ضريبة الاعتصام

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 12:04
المحور: سيرة ذاتية
    

ضريبة الاعتصام
خرجت صباحا من خيمة الاعتصام وتقدم نحوي شاب عراقي وامه فلسطينية . واخذ يسألني عن العراق الذي لم يره , وعن ثورة 14/ تموز وعن عبد الكريم قاسم . قلت له ان ثورة 14/ تموز, ثورة الشعب العراقي التي حررت العراق من الاستعمار البريطاني وحررتني مع باقي السجناء السياسيين من السجن . وعبد الكريم قاسم زعيم وطني , ولكنه اعتبر بان الثورة وكل منجزاتها من صنعه ! وانه قادر لوحده صيانتها وتطويرها , فتخلا عن القوى الوطنية , بل وحاربها , الامر الذي سهل على الامبريالية قتله وسلب كل منجزات الشعب . وتقدم نحوي شاب عراقي اخر واسمه *عراق*!! ولد في الجزائر ويريد ان يعرف كل شيء عن العراق الذي لم يره . وكم اسعدني هذا الحماس . واخذنا نتحدث , واذا بدوار شديد اسكتني . فاحتضنني الشباب وهم في فزع . طمأنتهم وطلبت منهم استدعاء الاسعاف . لانني لم ارد ان احراج الشبيبة السويدية وتحميلها مسؤلية السماح بمشاركتي في الاعتصام.
نقلت الى المستشفى وانا في غيبوبة ولم اشعر الا وعراق بجانبي!! فسألته لماذا تركت الاعتصام !! فانا لست الا فردا وانت تناضل من اجل الملايين!! قال *ان الملايين تتكون من افراد , وانت فرد مهم منهم, ولا اتركك حتى تحضر ابنتك!! اذهلني جوابه وهو لم يبلغ العشرين من عمره!! اي وعي واي حكمة لدى هذا الشاب ! واستمر الحديث المتقطع بيننا حتى حضرت وداد! ورحل . وكم اسفت لانني لم اخذ منه عنوانه او رقم تلفونه لاهدائه نسخة من كتاب * ثورة 14/تموز بعد اربعة عقود* وانا على استعداد لاهداء كل عائلة عراقية نسخة من الكتاب لتعريف الشبيبة بالتاريخ المعاصر لشعبنا ونضالاته المجيدة واعظم انتصاراته , فضلا عن خلاصة تجاربه ودروسها, حتى يعتزوا بعراقيتهم ويكونوا على استعداد للنضال من اجل تحرير وطنهم واسعاد شعبهم.
خرجت من المستشفى بعد يومين بعد ان تأكد الاطباء بانها لم تكن جلطة قلبية, ودون ان يعرفوا حتى الان, سبب فقداني الوعي ومن ثم كل طاقاتي لمدة عدة ايام كلما ركزت التفكير لاكثر من ساعة متواصلة او بعد كل استثارة عاطفية سلبية كانت ام ايجابية او اي اجهاد فكري او جسدي.
تابعت اخبار الاعتصام ونجاحه رغم ضعف اهتمام الاعلام السويدي به. فقد كان تجربة اولى , ستغنى بتجارب قادمة . فمعركتنا , معركة البشرية عموما ضد الصهيونية والراسمال العالمي, طويلة وقاسية . ولابد من اختبار جميع وسائل واساليب الكفاح , لتعزيز وحدة البشرية وتعبئة كل طاقاتها من اجل تحقيق النصر الحاسم.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات