أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لارا سرحان - الدين و التدين














المزيد.....

الدين و التدين


لارا سرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 21:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مال النهضويون في أوروبا إلى تغليب المستقبل على الماضي، بينما مال الإصلاحيون العرب إلى تغليب الماضي على الحاضر و المستقبل معا. كانت الغاية من التنوير تحرير الإنسان من أسطورة رجال الدين و تحرير العقل من كابوس اللاهوت و قيوده، و انطلاقا من روح التنوير صارت المعرفة تستند إلى العلم و إلى التجربة العلمية، و تحررت من الفقهاء و غيبياتهم و خرافاتهم. أما أنظمتنا التي تمارس التحديث من غير الحداثة، فهي اليوم على كثرة "مفكريها" و كتابها و منظريها و الضاربين بسيوفها، لا تمتلك ردا على الإسلاميين غير الدعوة إلى" إسلام معتدل" و تقذف بأشخاص "دعاة" ليتسلموا دفة المواعظ الدينية و حث الناس بالرجوع إلى الله و رفع شعار " الإسلام هو الحل".
لقد ارتبط المفهوم الإسلامي للعدالة الاجتماعية عندنا بالعمل ألإحساني و ليس السياسي، إذ يقول بالتخفيف عن كاهل الفقراء عن طريق الإحسان، بدل تقليص الفقر عبر فرض تغييرات بنيوية، حيث نجد الحركات الإسلامية هي بالأصل قضية إحسانية بالنسبة للأثرياء المحافظين الذين يفضلون إدانة العلمانيين بالكفر بدلا من مواجهة تحدي انعدام المساواة المرتبط بتركيبة الملكية الخاصة بذاتها، و يميلون إلى اعتبار المواجهات الاجتماعية بمثابة فتنة تسبب الفوضى و الانقسام بين المسلمين.
هنا لدينا حزب إسلامي و جماعات إسلامية يحرضون جميعهم على تطبيق مبادئ الإسلام و الشريعة و ما جاء في القرآن ، و كذا لدينا وزارة مهتمة أو مكلفة بشؤون الإسلام لكن هل يمكن أن يضبط الشأن الديني بشكل دقيق في أي بلد كان؟ مهما حاولوا لأنه و ببساطة من المستحيل ضبط الناس في بلد بحجم المغرب و تحديد مدى التزامهم أو لا بشعائر دينهم، لكنهم استطاعوا أن يجعلوا عدد غير قليل من الناس يمارسون هذه الشعائر، دون الشعور بأي حرج أو مسؤولية لترك الشعائر الدنيوية، هنا أتساءل على سبيل المثال لا الحصر، ما موقف هذا الشعب الملتزم بدينه من ظاهرة مغادرة الأطباء و الممرضين للمستشفيات وقت صلاة الجمعة، و ترك المرضى لقدرهم؟ لأن صلاة الجمعة أهم بكثير من رعاية المرضى حتى و لو كانت حياتهم في خطر، أتساءل في نفس السياق ما هي حالة المستشفيات وقت الإفطار في رمضان؟ سيارات الإسعاف ما حالها وقت صلاة التراويح...؟
الجميع أصبح متدينا و ملتزم دينيا يصلي و يصوم و يحج و من يساعده جيبه يعتمر مرة في السنة، و أنا أتساءل ما حال الزكاة هذه ليس عليها رقيب... و هذا الجميع المتدين الذي نراه كل يوم لا تمنعه صلاته و صيامه و حجه واعتماره من ممارسة جميع أشكال الغش و المحسوبية و الزبونية و الرشوة و التزوير و..و..و.
الجميع أصبح يؤدي فرائض الدين بإخلاص لكن في حياته اليومية يتصرف أبعد ما يكون عن الدين للأسف هؤلاء المتدينون الجدد إذا صح التعبير، الذين يقومون بممارسات يندى لها الجبين ليسوا جهلاء بل متعلمون يعتبرون أن إظهار تدينهم هو ما سيعطيهم فرصة أكبر للوصول و ممارسة ما يصبون إليه. المسألة ليست مجرد نفاق أو جهل و إنما هي وعي فاسد بالدين يؤدي إلى التدين الظاهري الذي يشكل بديلا عن الدين الحقيقي الذي يعتبر مسألة جد شخصية بين الخالق و المخلوق... لأن هذا النوع من التدين الظاهري تدين مريح لا يكلف جهدا و لا مالا. خاصة بالنسبة لفئة السيدات إن وضع قطعة من قماش على الرأس يعتبر قمة التدين. فيبقى الدين محصورا في الشعائر و المظهر الخارجي لآن الدفاع عن مبادئ الإسلام الحقيقية و التي هي: العدل و الحرية و المساواة،و الإخلاص في العمل النزاهة و الرضا ,و...و...مسائل ليس من السهل التفكير فيها فبالأحرى الخوض في تحليلها و إعادة ترتيبها، هذه أمور جد صعبة و ستفتح أبواب جهنم أمام من سيتجرأ على التطرق إليها لأن التفكير يشكل خطر.... أن يتبنى الإنسان التدين البديل فيصلي و يصوم و يحيي الناس بتحية الإسلام و يفرض على نساء أهل بيته لباس معين و يبعث برسائل إلكترونية تستحلف الناس بالله على نشرها ليعم الخير على الجميع، بهذه الطريقة يضمنون دخول الجنة، بهذه الطريقة الناس مرتاحون لأنهم يؤدون واجباتهم الدينية و يتطلعون فقط إلى الجنة لأن آخرها الموت. أما الشأن الدنيوي و الشأن السياسي فيترك لأصحاب الاختصاصات لمن يتناسل من عائلات لها أسماء لامعة تعودت منذ القدم على هذا الشأن أو لمن لديه عراب أو عرابة يقحمه في الميدان دون عناء. هذا النمط من المتدينين لا يعتقد أساسا أن له حقوقا سياسية كمواطن، الديمقراطية لا تشغله، حقوق الإنسان لا تهمه، فهو من الناحية السياسية يتحدث إليك بحرقة عن عهد عمر بن الخطاب و عمر بن عبد العزيز.
من المحزن أن نرى شعبا بل شعوبا بهذه السلبية و الغفلة قابل للاستبداد و القمع من طرف فئة أو فئات ممن يستغلون الدين أو بالأحرى مظاهر الدين ليتركوا الناس يعمهون في التخلف بكل أصنافه



#لارا_سرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب مرة أخرى


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لارا سرحان - الدين و التدين