أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الله خليل - التعصب الديني في البلدان العربية














المزيد.....

التعصب الديني في البلدان العربية


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 10:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتربع الدين في البلاد العربية على عرش العلاقات البشرية، والمنظومة الثقافية، والقضايا الفكرية. فمنه تُصاغ المناهج التربوية، والقوانين الاجتماعية والسياسية والجزائية، وحتى الاقتصادية، وهو الموجه الأول لعقول العامة، والأكثرية الساحقة من متعلمي البلاد، وهو المحرك والقائد الرئيسي لهذه المجتمعات، التي يسودها ويفتك بها الجهل والفقر والتخلف والخرافات. كما أن التعصب الديني من أكبر المساهمين في زرع الأحقاد، وتأجيج نار البغضاء، ونشوء المنازعات والمطاحنات.
ومنذ أول دولة أموية، حتى يومنا هذا- وباسم الدين، وبدعوى التقرب إلى الله، وتنفيذ أوامره، وحماية تعاليمه- تحكمت بكل بلد من البلدان الناطقة بالعربية، جماعة دينية مذهبية معينة، استأثرت بالثروة والسلطة، والمناصب العليا، والوظائف العامة، وحرمت الآخرين المختلفين عنها دينيا أو مذهبيا، العمل في قطاعات ووزارات معينة، ولم تترك لهم إلا ما فاض عنها من الوظائف العادية. كما شكلت جيشها الخاص لحماية مكاسبها، وفرض سيطرتها، وضمان استمرارها، وكفّرت أتباع الأديان والمذاهب الأخرى، لتبرر سلبهم وقمعهم وسيادتها عليهم، وحرمتهم من حقهم في الثروة والسلطة، وقيدت حريتهم في التعامل مع تراثهم الثقافي، وفي حالات أخرى قضت على تراثهم ذاك.
وحتى يستتب الأمر لهذه الجماعة الحاكمة، ولأبنائها من بعدها، وتحافظ على سيطرتها ومكاسبها، أطلقت، بحجة الوحدة الوطنية، شعار (مناهضة التمييز الديني والمذهبي)، وهو شعار حق يستحق كل التقدير والتأييد، لولا أنهم أرادوا به باطلا، وسخروه لصالحهم، واستخدموه سلاحا لقمع كل احتجاج على تسلطهم، أو معارضة لحكمهم القائم على التعصب والتمييز بين الناس، أو مطالبة بالحقوق والمساواة بين الفئة الحاكمة، وبين غيرهم من أبناء المذاهب الأخرى من مواطني البلاد، الذين سيتهمون في حال الاعتراض والمطالبة، بتقويض الوحدة الوطنية.
وفي مجال ممارسة الشعائر الدينية، أطلق الحكام حرية أتباع مذهبهم في التأليف والنشر والتدريس والدعوة والعبادات والممارسات الدينية، ومنعوا الآخرين، أو ضيقوا الخناق عليهم في ممارسة هذا الحق، وحتى في حق الرد والدفاع عن النفس، وفي حالات كثيرة أطلقوا عليهم أوصافا وتسميات غير لائقة، واتهموهم، وسخروا منهم، ومن تعاليمهم وقناعاتهم وممارساتهم، كما حدث قبل حين في السعودية، حين وجهت بعض الصحف نقدا لاذعا ساخرا من زواج المتعة لدى الشيعة. وفي حين أن جميع أبناء الوطن بمختلف أديانهم ومذاهبهم شركاء في الثروة (من الناحية النظرية)، ويدفعون الضرائب، فإن المساعدات والهبات والمخصصات بمئات الملايين تذهب إلى بناء وتحديث وتجهيز المراكز ودور العبادة والمدارس الدينية التابعة لمذهب الفئة الحاكمة، بينما يحرم أبناء الأديان والمذاهب الأخرى من أي فلس في هذا الاتجاه، وفي بعض البلدان يحرمون من بناء دور للعبادة من مالهم الخاص، بحجة عدم خدش أو المساس بمشاعر الآخرين، كما يحدث في مصر على سبيل المثال بالنسبة للأقباط. وفي بلدان أخرى لا يجرؤ الكثيرون على المجاهرة بدينهم أو مذهبهم، خوفا من تداعيات ذلك عليهم.
وما كان يحدث في العراق من مظالم، قبل سقوط صدام لا يجهله أحد، فقد عاش بعضهم لعشرات السنين مضطهدا محروما، وعاش الآخر منعما مكرما معززا، مما يعني أن ما يدور هناك الآن، من قتل وذبح وتفجير، ليس سوى حرب من أجل الثروة والسلطة، ضمن إطار أي مذهب سيحكم العراق، أكثر بكثير مما هو نضال ضد الإمبريالية والكفر والاستعمار، الذين سبق لحكام العراق وأفغانستان السابقين أن تحالفوا وتعاونوا معهم.
أخيرا لا بد من التنويه أن الجهل والأمية، وما ينتج عنهما من تخلف ثقافي فكري، هما أخطر وأشد الأمراض فتكا بالمجتمعات الإنسانية، فعلى سبيل المثال، بعض القبائل في الكونغو الأفريقية تعتبر نفسها أفضل وأنقى الأجناس البشرية، لسبب بسيط، وهو أنهم، أي أبناء تلك القبائل، يأكلون لحوم أعدائهم البيض، بينما لا يمتلك أعدائهم القدرة على أكل لحومهم.



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعات حقوق الإنسان
- حقوق الإنسان...جعلوها مركوبا – نماذج
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 2
- أبو زيد الهلالي بين التزويق والتلفيق والتجهيل
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 1
- مسيحيو العراق بين القتل والتهجير
- استثمروا في صناعة الإرهاب
- استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة
- النقاب والحجاب والعورة والإرهاب
- من ينقذ الإسلام والمسلمين؟
- فجّر واقتل واذبح... يكافئك الشيطان
- يخافون على الله من أعدائه
- نعم للأسرى، لا للفساد
- أيضا وأيضا مناهج التعليم
- هل المسيحية ديانة غربية؟ من صادرها؟ ومن اضطهدها ونفاها؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الله خليل - التعصب الديني في البلدان العربية