أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - خرافات دينية (1) وقوف الشمس















المزيد.....


خرافات دينية (1) وقوف الشمس


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 15:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خرافات دينية (1) وقوف الشمس

هل يمكن أن توجد خرافة بدون دين؟ و هل يوجد دين بدون خرافة؟ أليست الخرافة هي الغالبة في المجتمع الديني حيث العلم مهزوم فيه؟
في الواقع أنه لا يهمني إن كان عمرو الجاهل أو زيد الأمي يؤمنان بالخرافة. و أتقبل أن تكون جدتي الأمية الراحلة أن تكون قد اقتنعت بهذه الخرافة أو تلك على أنهما حقيقتان وقعتا أراد لهما الله أن يكونا هكذا، كما تقول الكليشة الدينية المعروفة: كن فيكون. و لكن الذي يحزنني أن أرى شخصا قد أكمل مرحلته الجامعية و هو يصدق بالخرافات لا لشيء إلا لأن رجل الدين ذاك أو هذا قد قالا بها، أو أن الكتب الدينية قد ذكرت الخرافة.
و يؤلمني جدا أن يكون بين مصدقي الخرافات شخص أعزه و أقدره، خاصة إذا كان هذا من المتعلمين.

**

كنت في يوم أتحدث مع شخصين لي معرفة قوية بهما، قد أكملا دراستهما الجامعية، و لهما نوعا ما من "التفكير" العلمي و لكن الاثنان هما من حاملي الفكر الديني. و الظريف أن أحدهما قال أن "عالم" الدين الفلاني كان قد ختم القرآن مرات عديدة (كثيرة) و في ليلة واحدة فقط. من حسن حظي أن المتدين الثاني لم يوافقه على عدد الختمات التي أتمها هذا "العالِم" سائلا صاحبنا: و كيف يمكن قراءة القرآن عدة مرات، و بهذا العدد، و الليلة هي ساعات معينة معدودة؟ لا يمكن ذلك! أجابه القائل بالخرافة: و كيف لا و أن الله قادر على كل شيء و هو قادر على تطويل ساعات الليل و مطها.
ضحكت و ضحك معي صاحبنا الثاني، و لكنني بعد ثوان حزنت لهذه العقلية التي وصل اليها صاحبنا الجامعي. في البداية ضحكت لأن شر البلية ما يضحك. و مجتمعنا غارق في بلية الخرافات و في النهاية حزنت على ما أوصلنا اليه العقل الديني الخرافي....
إن صاحبي قد غير الطبيعة لكي يؤكد خرافة رجل دينه تماما مثلما قال مسلمون في الماضي، و يقولون اليوم، أن الشمس قد توقفت عن حركتها اجلالا للنبي، لكي يستطيع هذا النبي أن يصلي صلاته بدون قضاء. و إذا كانت الشمس قد توقفت مرة واحدة عند بعض المسلمين من أجل أن يصلي النبي محمد صلاته بدون قضاء فإنها قد توقفت بقول خرافيين آخرين مرتين من أجل أن لا يقضي إمامهم، الامام علي، صلاته.

وفي سفر يشوع (13/10) من العهد القديم نجد خرافة مشابهة، و لربما تكون الخرافة الاسلامية مقتبسة من التوراة كالعديد من غيرها من الخرافات :
( فدامت الشمس و وقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه اليس هذا مكتوبا في سفر ياشر فوقفت الشمس في كبد السماء و لم تعجل للغروب نحو يوم كامل)
و قد يأتي لي ملتح إسلامي أو مسيحي أو يهودي ليقول: أنك فهمت خطأ هذه الجملة و أنها تعني غير ما يُعتقد بها.

لقد ذكر الشيخ الشيعي أحمد الوائلي في كتابه (هوية التشيع) خرافة كتبها الشيخ ابراهيم العبيدي المالكي في كتابه (عمدة التحقيق)، أراد العبيدي فيها تقديس أبي بكر الصديق، خرافيا، راويا أن النبي محمد قال يوما لعائشة:
"إن الله لما خلق الشمس خلقها من لؤلوة بيضاء بقدر الدنيا مائة مرة و أربعين مرة، و جعلها على عجلة و خلق للعجلة ثمانمائة عروة و ستين عروة، و جعل في كل عروة سلسلة من الياقوت الأحمر، و أمر ستين ألفا من الملائكة المقربين أن يجروها بتلك السلاسل مع قوتهم التي اختصهم الله بها، و الشمس مثل الفلك على تلك العجلة و هي تجول في القبة الخضراء و تجلو جمالها على أهل الغبراء. و في كل يوم تقف على خط الاستواء فوق الكعبة لأنها مركز الأرض، و تقول: يا ملائكة ربي إني لأستحيي من الله عز وجل إذا وصلت إلى محاذاة الكعبة التي هي قبلة المسلمين أن أجوز عليها و الملائكة تجر الشمس لتعبر على الكعبة، بكل قوتها فلا تقبل منهم و تعجز الملائكة عتها فالله تعالى يوحي إلى الملائكة و من الالهام فينادون: أيتها الشمس بحرمة الرجل الذي اسمه منقوش على وجهك المنير ألا رجعت إلى ماكنت فيه من السير ، فإذا سمعت ذلك تحركت بقدرة المالك.
فقالت عائشة: يارسول الله من الرجل الذي اسمه منقوش عليها؟
قال" هو أبو بكر الصديق يا عائشة. قبل أن يُخلق الله العالم علم بعلمه القديم أنه يخلق الهواء و يخلق على الهواء هذه السماء و يخلق بحرا من الماء و يخلق عليه عجلة مركبا للشمس المشرقة على الدنيا و إن الشمس تتمرد على الملائكة إذا وصلت إلى الاستواء و إن الله قدر أن يخلق في آخر الزمان نبيا مفضلا على الأنبياء و هوبعلك يا عائشة على رغم الأعداء و نقش على وجه الشمس اسم وزيره ، أعني أبا بكر صديق المصطفى فإذا أقدمت الملائكة عليها به زالت الشمس و عادت إلى سيرها بقدرة المولى و كذلك إذا مر العاصي من أمتي على نار جهنم و أرادت النار أن تهجم على المؤمن فلحرمة محبة الله في قلبه و نقش اسمه على لسانه ترجع النار إلى ورائها هاربة".

