جماعة الاخوان السلقلقية وزواج المتعة مع ايران

حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

القراءة الدقيقة للواقع والاحداث الجارية تقول اننا امام تحالف غريب شكلا ومضمونا ... اذ ان تشكيلاته غير متكافئة وبينها تناقضات عقائدية وشكلية ...ثلاثة دول وثلاثة تنظيمات على اقل تقدير ... من ذلك النوع من التحالفات التى يطلق عليها ( عصابة ) ... فتجد دولة شيعية ( ايران ) ودولة علوية ( سوريا ) ودولة سنية ( قطر ) الى جانب تنظيم شيعى ( حزب الله ) واثنين من السنة ( الاخوان وحماس ) ... الغريب فى الامر ان الدول الثلاث تستخدم التنظيمات الثلاثة فى تحقيق اهدافها النوعية بالوكالة !!!! ... لكن الملاحظة الاكثر خطورة هى ان كل تنظيم من تلك التنظيمات الثلاث لدية الرغبة والطموح فى ان يكون دولة .. او ان يصل الى الحكم فى الدولة !!! كما وصل تنظيم الاخوان فى مصر !!.. هذه التنظيمات ( حزب الله وحماس والاخوان ) تردد نفس اللغة السياسية بنفس التفاصيل والمصطلحات والمنهج .... الجدير بالذكر ان جماعة الاخوان تركز فى تحالفها على المحور الايرانى والقطرى اكثر من المحور السورى الذى يتعثر الآن بسبب الثورة ضده والضغوط الدولية عليه !!!... سبب هذا التركيز الاخوانى على المحور الايرانى القطرى لان ايران هى قائدة التحالف والباقية فيه !!!.. الى جانب ان ايران بعد حرب غزة اتجهت سياسيا الى اعلان ما يمكن وصفه بأنه كيان جامع للتنظيمات المتأسلمة التابعة لها على مستوى الاقليم ...وتستهدف ايران من هذا الى اعطاء غطاء سنى لحزب الله يخرجة من عزلته المذهبية على المستوى الاقليمى , ويمنحه فرصة اكبر للمساندة اذا ما اقدم على تحرك من اى نوع فى المستقبل !!!..


الجانب الايرانى الشيعى طور علاقاته مع جماعة الاخوان السنية لتدعيم قوى الممانعة السنية فى المنطقة وفى اطار الحملة الايرانية لتقويض الدورالاقليمى لمصر لكى تحل ايران محله !!! ايران تعلم جيدا ان التيار الشيعى يلقى قبولا من التيار السنى المصرى على عكس كثير من الدول العربية مع الوضع فى الحسبان ان هناك ان هناك جماعات واطياف كثيرة فى المجتمع المصرى تتحاشى الجانب الايرانى الشيعى !!! لكن ليس كل ما يتمناه الجانب الايرانى يدركه اذ اعلن يوسف القرضاوى مفتى التنظيم الاخوانى واحد قيادات التنظيم والذى يقيم فى قطر ويرفل فى نعيمها موقفا افسد الترتيبات او اربكها فأدلى بتصريحات ضد الشيعة فى عام 2008...ولعل هذا يفسر الحملة العنيفة التى واجهها على نطاق واسع من شيعة ايران وشيعة العرب ومن قيادات الاخوان وعناصر التنظير الاخوانى المتأسلم !!! القرضاوى لم يذهب الى حد تكفير الشيعة ولكنه اعتبرهم اهل بدعة !!!... وقال انه يخالفهم فى اصل مذهبهم (خصوصا الشيعة الاثنى عشرية ) الذين يقولون بأن النبى (ص) قد اوصى لعلى رضى الله عنه بالخلافة من بعده !!! كما انتقد بدعة تجديد مأساة الحسين ( التطبير ) كل عام بلطم الخدود وضرب الصدور !!! وقيام الشيعة بسلوك قال عنه القرضاوى انه من الشركيات عند المزارات والمقابر التى دفن فيها آل البيت !!... هذا غيض من فيض مما قاله القرضاوى ضد المذهب الشيعى لدرجة انه قال فى كل مؤتمرات التقريب بين المذاهب : أنه على الشيعة ألا يقتربوا من الخطوط الحمراء ومنها سب الصحابة ... وانه متحفظ على محاولة ايران اختراق المجتمعات السنية بالتشيع وانه رغم ذلك يساند ايران فى موقفها ضد الولايات المتحدة !!!!... القرضاوى لقى انتقادات واسعة من المرشد السابق مهدى عاكف حيث انتقده فى تصريحات اسعدت ايران كثيرا حيث قال عاكف : ان ما قاله القرضاوى (تخرصات ) ... الى جانب هجوم الاجنحة الاخوانية عليه مثل المستشار طارق البشرى وفهمى هويدى والمفكر القريب من فكر الاخوان احمد كمال ابوالمجد على طريقة اللجان الالكترونية الاخوانية مع خصوم الاخوان ... كل هجومهم كان يرتكز على نقطتين هما : ( ان الصف الاسلامى يحتاج الى الوحدة - وتوقيت اثارة الموضوع فى ظل وجود حملة شرسة على الاسلام ).....

