أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا مظلوم - (نيرون).. ما زال باقيا بيننا














المزيد.....

(نيرون).. ما زال باقيا بيننا


لينا مظلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قاعدة طاغيةروما (نيرون) لم تتغير..منذ ان جلس يعزف نغماته القبيحة على اطلال بلاده التي احرقها.. يظل الدكتاتور في حالة تغييب عن الواقع ,رافضا كل دعاوى المنطق السياسي حتى يُرغم على الإختفاء من المسرح السياسي ,لكن دائما بعد إشعال حرائق تأتي على الأخضر و اليابس في بلاده و شعبه.
الأحداث الصادمة التي مرّت على المنطقة العربية إستحضرت صورة (نيرون) بكل ملامحها الاساسية- رغم الإختلاف في التفاصيل- من (فرار) زين العابدين بن علي.. ,و(غيبوبة)حسني مبارك.. و (مراوغة) علي عبد الله الصالح.. و(جنون عظمة) القذافي.. و(دموية) الأسد ..الى (تغني) المالكي "بديمقراطيته"!! التي يرفضها الشارع العراقي بعد ان اثبتت القواعد التي أرسى عليها حكمه فشلها على معالجة كل الملفات التي تنهش جسد العراق. خلال عامين.. لفظت أغلب الشعوب الدكتاتور –و بعدهم مازال في شرف المحاولة- بعد عملية أشبه ما تكون بفتح بطن ,لتظهر أحشاء كل بلد بما تحتويه من آفات و كوارث تراكمت نتيجة حجب المعرفة و تغييب المواطن عن حقيقة ما يدور داخل أحشاء بلاده.. هذا التخبط المُصاحب لإنفجار الأزمات و التراكمات لم يغب طبعا عن تربص التيارات الدينية التي إلتقطت خيوط الأحداث لتستحوذ على أكبر قدر من مطامع الهيمنة والإنفراد بالسلطة .
العراق بكل ما يشهده من حراك سياسي ,لا يبدو منفصلا عن أحداث محيطه العربي .. و ان كانت التفاصيل الأكثر تعقيدا خلقتها مصالح قوة عالمية لم تتوانى عن التحالف مع ألدّ اعدائها ظاهريا- ايران- لتُفجّر المخلفات الدموية و الكوارث المتراكمة نتيجة حوالي 40 عام من الدكتاتورية ..و بدلا من ان تقودنا مرحلة المعرفة الحقيقية للواقع الأليم الى مرحلة انتقالية كبداية لبناء عملية سياسية وليدة..تُعيد للعراق بعض من عافيته .. جثمت على انفاسه قوى ثيوقراطية مشبّعة بكل أحقاد و مطامع بعض دول الجوار .. و استحوذت عن طريق المراوغات السياسية على مواطن صُنع القرار العراقي.
المنطق السياسي الذي فرض فشل الدكتاتورية في حُكم العراق بكل أطياف (الموزاييك) المكوّنة له.. يستبعد نجاح المنهج الثيوقراطي- ايأ كان توجهه- في القيام بهذا الدور.. فالأحزاب و التيارات الدينية دأبت على تقديم نفسها كداعية للديمقراطية و معارضة للحكم الدكتاتوري.. هي في الحقيقة صورة منه و إمتداد له .. كلاهما يعتنق مذهب الولاء الأعمى سواء للدكتاتور الفرد او الجماعة , بدلا من مبدأ المواطنة و الإنتماء للوطن.
من هنا يبدو فشل رئيس الوزراء المالكي حتميا و منطقيا وفقا لكل المعايير السياسية.. المالكي يُدير ظهره لصرخات ندم الشارع العراقي الذي إنتخبه.. ليعيش في وهم انه(رجل الأزمات) .. و كما اعتمد على مراوغاته السياسية في الخروج من الأزمات السابقة .. سيمضي في منهج التسلط و دكتاتورية إتخاذ القرار.. إفتراض خروج المالكي من هذه الأزمة و بقائه متمسكا بكل مقاليد السلطة في العراق.. لا يلغي حالة الإنفصال عن الواقع التي يعيشها أي دكتاتور.. الشارع العراقي يعي تماما ان المالكي فشل في إدارة كل الملفات الحيوية بداية من الملف الأمني الى أدنى المتطلبات الحياتية للفرد.. لكن الإنسحاب من المسرح السياسي نتيجة الفشل لم يكن يوما من مفردات القاموس الشمولي و الثيوقراطي.
وسط حالةالحراك السياسي .. تبدو بارقة الأمل الوحيدة لتأسيس دولة مواطنة حقيقية في الأحزاب و القوى العلمانية.. رغم إلغاء دور هذه القوى عبر الحقبة الدكتاتورية –بل هي تتعرض للتنكيل حتى اليوم- و حتى حين حاولت هذه الأحزاب النهوض لإستعادة قوتها التي كانت عليها قبل 60 عام مقارنة بالأحزاب العلمانية العربية.. إصطدمت بقوانين و أنظمة اعاقت ممارستها الإنتخابية خصوصا و هي تفتقد وسائل الدعم المادي و الإعلامي بينما تتعرض الى أشرس هجوم من التيار الديني الأيراني المُسيطر على اغلب مقاليد القرار العراقي.
جسد العراق الذي أنهكته الصدمات و المغامرات العسكرية و السياسية على مدى عشرات السنين.. لا يحتمل تعاقُب اكثر من (نيرون) عليه.. لا يحتمل المزيد من التغييرات الدموية كالنموذج الليبي أو السوري أو اليمني.. هذا هو الخطر اللذي يدعو الى التمسك بتفعيل دور القوى العلمانية.



#لينا_مظلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاجأت صُنع الرئيس
- على من نطلق رصاص الحملة؟؟
- حقائق و اعترافات حول( اغتيال البراءة)...
- الاخوان في مصر..من تصريحاتهم سلط عليهم..
- العشوائيات... بؤر للعنف ضد المرأة
- من يفك أسر -الجماعة- ؟؟؟
- الفيلم السياسي .. بين الاتهام و اليراءة
- الخمار .. وفن مغازلة اليمين الاوروبي
- الحجاب بين اشكالية المظهر و الجوهر
- ميدان التحرير..-التطهر الجماعي-.. بين الزيف و نبل الواقع


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا مظلوم - (نيرون).. ما زال باقيا بيننا