مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 23:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كنت منذ قليل بصدد التجول على الأنترنت، ووجدت موقعا جديدا أردت الإطلاع عليه فدخلت، وليتني ما دخلت.
على الموقع المذكور وجدت المقال التالي، بقلم ميساء محمد (التي لا أعرفها أصلا)، بعنوان "إلى متى السكوت"، منشورا بتاريخ 25-06-2012:
"الى متى هذا السكوت..الى متى سوف نصمت، ونبينا محمد يهان الى متى سوف نصمت ونقف مكتوفي الايدي اتجاه صفحات ومجموعات الفيس بوك التي تقوم بسب وشتم اشرف الخلق سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ماذا نقول له عندما نقف بين يدي الله عز وجل وقد استهترنا بعرضه، وتلك الفرق المحسوبة على الاسلام فرق الضلاله والتفريق، اين شبابنا؟؟! اين جيش محمد!!
ان شبابنا، شباب المسلمين منهمكين في انتهاك حرمات ديننا، يحزنون على مطرب مات، ولا يحزنون على كرامتهم الميته... افيقي امة محمد يا امة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ...افيقي"
وهذا رابط المقال الأصلي:
http://www.maqalaty.com/%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%AA%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-14888
كان ردي عليها كالآتي:
أنتم لا تحبون سوى غريزة القطيع.
أي شخص في هذا العالم له خصال وله سيئات، ولا أظن الأنبياء والرسل ملائكة حتى لا يخضعوا لهذه القاعدة.
وكما يقول قرآنكم: "لكم دينكم ولي ديني"، وبالتالي لكم شخصياتكم التي تقدسونها ولي شخصيات أخرى أحترمها، لكن لا أحد من الناس يمكن أن أعتبره مقدسا.
المقدس الوحيد في هذا الوجود هو حريتي وحرية أن أقول ما أريد كيفما أريد وأينما أريد.
أنت تستنفرين "جيش محمد"، وفي كلامك دعوة إلى العنف وربما القتل. لماذا؟ لأن شخصا ما لا يعجبه ما يعجبك أنت؟ لأن شخصا آخر يرى في مقدساتك عيوبا ويصرح برأيه؟ فهل هناك تكافؤ بين الفعلين؟ رأي شفاهي أو مكتوب لا يعبر إلا عن صاحبه مقابل سيف يسلط على رقبته؟ هل هذا هو العدل الموجود في الإسلام؟
أنت بمقالك هذا تعطين ألف حجة وحجة جديدة للآخرين للإنسحاب من الإسلام والردة والكفر والإلحاد (وغيرك كثيرون إبتداء من إبن تيمية إلى القرضاوي إلى شيوخ السلفية والإرهابيين)، فلا تلومي الناس على كرهك. وهم عندما يكرهونك، لا يكرهونك لشخصك بل يكرهونك لأنك تحملين إسلاما يهدد حياتهم وحياة غيرهم، تحملين إرهابا فكريا لن ينتج إلا مزيد التخلف والإنحطاط.
فماذا تقولين لو كنت تعيشين في أمريكا وصدرت قوانين بمنعك من ممارسة دينك؟ ستقولين بأن هذا إعتداء على حريتك؟ فلماذا لا ترين إذن حرية الآخرين؟ أم هي سياسة النفاق والكيل بمكيالين؟
راجعي أفكارك، فعيب المسلمين أنهم يعتقدون أن العالم كله غبي وأنهم الأذكياء الوحيدون على الأرض. وعيبهم أنهم يرون القشة التي في أعين غيرهم ولا يرون العمود المغروس في أعينهم. سياسة المكيالين لن تنجح أبدا في جعل المسلمين يتقدمون.
مالك بارودي
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