و قد وضع الوائلي على هذه الخرافة ملاحظتين بسيطتين هما:
الملاحظة الأولى: أن الشمس كما يقول الفلكيون مليون و ثلاثمائة ألف مرة ، تقريبا، أكبر من حجم الشمس.
الملاحظة الثانية: أن خط الاستواء ليس فوق الكعبة.

و لا أعرف بعد هل يصدق الوائلي القول عن وقوف الشمس لكي يصلي النبي محمد و الامام علي، دون قضاء صلاتهما، أم لا؟ و مع الأسف أن هذا الشيخ قد رحل و لكن قبل رحيله كان قد قال أقوالا متعقلة لم تعجب خرافيي مذهبه الشيعي.

و إذا كان العبيدي يعطي لصاحبة أبا بكر قدسية إلهية فإن الحائري في كتابه (إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب) يعطي لأئمته خرافات إلهية أخرى و يضيف: أنه لولا الأئمة فلم يكن الله قد خلق الأرض و لا السموات و لا الشجر و لا الحجر و لا......

و ما دمنا نتكلم عن السمي فإن كمال الدين الدميري في كتابه (حياة الحيوان الكبرى) كتب:
"إن الناس حضروا جنازة داود، فجلسوا في الشمس، في يوم صائف، و كان قد شيع جنازته يومئذ أربعون ألف راهب، عليهم البرانس سوى غيرهم من الناس، فآذاهم الحر فنادوا سليمان أن يعمل وقاية عليهم، لما أصابهم من الحر، فخرج سليمان فنادى الطير، فأجابت فأمرها أن تظل الناس فتراص بعضها إلى بعض من كل وجه، حتى استمسكت الريح، فكاد الناس أن يهلكوا غما، فصاحوا على سليمان من الغم، فخرج سليمان فنادى الطير أن أظلّي الناس من ناحية الشمس و تنحي عن ناحية الريح، ففعلت فكان الناس في ظل ، و تهب عليهم الرياح. فكان ذلك أول ما رأوه من مُلك سليمان."

و للعلم أن هناك من لا يعتقد بوجود النبي داود و بالتالي عدم وجود ابنه المزعوم سليمان، و من هؤلاء برتنارد رسل.

**

قد يشفي الدواء علل الأبناء. و لكن أي دواء يشفي ذلك الطفل من الخرافات التي تشبّع بها و التي زرعها جهل أبيه في رحم أمه؟ تلك الأم الجاهلة الذليلة المنكسرة!! ... أليست الام المسلمة جاهلة و ذليلة و منكسرة؟ إن هذا الطفل لا يمكن أن يكون إلا خَـرِفاً كأبيه و عبداً ذليلا لرجل الدين كأمه.
إن الجنين الذي يحمل خرافاته، وهي أسباب شقائه، لا يمكن أن يكون حراً و قويا و قادراً على أن يفهم الحياة و يتمتع بطبيعتها و بالعظمة الكامنة فيها.
من المهد و إلى اللحد يتلقى المتدين كلمات و مفاهيم، و حكايات و أساطير و خيالات و طرق تعامل مع الأشياء و كأنها حقائق أزلية لا مجال فيها لاستعمال العقل و التفكير، لأن مهمة المنطق الديني وعقل المتدين حُصرت في التذكير (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) و ليس في الاستكشاف أومحاولة الفهم.
و القرطبي في تفسيره لـ" " فذكر " يقول أي فعظهم يا محمد وخوفهم.
و لا أعرف ما الربط بل الوعظ و التخويف!؟
إن الخوف هو اللازمة المستمرة و القوية في قلب المتدين و لهذا ما زال الكثير من المتدينين يخافون البحث في أمور الدين الذي يعتبرونه موضوعا مثاليا مُعطى أو منزل من عند الله يحوطه التقديس و لا يمكن دراسة معتقداته و تاريخه و نقدهما، حتى و لو كان الأمر يتعلق بأفكار و أشخاص تاريخيين و في فترات متقطعة و متباعدة و كأن مجرد التعرض لآراء هؤلاء و لو في شؤون الحياة من مأكل و ملبس و زواج و اقتصاد إلخ...هو تقويض لبنيان المجتمع و خيانة عظمى توجب الإعدام.

