جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 17:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نعم الجاهلية هي الاساس و الحافز فالانسان عنما يحقق انجازا عظيما سرعان مايشعر بفراغ قاتل بعد فترة سعادة قصيرة نسبيا كلعبة كرة القدم للفوز بكأس العالم فرحتها قصيره و فراغها قاتل و طويل. من الجاهلية اتينا و الى الجاهلية نعود اما الذي لا يعترف بالجاهلية و ينكر فضلها علينا يعترف شخصيا بانه لا يفهم فلسفة الجاهلية فيلتجأ الى الاسلام في يأسه.
يعتبرالنسيان الاخ الصغير للجاهلية يكمن فيه طاقة كبيرة لان التفكير في حاجة الى الربع الخالي في صحراء فارغة خالية ولكن شفافية الصحراء تضفي عليها ايضا صفة الملل و قلة الحيوية و تصيب العلاقات البشرية بشلل و ملل و تنقصها النعومة و التغيير بسبب شفافيتها و هي تعني ايضا التخلي التام عن الخلوة لانها عارية لا يستطيع الانسان ان يختبئ بسهولة فهي تقدمه على سفرة او طبق للاخرين تماما كبعض البيوت اللاصقة ببعضها لا توفر حدائقها الصغيرة و المتاخمة خلوة من اعين الجيران الفضولية.
ميزة العلم هي الشفافية و شرح الاسباب و النتائج و لكن العلاقات الشفافة بطبيعتها هي علاقات ميتة لانها تشير الى نهاية الطريق. كن جريئا و طور قابليتك للجاهلية و عبادة الاصنام و لو كانت رمزية لان الرمز او الاستعارة و المجاز metaphor تطورت من الطبيعة لتتحول الى لغة الانسان و الرياضيات و الهندسة لان الحياة غير ممكنة بدونها و لغة الانسان هي لغة الانسان فقط و ليست كلام الله. من الكفر ان نقول (قال الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز) لان الله لا يقول و لا يستعمل لغة العبيد و ليس بحاجة ان يكتب كتاب عزيز.
لقد اغرقنا الانتريت بفضيان المعلومات التي تسمى بالانجليزية بـ information overload لا يعرف الانسان ماذا يقرأ.
لقد ضيع الاسلام وقتنا من مئات السنين بقراءة سور تتكرر في الصبح و العشية. لقد اصبنا بالملل التام لا تستطيع اذاننا بعد اليوم ان تتحمل (ماتيسر له) و (حي على الصلاة). للصبر حدود و لكن الاسلام تجاوز اليوم حدودها لا نستطيع ان نشفى منه الا بعد فترة طويلة من الزمن. علينا ان نصحى من سباتنا الشتوي الطويل و نستيقظ وسيكون عندئذ جزء من العالم بعد الاسلام قد عاد الى تعدديتها و اديانها و لغاتها و اساطيرها و اصنامها منبثقة من ثقافة اهلها كثقافة عاد و ثمود في الصحراء العربية.
www. Jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