أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - ثقافة المواطنة














المزيد.....

ثقافة المواطنة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 03:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين تعجز الثقافة أن تكون حاضنة للتنوع، فستكون أقرب لان تكون سببا لاستنبات بذور العنف والتطرف والشقاق. وهذا قد يكون تعبيرا ملائما لإشكالية التثقيف القومي المتقادم الذي ساد الحياة العربية كتعبير عن الدولة كفكرة وشعار للتفوق العرقي وكآلية للسلطة والسيطرة، وهي الثقافة التي أخفقت في التعبير عن الأمة كتنوع وإجماع سياسي.
من الواضح ان صراع الهويات الثقافي في الواقع العربي المعاش مليء بالتحديات الخطيرة,التي تصل الى تهديد الاستقرار والسلم الاهلي لكثير من دوله ومجتمعاته..ومرشحة لتطورات قد تطول الجميع وتدخل المنطقة في اتون نزاعات لا يمكن وصفها الا بالعبثية..تستنزف قوى المجتمع وتضعفه.. وتعمّق الهوة وتنأى بالمسافات ما بين جميع الأطراف والمكونات الاصيلة التي تشكل الفسيفساء الوطني ..ولن نكون مجانبين كثيرا للصواب لو احلنا جميع هذه المشاكل الى عامل غياب التثقيف الذي ينمى من علاقات المواطنة بين مكونات وفعاليات المجتمع الواحد واعلاء الهوية الوطنية الجامعة مقابل الهويات الفرعية المتبناة من قبل النظام ومحاولة اعمامها على المجتمع..
فحينما تتراجع قيم المواطنة في العلاقات بين مكونات المجتمع، تزداد فرص التوترات الداخلية..والى هذا يمكننا ان نعزو جل المآزق البنيوية الخطيرة المترتبة على فرض احادي فوقي قاهر للخيارات السياسية والثقافية للمجموع,وتجاهل اليات المشروع الوطني والذي يستهدف استيعاب أطياف المجتمع,مما يحتم ادخال البلد في تناقضات واسئلة تتعلق بالهوية والانتماء قد تهدد استقراره السياسي والامني..
كما إن نزعات الاقصاء والاستئصال والتهميش وفرض اعمام قسري لمتبنيات النظام السياسية والايديولوجية,لا تقدم اي حلول قد تفضي إلى معالجة التقاطعات والاختناقات المجتمعية, بل قد توفر لها المزيد من المبررات والمسوغات..
والعراق كبلد مكون من باقة من الاطياف والانتماءات الكريمة الضاربة في عمق التاريخ بحاجة الى جهد ثقافي خلاق ودؤوب لتثبيت المشتركات الكثيرة والمتناثرة على طول القرون التي تشكل عمر التعايش بين مكوناته ضمن ثقافة وطنية جامعة مهيمنة معلية للهوية العراقية اللامة والضامة والشاملة..
يمكننا ايضا ان نقول ان الانتفاضات الشعبية الاخيرة في المنطقة والحراك السياسي المصاحب لها قد وضع جميع دول المنطقة امام خيارات محددة بقسوة,وهي اما الدفع المعاند المكابر باتجاه المزيد من التداعي والتآكل من خلال تبني سياسات الامر الواقع المسند بتوجهات النظام ورؤاه,او اتباع اسلوب الاصلاح والتنمية عن طريق الحوار الوطني الجامع الشامل لجميع أطياف المجتمع ومكوناته والهادف الى دمجها في الحياة السياسية العامة, وانشاء الدولة الوطنية المنفتحة المتفاعلة المستوعبة للجميع،بحيث لا يشعر أحد بالاقصاء اوالاستبعاد,دولة العدل والمساواة لجميع المواطنين بصرف النظر عن الدين أو المذهب أو القومية ..الدولة التي تعلي من قيم المواطنة باعتبارها العقد الاجتماعي الذي ينظم العلاقة بين جميع الأطراف..
فالمواطنة هي الهوية الجامعة,وهي الركن الذي يحتمي به الجميع,وهي التي تمنع ان تتغول فئة او طيف من المجتمع على الآخر,وهي التي تساوي الجميع من حيث الحقوق والواجبات,وهي الحل للكثير من التناقضات المجتمعية التي من الممكن ان تطرأ على العلاقة بين مكونات البلد الواحد..واخيرا. فدولة المواطنة هي بالتأكيد المنظومة الذي قد لا يرغب ابناؤها في الانفصال عنها..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار
- صناعة الاصنام
- ليس هذا من الديمقراطية في شئ..
- البحرين..العزف النشاز على هدير المحركات
- لا بديل عن التعايش.. لا بديل عن الحوار
- الجهاد ضد كوفي عنان
- عصر الحرية المفتوح
- وثيقة ابو سفيان
- تساؤلات على هامش القمة
- هدم الكنائس..وما الجديد؟؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - ثقافة المواطنة