المثير فى الامر انهم لم يختلفوا عن غيرهم ممن يتصدون لدرء اى نقاش مفتوح حول تصرفات الشيعة وتوجهات الفرس وعمق اختلافهم عقائديا مع السنة وطبيعة مخططاتهم القومية على المستوى الاقليمى ....... الى جانب من يقول بأن هذا يصب فى اطار الصراع الذى تواجهه ايران مع اسرائيل والعالم الغربى !!! ... وايضا الاشادة بموقف ايران المساند للمقاومة والتأكيد على ان هذا الخلاف يثير فتنة لا داع لها فيما بين المسلمين !!! عموما الجدل الدائر يلقى بظلاله حول امور متنوعة يتجاهلها كثير من الداعين الى وحدة الصف !!! والصامتين عن افعال ايران الشيعية ضد السنة فى مناطق مختلفة من ايران والعالم العربى !!... وهو صمت له نفس وقع الدعوة للتقريب وعدم الاختلاف وتبليع التلاقى بين السنة والشيعة .... فلماذا لايضربون على يد ايران وهى تستخدم موقف دائم وعنيف ضد سنة ايران وعرب الاهواز الى حد اغتيال وتصفية عدد من علماء السنة المعروفين بدون اى ادانة اخوانية ؟!!!... وما هو موقف الاخوان من رفض ايران اقامة المساجد السنية التى ترفض ايران بنائها بحجة ان الوقت غير مناسب كما قال آية الله تسخيرى !!!!...هذا الى جانب التواجد الايرانى المستمر والكثيف فى جنوب العراق مع ممارسة العنف ضد السنة فى العراق فى المناطق الشيعية فضلا على الدور الذى تقوم به ايران فى فرض الهيمنة على العراق بدءا من تقديم ايران تسهيلات عسكرية للهجمات الجوية الامريكية على العراق ابان غزوه عام 2003.... وما هو موقف الاخوان من السب المتواصل للصحابة فى مساجدالشيعة ؟؟ هل يستطيعون منعهم عن ذلك ؟
http://youtu.be/n8Nh0hXJ0-E ...... http://youtu.be/tRCjRD_aDYY ..... http://youtu.be/vW3pPrLbAwE ... وما هو موقف الاخوان من التصريحات التى اعتبرت ان البحرين هى المحافظة رقم 14 لايران ؟


هذه المواقف وكثيرغيرها صمتت عنه جماعة الاخوان السلقلقية ( المعيبة / وهى ايضا المرأة التى تحيض من دبرها لعيب بها ) بل ذهبت الجماعة وابعدت النجعة حيث يقول قادتها : انه لايوجد مد شيعى وانه ليس عيبا ان يكون هناك تحالف مع ايران !!! ومن وجهة نظرى ان المواقف المسجلة للجماعة من خلال الصمت على ما تفعله ايران فى مجتمعات السنة هى اهم من مواقف الجماعة السلقلقية الاخوانية الداعية لابتلاع الشيعة ولوحدة الصف الاسلامى وما شابه فهو صمت الشياطين .... الجدير بالذكر ان جماعة الاخوان السلقلقية اثناء حرب لبنان 2006 ناصروا حزب الله لدرجة ان مهدى عاكف المرشد وقتها قال : ان لديه 10000متطوع جاهزين لكى يقاوموا فى لبنان ... وقامت اللجان الالكترونية الاخوانية السلقلقية بنشر فتاوى مؤيدة للتقارب بين الشيعة والسنة وتسب وتشتم اعراض وتلتهم ما يقوله سنة لبنان حول التكفير الذى يلاقونه فى مساجد الشيعة فى لبنان !!! بل بلغ الفجر بالجماعة الاخوانية السلقلقية عندما نشر موقع الاخوان فتوى للشيخ حمدى ابراهيم تجيز نصرة الشيعة !!! ايران تريد من وراء ذلك الاستقطاب للاخوان وحماس تطبيق سياسة الالهاء السياسى !! فايران سوف تدفع نحو اشعال حرب فى المنطقة بين اطراف تحركها ايران فى شرق المتوسط ... او اشعال ثورات واضطرابات دولية فى المنطقة للتغطية على تطورات ملفها النووى !!! قد يعترض بعض الناس على كلامى ولكنى اقول له دقق النظر بعد حرب لبنان وبعد تحالف حماس مع ايران حدث انقلاب صيف 2007 من قبل حماس على السلطة الفلسطينية ...ثم تم بعدها التجهيز لافتعال المشكلة الحدودية فى شمال سيناء 2008 ومن ثم الى حرب غزة 2008 حيث كانت مواقف الاخوان السلقلقية المعيبة واضحة ومكشوفة حيث جرى التغطية عليها باساليب فقهية منها التوحد مع الشيعة !!! والاصطفاف خلف ايران التى طورت ووسعت تحالفاتها فى عدة نطاقات فى المنطقة !!!...

