رشيد الزريولي
الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 13:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم تكن الثورة الفرنسية مجرد حادث ظرفي زمني اقتصر على نزع والغاء الاقطاعية المطلقة واحلال النظام الاقتصادي السياسي لصالح الطبقة الوسطى كبديل، فالثورة الفرنسية كما رآها المثاليون الالمان هي أيضا تكملة لما بدأته حركة الاصلاح الديني في ألمانيا، فحررت الانسان و جعلته سيد حياته و هكذا لم يعد الانسان لسلطة خارجية تقيد نشاطه العقلي الحر، ليخرج بعد دلك العديد من الفلاسفة وفي مقدمتهم "فريدرك نيتشه" ليعلنوا موت الاله ونهاية حقبة من التاريخ كان الانسان فيها مجرد عبد وضحية لقوى اجتماعية طاغية، ليصبح الصراع بين الانسان و الطبيعة بعدما كان بين الانسان والقوى الغيبية.
ومنذ دلك الحين أصبح تقدم الانسان في المعرفة هو الذي يحدد مصيره، ومع تقدم العلوم الحقة خصوصا مع فيزيائي الكوانتيم la physique quantique والتطور الهائل الذي عرفته العلوم الانسانية خصوصا في الانتروبولوجيا، وظهور البنيوية،
سيفقد الانسان مفهوم الحقيقة المطلقة ليعلن بعد دلك ميتشل فوكو نهاية الانسان في كتابه الكلمات و الاشياء les mots et les choses .
ثم ليطل علينا فوكوياما بكتابه نهاية التاريخ والإنسان الأخير، لينظر بأن النظام الرأسمالي هي أقصى ما يمكن للإنسان أن يصل إليه وأن البديل غير موجود.
نحن لا يهمنا إن كان فوكو ياما يخدم جهة ما و أن تنظيراته صحيحة أو خاطئة و ان الحضارة الغربية نهاية تاريخها هو الفكر الرأسمالي، فالقول بنهاية الانسان الغربي قابل للتشكيك والنقد.
أما في المقابل فيمكن ان نعلن وبكل أسف نهاية الانسان المسلم وموته قد حدث بالفعل أين و متى ولماذا؟ هذا ما سنحاول توضحه
في الجزء الثاني
#رشيد_الزريولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