سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 11:52
المحور:
سيرة ذاتية
تميزت السفرة الثالثة الى لندن بالطابع العائلي الصرف. فقد تمتعت شهرا كاملا بدور الجدة, لحفيدي زكي خيري الصغير. فمن اصعب المهام على الوالدين الشابين ايجاد مربية جيدة لطفلهما ولاسيما الاول , فضلا عن تكاليف ذلك الباهضة , دع عنك ايجادها. فطلبوا مني مساعدتهم في رعاية زكي حتى تحضر المربية الموعودة. فكانت تلك الفترة من اسعد ايام حياتي. فقد استعدت حياتي في فترة تربية يحيى, وبذلت جهدي على تعليمه لفض الاحرف العربية من خلال اغاني الاطفال مثل * يابط يابط* . ولكنه عندما يجد صعوبة في لفظ بعض الكلمات يدندن. , وعند حضور والدته لا يريد حتى ان يراني , ولا ان اقبله ولكنه عندما يلاحظ تأثري يعود ويعطيني خده لاقبله. انه طفل حساس جدا وذكي . فقد تعلم مع اول صعوده للدرج ان يعد الدرجات بالانكليزية حتى العشرة وبانتظام وحتى قبل ان يكمل السنة الاولى من عمره. وبعد حضور المربية وكانت سلوفاكية وتجيد اللغة الروسية , تمتعت برفقتها اثناء غياب يحيى وزوجته . واخذت حريتي . فتمتعت بلقاء اخواتي كلير وحبيبة وخالتي دوريس وامضينا اوقاتا لطيفة في تذكر فردوسنا المفقود ,العراق, بدءا من طفولتنا في مدينة العمارة , مرورا بسنين السجن ومن ثم معاناة كل منا بعد الفراق . ونستعيد اغاني واناشيد السجن واغاني محمد عبد الوهاب وام كلثوم, ونحلم بمستقبل يحرر البشرية من الراسمال العالمي والصهيونية , ليتحرر كل فرد في العالم من مختلف اشكال المعاناة ولاسيما فراق الوطن والاحبة .
وفي احد الايام وبدون سابق انذار فقدت الوعي وانا اعبر الشارع في لندن. وعندما افقت وجدت راسي بين عجلتي سيارة, والعشرات من الناس حولي يرعوني ويمنعوني من التحرك حتى حضور الاسعاف.
وحضرت الشرطة لادانة سائق السيارة . لكنني رفضت, وبرأته بحجة انني اجنبية ولا اجيد عبور الشارع في لندن التي تختلف عن سائر البلدان في قواعد المرور . نقلت الى المستشفى وبعد فحوصات جمة اطلق سراحي . فاسرعت الى البيت لاطمئن يحيى وزوجته فقد كانا في اشد حالات القلق .
وفي دار النشر العائدة لاختي كلير التقيت بالعديد من الصحفيين العراقيين ومنهم فائق بطي والمبدعة سعاد الجزائري التي اكن لها كل الحب والتقدير لما تقدمه في صفحة الاطفال في *رسالة العراق * من خدمة وطنية في تعريف الطفولة في الغربة بمفاتن الوطن وامجاده, وغرس حب الوطن والانسانية في نفوسهم ومساعدة الوالدين على القيام بذلك , حتى قبل ان يتمكن الطفل من القراءة . وعلى مائدة العشاء حدثتها عن دور امها الرائع في هروبي مع اطفالي من الدكتاتورية . وثمنت شجاعتها وتحديها للمخاطر الجسيمة التي كانت تهددها.
وفي دعوة للرفيقة سعدية التقيت بانعام العبايجي وتذكرنا اقامتي عندهم بعد ثورة 14/تموز .كما التقيت بام حسان ولجوء يحيى ووداد اليهم بعد القاء القبض علي وكانت لقاءات حارة وامسية لا تنسى
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