ايران استغلت جوانب الاعجاب الايديولوجى بثورتها فى اصطياد واجتذاب عدد لابأس به من التنظيمات التى تحسب على جماعة الاخوان السلقلقية بطريقة او باخرى ... عندما توقفت قنوات التمويل القادمة من الخليج السنى على الجماعة وافرعها التى قيدتها اجراءات ما بعد 11 سبتمبر ... تدخلت ايران لتملأ الفراغ فى جيوب الاخوان وباقى الافرع والتنظيمات ...لذلك اصبحت ايران صاحبة الكلمة العليا على تلك الجماعة وباقى التنظيمات حتى كلمة التنظيم الدولى للاخوان السلقلقية نفسه !!! التعقيد الحقيقى حدث مع توسيع التحالف الايرانى السورى بضم قطر !!! ... لان قطر هى احد مصادر تمويل تلك التنظيمات السلقلقية والتى ظلت على تواصل معها فى اعقاب احداث 2001 وهو ما استوجب التزامات محددة من قبل جماعة الاخوان السلقلقية لان قطر كانت الساحة التى حدثت فيها لقاءات مضاجعة ايران لجماعة الاخوان السلقلقية على فراش العهر السياسى ... والدليل على صدق كلامى ما قاله مهدى عاكف المرشد وقتها فى احدى رسائله الاسبوعية فى يناير 2007تحت عنوان ( السنة والشيعة ... بين اخوة الاسلام ومخططات الاعداء ) ولم يلتفت اليه احد ... حيث تحدث عن عن ان اهل الاسلام كلهم اخوة ويعبدون الها واحدا ويتبعون نبيا واحدا ويتوجهون الى قبلة واحدة , مناديا ان يتوقف السنة عن تكفير الشيعة وان يلتزم الشيعة الاخوة مع السنة !!! وحققت رسالته تلك امرين : اولاها : تلبية المطلب الامريكى دون الالتفات لشتمه الولايات المتحدة الامريكية فى خطبه فهى للاستهلاك المحلى والضحك على السذج والاتباع وقطعان الخراف التى تدين للجماعة بالولاء المطلق ... فامريكا كانت ترتب لاعادة تنظيم العراق وكا يقلقها التمرد السنى واسع النطاق ... وهو ما يمثل موقفا يخدم التواصل الخفى بين الامريكان والاخوان .... ثانيها : تقديم عربون الولاء والمحبة لايران التى كانت منزعجة من تفجيرات السنة الانتحارية فى المزارات الشيعية ... الجدير بالذكر ان التوجه لدى جماعة الاخوان السلقلقية نحو التحالف الايرانى ليس ناتج عن رؤيتها المباشرة !!! وانما هى رؤية تابعة لتنظيم اخر ينضوى لها بالولاء او يخضع تحت لواء الجماعة , وهى حركة حماس التى ذهبت بعيدا فى علاقة استراتيجية تمويلية مع ايران !!!


جماعة الاخوان السلقلقية لاتريد من خلال مواقفها التصعيدية بان تقنع كوادرها بان عليهم ان يقتربوا فقهيا من الشيعة او حتى تفهمهم !! .. وانما الهدف هو تمرير المواقف وتجاوز السلوك حتى تتحالف بوضوح اكبر مع ايران وهذا ما اعلنه الرئيس الاخوانى محمد مرسى بعد يوم واحد من اعلان فوزه المشكوك فيه بالانتخابات الرئاسية حيث أعلن أنه "يرغب بعلاقة قوية مع ايران لخلق توازن استراتيجي في المنطقة " ... كل ما تقوم به جماعة الاخوان السلقلقية من اجل التحالف مع ايران ما هو الا تمهيد للخطوة القادمة الا وهى خضوع جماعة الاخوان السلقلقية السنية لقيادة حزب الله الشيعى فيما يشبه زواج المتعة لدى الشيعة وبرعاية ايرانية ... فالجماعة الاخوانية السلقلقية فى حد ذاتها بغض النظر عن غطائها الدينى هى جماعة ذات طابع نفعى ومصلحى ...حتى فى طريقة تعاملها مع الشعار الدينى الذى لايعبر عن عقيدة بقدر ما يعبر عن وسيلة لتحقيق الهدف الاهم وهو الوصول الى السلطة ...

حمدى السعيد سالم

#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات