أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - العراق ..ديمقراطية الدم














المزيد.....

العراق ..ديمقراطية الدم


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبيل غزو واحتلال العراق بأشهر معدودات ،زرت بغداد لأسبوع في مهمة اعلامية ،وتجولت في كافة أنحائها ،ومررت بمستشفياتها ،والعديد من وزاراتها ،ورأيت أهلها وهم يعودون الى عادتهم القديمة قبل الحصار ،وهي النزول الى الشوارع بعد العصر وتناول "الموطة" أي البوظة ،وهذا مؤشر على عودة الهدوء والأمن و" البغددة" التي كانت عاصمة الرشيد تتصف بها ،دون غيرها من العواصم.
أقول ذلك بمناسبة مرور أكثر من تسع سنوات على الغزو والاحتلال ،ومع ذلك ما يزال شلال الدم ينزف من العراقيين في كل انحاء العراق ،علاوة على انفصال الشمال ،وظهور دعوات انفصالية أخرى ستكون على هيئة أقاليم ،مما يثبت أن العراق شانه شأن الشرق الأوسط بأسره، مقبل على التفتيت والتجزئة تنفيذا لمشروع الشرق الأوسط الجديد او الكبير، لا فرق ،والذي رسمه الصهيوني بيرنارد لويس وينفذه الصهيونيان فيلتمان وبيرنارد ليفي.
قالوا خلال حملة تبرير غزو واحتلال العراق ،أنهم يريدون زرع بذرة الديمقراطية في هذا البلد ،علما أن الديمقراطية وأخواتها ليست بذور " بندورة " تدفن هكذا في الأرض، وتنبت شجرة تثمر في غضون مدة محددة ،بل هي فعل أو مجموعة أفعال تجتمع معا وتحدث واقعا جديدا .
على العموم ،فان ما ادعوه حول الديمقراطية في العراق كان محض افتراء ،اذ أن هناك أسبابا اخرى دعتهم لاحتلال العراق لا داعي لنبشها ،لكنه من الضروري التأكيد على أن الديمقراطية لم تكن من ضمنها.
السؤال المطروح هو :لماذا لم يتم الشروع في البناء الديمقراطي بعد مرور سنوات الاحتلال التي نيفت على التسع ؟بمعنى انقضاء جيل كامل وما يزال الوضع في العراق المحتل" ديمقراطيا" على حاله؟
والغريب في الأمر أن بادرة من بوادر الديمقراطية لم نلحظها في العراق، وهذا ما يؤكد انتفاء الرغبة في " دمقرطة " هذا البلد ،وأن كل ما جرى هو تكريس للديكتاتورية بكافة صورها البشعة ،وقد جرى استنساخ الحاكم الأوحد الضرورة وتجسيده في نوري المالكي الذي فرض نفسه على الشعب العراقي وكأنه حاكم ديمقراطي منتخب.
ظاهرة الديكتاتورية في العراق تتجسد يوميا، وبمباركة من جاؤا اليه غزاة محتلين من وراء البحار ،وأولى ظواهر ذلك، النكوص عن الاحتكام لنتائج صناديق الاقتراع،حيث فاز اياد علاوي في الانتخابات الأخيرة لكن واشنطن وأدواتها،أصرت بديكتاتورية فاضحة على تسليم الحكم للمالكي ،دون مراعاة لوضع علاوي الذي قدم لواشنطن وأخواتها خدمات جليلة ،قبل وبعد غزو واحتلال العراق.
هل نسمي ذلك تحولا ديمقراطيا؟كلا بالطبع بل هو غوص في قعر الديكتاتورية ،وتعميق لحكم الفرد الواحد وتأليه الشخص وتجريد الشعب من كرامته .
ما يجري في العراق ومنذ الاحتلال البغيض، ينم عن فساد وافساد ظاهرين ،فها نحن نشهد ،وكلما اشتدت الرياح في وجه المالكي ،انفجارات تعمق شلالات الدم في العراق وتمعن في تقتيل الشعب العراقي ،وتزيد من حدة الكراهية بين طوائفه .
القتل بكل صوره في العراق ،صال وجال بين الجميع وارتدى أقنعة الجميع ولم يترك حسينية شيعية او مسجدا سنيا او حتى كنيسة مسيحية الا ورسم بصمته فيها معمدة بالدم ومحروسة بالألم ،الى درجة أن الوفاق في العراق بات بعيد المنال .
هناك قضية دامغة أخرى تدل على عدم رغبة المحتلين وأدواتهم على دمقرطة العراق، أو حتى ترك الشعب العراقي يخوض في هذا الجانب ويهتدي الى طريقه ،وهي استمرار نزوح ولجوء عدد كبير ونوعي من العراقيين الى خارج وطنهم ناهيك عن الحالة الداخلية،ولا تقل خطورة عنها ،استهداف الطبقة المتعلمة من الشعب العراقي بالقتل .
الصورة في العراق قاتمة ،وشلال الدم يواصل الانفجار، ودائرة الحرمان تتسع، والأمن والأمان باتا عملة نادرة بل مفقودة ،ومع ذلك يصر البعض على أن العراق دخل مرحلة الديمقراطية؟!



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي قادم ..فراقبوه
- العرب ارتضوا بالتوحد عوضا عن الوحدة
- السلام والخل الوفي
- سحقا ل-ثورات - العرب
- التحرش الاسرائيلي بالأردن ..لماذا؟
- عندما تستجيب الحكومات العربية لضغوطات - ميمري- ..أين السيادة ...
- ربيع ..لكن بزهور أمريكية
- مهزلة القرن
- توراة الملك
- نكتب لفسطين دفاعا عن الأردن
- شلومو زند...وشهد شاهد من أهلها
- فيلتمان..حجر الصد لمنع حصول الفلسطينيين على اعتراف بدولتهم ف ...
- -ميمري- ينتهك حقوق الانسان ويضلل الرأي العام الغربي
- عودة العرب اليهود الى بلدانهم الأصلية..واجب قومي
- ذكرى النكبة عربيا..بردا وسلاما على اسرائيل
- رسالة مفتوحة الى: -معهد بحوث اعلام الشرق الأوسط- الاستخباري ...
- الارهاب ديدن يهود.التوراة والتلمود وبروتوكولات حكماء صهيون م ...
- التلمود ليس كتابا دينيا بل منشور عسكري سياسي
- القاعدة ..حصان طروادة
- عشر سنوات عجاف


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - العراق ..ديمقراطية الدم