|
أسوأ أيام مصر يوم يأتيها رئيساً يتم تقبيل يده
على السهلى
الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 19:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنا تاج العلاء فى جبين الشرق ودراته فرائد عقدي إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي ومجدي أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
أخشى على مصر، فهى بحق حبى الكبير، أرى الخطر يحدق بها وأبناؤها يتوارثونها وهي حية ترزق، العقل غاب عنهم والديمقراطية شتتهم ومصلحتها أخر ما يفكرون فيه، وها هو مرشح محتمل للرئاسة يتباهى بالقبض على السائحة التى ترتدى لباس بحر على الشاطئ وها هو المتحدث بإسم الإخوان يدمر علاقة متميزة مع دولة الإمارات تضامناً مع أخيه القرضاوى على حساب ألوف المصريين العاملين فى دولة الإمارات وعلى حساب مصالح مصر الإستراتيجية وكأن القرضاوى أهم من شعب مصر.
كل تلك العنتريات أدت إلى أن أعداد الأقباط الذين تقدموا لسفارات غربية بطلبات للهجرة فى تزايد مضطرد، والكثير من رجال الأعمال المصريين (أغلبهم مسلمين) يجمدون أعمالهم ويحولون أموالهم خارج مصر، إسرائيل تدرس بجدية التدخل فى سيناء (هى على قناعة أن حماس المدعومة من الإخوان وراء لإنفلات الأمنى)، تقسيم مصر يتم الترويج له من البعض ويدرسه الغرب فى حال تطبيق الشريعة (ولنا فى السودان مثلاً)، ومع ذلك يصر الإسلام السياسى ونجومه على تصريحاتهم المتضاربة إمعاناً فى التخريب.
ولعل أسوأ ما يحدث لمصرالأن وللإسلام على مر العصور هو تربع الإسلاميين على مقعد السلطة أو بمعنى أدق مقاعد السلطات. ولو دققنا قليلاً فى المشهد السياسى الإسلامى الحالى لوجدنا بعضاً من الكذب تجلى بوضوح فى حادثة البلكيمى وموضوع والدة حازم أبو إسماعيل (سواء كانت تحمل جواز أمريكى أو حتى جرين كارد) مما يتنافى كلياً مع القيم الإسلامية ويؤكد على ضرورة فصل الدين عن السياسة كيلا يظلم البعض الدين.
وإننى كمواطن مصرى جاوزت 65 عاماً وعاصرت عصورا عدة، أتذكر جيداً كيف بدأت علاقة الإخوان بالملك فاروق وكيف انتهت وكيف كانت علاقتهم بعبد الناصر وكيف انتهت وتكرر نفس المشهد مع السادات ثم مع مبارك، وما أشبه الليلة بالبارحة فها هو المشهد يكرر نفسه، فهل ننسى كيف أراد الإخوان أن يتعاونوا مع الإنجليز سنة 1954 لإسقاط عبد الناصر (هم يكذبون تلك الحقيقة اللتى اعلنتها الخارجية البريطنية بعد 50 سنة) والأن يكرروا المشهد ولكن مع الأمريكان.
وبناء على ما تقدم فإننى لا أستطيع أن أقتنع أن فاروق وعبد الناصر والسادات ومبارك والأقباط واالمثقفين والعلماء والإعلاميين والأزهر والكنيسة جميعهم على باطل و شياطين والإخوان على حق وملائكة. الواقع يقول بأنه إذا كان الحزب الوطنى قد أفسد الحياة السياسية فإن الإخوان ساهموا فى إفساد الحياة السياسية والإجتماعية أيضاً على مر العصور، فقد عقدوا صفقات مع الأحزاب الحاكمة (باعترافهم) والإنجليز والأمريكان، وسوقوا لتفاسيرهم الدينية عن الحجاب والربا والخموروالحدود والشواطئ والمرأة وأهل الذمة فى حين أن هناك تفاسير أخرى مضادة توحد ولا تفرق، تقدم ولا تؤخر، تيسر ولا تعسر من علماء أجلاء بل أيضاً من أئمة مرموقين.
الإسلام السياسى بقيادة الإخوان مدين باعتذار لهذا الشعب، ففى أدبياتهم إستعدادأ فطرياً لإضطهاد وكراهية وتكفير وإغتيال (معنوى أو جسدى) لمن يخالفهم الفكر (ولنتأمل شعارهم المصحف والسيفين)، وقد تجلى ذلك بوضوح فى إغتيال السادات والمحجوب وفرج فودة والنقراشى والخازندار وأمين عثمان إضافة إلى محاولة إغتيال نجيب محفوظ وجمال عبد الناصر، ولم نسمع منهم ولو مرة واحدة أسف أو حتى شجب لمثل تلك الحوادث بافتراض أن من قاموا بها ليسوا من الإخوان، والأدهى أنهم لا يؤمنون بالمواطنة فهم لا يمانعون أن يحكم مص باكستانياُ من الإخوان ولا يوافقون أن يحكمها قبطياً من مصر.
وكيف لنا أن ننسى ما قاله المرشد السابق مؤخراً من أن من لا يعجبه حكم الأخوان (لم يحكموا بعد) فعليه أن يحمل حقيبته ويرحل من البلد أو عندما هاجم المرشد الحالى الإعلام الذى ينتقد الإخوان. ووصفهم بأنهم «سحرة فرعون» وتلك العبارة توحى للبسطاء حالة نبى الله موسى فتضيف للمرشد قدسية كى يستطيع أن يكفٌر من يهاجموه.
وإستكمالاً لمسلسل الغيبيات خرجت دعاية مطبوعة تشبٌه خيرت الشاطر بنبى الله يوسف الذى كان سجيناً فلما خرج من السجن أنقذ مصر!! وهذا تأكيد صريح على أن تلك الأحزاب الموجودة فى البرلمان هى ذات مرجعية دينية فى مخالفة صريحة اخرى لقانون تكوين الأحزاب، وتتبنى خداع البسطاء لتحقيق أغلبية بالغيبيات والأساطير والخرافات أضف إلى ذلك مهزلة الأذان والقسم الإسلامى فى البرلمان، ناهيك عن الدعايات الإنتخابية الدينية داخل المساجد.
وختاماً فإننى أدعو جميع المصريين للمطالبة بحل تلك الأحزاب لأنها قائمة على أساس دينى وولاؤها الحقيقى هولمشايخها أو جماعتها أو مرشدها وإن كان أجنبيا، والأغلبية التى حصلوا عليها كانت مخالفة لقانون الأحزاب الذى يحظر إقامة أحزاب عل أسس دينية. سوف يكون أسوأ أيام مصر يوم يأتيها رئيساً يتم تقبيل يده أو يقبل هو يد المرشد أمام عدسات العالم الحر، عندها قل على مصر السلام.
#على_السهلى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى إخوانى المسلمين وأشقائى السلفيين
المزيد.....
-
وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي
...
-
-ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
-
قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح
...
-
الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عا
...
-
إيهود باراك: خطة ترامب بشأن غزة -خيال-
-
كلمة الرئيس الايراني بزشكيان امام سفراء الدول الاسلامية في ط
...
-
الاحتلال يحتجز مركبة ويستولي على كاميرات مراقبة في جنين وسلف
...
-
اللواء سلامي يشدد على قوة إيران الإسلامية في مواجهة الضغوط
-
اللواء سلامي: هذه الانجازات هي للرد على اي تهديد ضد ايران وا
...
-
بالودان يواصل استفزاز المسلمين ويحرق نسخة أخرى من المصحف أما
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|