**

لن استغرب إذا رأيت متدينا فرحا و مصدقا بالخرافات التي يسمعها من "أستاذه" هذا و "مرجع"ـه الديني أو شيخه ذلك.
و كيف لا يكون سعيدا؟
إن كون المؤمن أكثر سعادة من الشاك ليس أصدق من حقيقة كون السكران أكثر سعادة من الصاحي. و سعادة الإيمان الساذج بالدين و خرافاته هو من الفضائل الرخيصة و الخطرة، و هي ليست ضرورة من ضرورات الحياة مطلقاً.
و قد نرى متدينا لا يوافق على خرافة دينية معينة إلا أنه يقع في خرافة أخرى عندما يعتقد أنها منزلة من الله أو أيدت بأحد أنبيائه أو أوليائه أو أئمته.
و مثل هذا نراه في عبد العزيز الثعالبي في رسالته (روح التحرر في القرآن) إذ دعا فيها إلى تخليص العقيدة الاسلامية مما علق من خرافات و أوهام و ما اختلطت بها من بدع لا تمت إلى القرآن بأية صلة، مثل التوسل إلى الله بواسطة الأولياء و الصالحين و عبادة الزوايا و الخضوع لأصحاب الكرامات.
و هكذا فإن هناك من يصدق بالخرافات إذا كانت موجودة في القرآن و لها صلة به، كالثعالبي، ولكنه لا يصدقها إن أتت من خارج القرآن أو الاحاديث المنسوبة إلى النبي.
و لكن الحقيقة أليس القرآن و الكتب الدينية الأخرى، إسلامية أو غير الاسلامية، تحتوي على كمٍ هائل من الخرافات؟؟

**
و إذ أنا أكتب هذه الكلمات لا بد لي أن أشير إلى كلمات الكاتب العربي الجزيري عبدالله القصيمي:
...................
"كل الامم عرضت تاريخها الى النقد الا بني يعرب.
كل الامم نزعت القداسة عن تراثها الا بني يعرب .
كل الامم تتطلع الى مستقبل يقطع مع مساوئ ماضيها الا بني يعرب يرون مستقبلهم في عودة الماضي.
كل الامم ترى ان الدين لله و الوطن للجميع الا بني يعرب .
كل الامم تجاوزت الفصل بين السياسة و الدين الا بني يعرب
كل الامم تعشق الفنون و الثقافة و تحترم المراة الا بني يعرب يؤسسون ثقافة القبور و غسل الموتى و تغليف المراة.
كل الشعوب تلد أجيالا جديدة، إلا نحن نلد آباءنا وأجدادنا، وذلك بغرس طبائع آبائنا وأجدادنا بهم وحثهم ومطالبتهم بالتمسك بها والحفاظ عليها؛ ولذلك فشعوب العالم تتطور ونحن نتخلف." ...
.................
و على الرغم من ان الكاتب عبد الله يذكر اسم يعرب فإن يعرب لم يكن له وجود، بل هو شخصية اسطورية اختلقها عربي ما. هذا ما يذكره المؤرخ العراقي علي جواد في كتاب (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام)
و بدل من (بني يعرب) كان من الأفضل القول (بني الاديان)

**

محيي هادي – أسبانيا
26/06/2012
[email protected]



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ (4) التحريف في النسخة الأصلية لل ...
- 180 درجة إلى الوراء در
- إلى صديقي عن مرتزقة الدين
- مندوب الخرافات على الأرض
- شيطان بجبة
- الأنثى المسلمة و جُبب الدين
- قمة بغداد و ما ضغوا الأكباد
- حب بنقاب
- عن المسيح و عذرية مريم
- إلى أعراب النفاق في شأن القذافي
- خرافة الأناجيل الأربعة
- الأديان -السماوية- تطمس التاريخ الفلسطيني
- الرشوة في مؤسسات الدولة العراقية
- فخر المسلم
- أمة إقرأ
- وأد الأنثى
- شرفاء مكة
- إنَّ الذِكرَ توراةٌ
- هلْ القرآنُ دستورٌ؟
- لحى الجهل


المزيد.....




- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
- بالصور.. الزاوية الرفاعية في المسجد الأقصى
- جماعة -الإخوان المسلمون- تنعى الداعية يوسف ندا
- قائد الثورة الاسلامية: اثارة الشبهات من نشاطات الاعداء الاسا ...
- قائد الثورة الاسلامية يلتقي منشدي المنبر الحسيني وشعراء اهل ...
- هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س ...
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - خرافات دينية (1) وقوف الشمس