أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية














المزيد.....


الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية


حسين الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 13:58
المحور: المجتمع المدني
    


كان لجان جاك روسو نظرة مجتمعية مفادها ان الانسان بفطرته لو نشأ بعيدا عن المجتمع منعزلا سيؤدي به الى كائن رقيق وهادئ وما ان يختلط بالافراد يتحول الى العنف والشدة .. بالتاكيد هي ليست دعوة للعزلة وانما لانشاء مجتمع بسيط كل فرد يفهم واجباته ويمارس حياته بطريقة ((منسقة )) دون فوضوية المجتمع وتداخل العلاقات.. وفي نهاية يومه يخلد هذا الانسان الى نوع من الهدوء النفسي ..
فلو ذهبنا للمجتمعات الشرق اوسطية سنرى ان العلاقات الاجتماعية ومايسمى بالعاطفة تلعب دورا كبيرا في حياة الفرد فالانسان لايستطيع الانسلاخ عن المجتمع منذ ساعات الفجر الاولى الى ان يخلد الى النوم بالتالي فهو في حالتي تاثير وتاثر مستمرتين .. والتشاحن في قمته .. فعليه نحن ابناء المجتمع ولسنا ملك انفسنا , كل مايبدر منا انعكاس للمجتمع ..
وهنا ياتي دور الموروث والعادات والتقاليد .. ولنقولها صراحة اننا شعوب جامدة تهدم كل شيء ولاتهدم العادات والتقاليد .. فحتى الفكرة المغايرة نبنيها باطار يخاطب العادات والتقاليد وبالتالي تخرج الافكار مسخه لاتحمل بذور التغيير بقدر احتوائها لجذور الترسيخ ..
مفهوم ( الشرف ) الذي ربطناه بالعري وعلاقة المراة بالرجل .. نجد انه تشعب ليصل الى ابعد مما نتصوره فالمراة يبخس حقها في الكثير من الامور للحفاظ على شرفها , وفصلنا الجنسين فصلا (فكريا) للدفاع عن الشرف .. وزوجناهن صغارا حفاظا على الشرف .. منعناهن عن التعليم واختيار نوع التعليم حفاظا على الشرف .. قتلنا مشاعرهن وعواطفهن حفاظا على الشرف .. في حقيقة الامر نحن نقوم بهذا كله لدرء السن المجتمع الذي هو كما وضحنا اعلاه اللاعب الاكبر في صقل الشخصية .. بالتالي نحن مواطنون لانملك حرية الفكر حتى وان اعتقدنا اننا نمتلكه قانونيا لاننا كلنا ندور في فلك المجتمع وماذا سيقول عنا وكيف سنصوغ افكارنا بعيدا عن نقده اللاذع ولانسول لعقولنا حتى مجرد التشكيك به !!!!!!!!!

الواقع ان االشرف لايمت بصلة للمراة .. فالشرف هو القيم الاخلاقية من صدق و وفاء وعدم المواراة والتزييف وعدم نقض العهود والابتعاد عن النميمة .. الخ , لكننا وبكل سذاجة استنسخنا مفهوم الشرف الجاهلي الصحراوي الذي يزخر به الشعر العربي على مجتمعاتنا المتعاقبة
الشرف هنا واحد من تلك التقاليد المريضة فهنالك العرف العشائري .. ومن اين اصلك ؟؟ والثار .. والفصل والدية ....الخ
اضافة للقبلية التي اصبحت الصفة الوراثية السائدة في المجتمع , فنحن نتعامل مع الدين والمذهب على انه قبيلتنا الام ومن ثم القومية والحزب وحتى مجال الاختصاص وحتى نظرتنا للطفل ونوع الطعام ووقت الفراغ كله نتعامل معه بقبلية والقبيلة تجبر اتباعها بمناصرة احدهم الاخر حتى في الباطل والاستماتة في الدفاع عن الفكرة والموروث خير من العيش في ذلة , ولكم ان تتصورا الباقي ...
بالتالي خرج المجتمع جامدا كالجسد الميت , تتغير فيه ادواة الحضارة لكن العقول لاتتغير .. وسنستمر باستيراد المصطلحات وقولبتها مع مجتمعنا بحجة المحافظة على التقاليد .. المجتمع الذي لايجرا على تغيير موروثه من الافضل به ان لايستورد الافكار ويشوهها .. على المجتمع ان ينهض من نفسه وينقد نفسه بنفسه قبل ان يرسخ لنظريات ومصطلحات انسانية حديثة ..
عندما نتجرء على تغيير الموروث المجتمعي المخجل والديني المحرف عندها نبدأ بالتعاطي مع مصطلحات مترفة مثل المدنية والديمقراطية والحرية الشخصية .... واخيرا اقول انني اخطئت كثيرا فنحن اصلا لانرقى لصفة مجتمع ولكننا كنا وسنظل تجمعات بشرية لا اكثر ...



#حسين_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم المظاهرات المدنية بين النظرية والممارسة .. قراءة للواق ...
- العراق.. بين البداوة والمدنية
- الامة العراقية بين صراع الاباء والابناء
- الانسان العراقي بين مفهوم الامة والايدلوجية ....
- بيان صادر عن شباب الأمة العراقية حول حملة (الأمة العراقية .. ...
- هل ستحرر ساحة التحرير الشعب ؟؟ ام ان الشعب من سيستعبدها .. ؟ ...


المزيد.....




- مندوب أوكرانيا بالأمم المتحدة لا يستبعد انتهاء الصراع بضمانا ...
- حسام أبو صفية.. طبيب غزي واصل رسالته رغم الاعتقالات ومحاولة ...
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يناشد الدول العربية إنقاذ واق ...
- كاميرا العالم ترصد معاناة النازحين بغزة في ظل الشتاء والحصار ...
- عائلات الأسرى بغزة لترامب: نتنياهو يحاول خداعك
- الأونروا: أوضاع النازحين في غزة تتفاقم وتزداد سوءا مع دخول ف ...
- المرصد السوري لحقوق الانسان يحذر من كارثة حقيقية
- زعيم سياسي ألماني يهدد فئة من اللاجئين بالطرد
- الأغذية العالمي: نقص الغذاء والمأوى يوقف حياة أكثر من مليوني ...
- المجاعة تلتهم أجساد الغزيين


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية