السطور و بين الارقام؟ هذا وتبقى مسألة العدل الالهي غير واضحة خصوصاً لجهة خلقه عاهات جسدية قد تصيب الكائن منذ كينونته فأي عدل وأي عبرة في ذلك.
ناهيك عن مسألة الدعاء والصلاة التي فرضتها الاديان كافة، أوليس الله يعلم مسبقاً بحاجاتنا؟ أو ليس كامل الرحمة؟ فلم يريدنا ساجدين وخاضعين نرجو من هنا ونطلب من هناك وهو الذي خلقنا على صورته ومثاله.
و ان الكمال الله و لمذا اذا خلقنا على صورته و مثاله نحن بشر بلنهاية و لسنا كاملين ؟
و يقال في احد كتبه المقدسة " ما يجمعه الله لايفرقة انسان " لذلك ما هي العبرة من فسخ زواج او ابطال زواج
أسئلة كثيرة و امور كثيرة قد تدور في الفكر البشري او الا بشري او اذا كنت ب و شرّ وغالباً في تلقيه في عالم الالحاد خصوصاً وان الاجابات المنطقية او الواقعية لهذه الاسئلة لم تتوفر حتى الآن او ان اصبحت الاجابة عن هذه الاسئلة بين اليدين اختفت.
أخيراً وليس آخراُ، مما لا شك فيه ان الله يعلم مسبقاً اني ساكتب يوماً هذا المقال، وهو العالم بالغيب و الحاضر، فلم يخلقني وانا بنظر المؤمنين و المجتمع و بنظري الديني الداعي الى نكرانه وإبطال وجوده؟

#انور_نصرّ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات