أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!














المزيد.....

لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنَّهم 19 مواطِناً مصرياً، لا غير، منهم يتألَّف "المجلس العسكري الأعلى" الذي يَحْكُم مصر (90 مليون نسمة) ويُحْكِم قبضته عليها؛ وأعضاء "الأُسْرة العسكرية الحاكمة" هؤلاء، والذين عيَّنهم جميعاً في مناصبهم الرئيس المخلوع (السجين) حسني مبارك، يَنْظرون إلى أنفسهم، ويُريدون أنْ يَنْظُر المصريون جميعاً إليهم، على أنَّهم "المؤتَمَنون" على مصر وشعبها، على أمنها واستقرارها ووحدتها، والمنافحون (الذين لا يريدون جزاء أو شكورا) عن "المصالح العليا للبلاد (للوطن والأُمَّة)"، والتي إليهم، وإليهم فحسب، يعود أمْر "تعريفها"، و"إعادة تعريفها"، بما يقيم الدليل على أنَّها اللبوس الذي تلبسه (دائماً) مصالحهم الشخصية والفئوية (والتي، على وجه العموم، يَسْتَحْكِم النزاع بينها وبين مصالح الشعب والأُمَّة).

"الحقيقة (التي لا ريب فيها)" إنَّما هي كل فكرة مقيمة في رؤوسهم الآن، وكل ما يعتقدون به الآن، ولو كان من قبيل اعتقادهم أنَّ لندن هي عاصمة فرنسا؛ أمَّا "الشَّرْعيَّة" فهي كل ما يُقَرِّرون من أمور؛ وإنَّ من البلاهة الدستورية (والقانونية) أنْ تُفْهَم "المحكمة الدستورية العليا"، مع حُكْمها وقرارها وأعضائها، على أنَّها هيئة سماوية مقدَّسة، تَحْكُم وتُقرِّر بمنأى (واستقلال) عمَّا يرغب فيه (أو عنه) هذا الحاكم الفعلي الأعلى للبلاد؛ فـ "السلطة التنفيذية (أو جزء ضئيل منها)" في بلادنا (التي تحتاج إلى مزيدٍ، ومزيدٍ، من "الربيع العربي") هي "أُمُّ السلطات جميعاً"، ومنها تتفرَّع السلطتان التشريعية والقضائية (والسلطة الرابعة) على وجه الخصوص.

هذا "المجلس العسكري الأعلى"، ولو لم يوافقني هذا الرأي القائلون بقداسته القومية، لم يَعْتَرِف بثورة 25 يناير؛ فهو إنَّما اعترف فحسب بحدوث ووجود هذه الثورة؛ واعترافه هذا لا يذهب في معناه إلى ما هو أبعد من اعتراف المرء بوقوع زلزال مثلاً.

أقول لم يعترف بها؛ لأنَّ الاعتراف بهذه الثورة العظيمة يعني، في المقام الأوَّل، ويجب أنْ يعني، اعترافه بـ "الشَّرْعيَّة الثورية"، واعترافه بهذه الشَّرْعيَّة على أنَّها الشَّرْعيَّة النافية اللاغية لِمَا قَبْلها، ولغيرها، والتي تَعْلو ولا يُعْلى عليها، ويُعْمَل بها، ويُسْتَخْذى لها، إلى أنْ يُقَرُّ دستور جديد للبلاد، في استفتاء شعبي، وتُجْرى، من ثمَّ، انتخابات لهيئات ومؤسَّسات الحكم الجديد.

"الشعب أراد ويريد.."؛ لكنَّ "المجلس العسكري الأعلى" مَنَح لنفسه الحقَّ في أنْ يُقرِّر ويتصرَّف ويَعْمَل بما يوافِق إرادته هو، ومهما شسع البون، واتَّسع، بينها وبين إرادة الشعب، التي تتركَّز دائماً في "ميدان التحرير"، وعُبِّر عنها، غير مرَّة، بـ "لسانٍ مبين"، هو لسان "صندوق الاقتراع".

على "المجلس العسكري الأعلى" أنْ يُسلِّم بقضاء الثورة وقدرها، وأنْ يعترف بثورة 25 يناير التي لن يَصْدُق اعترافه بها إذا لم يعترف بـ "الشَّرْعيَّة الثورية" التي تَجُبُّ ما قَبْلها.

وهذا الاعتراف إنَّما يعني عملياً الآن أنْ يتخلَّى "المجلس العسكري الأعلى" عن "مسطرته الدستورية والقانونية"، ويَصْرِف النَّظر عن "المحكمة الدستورية العليا"، وعن سائر الهيئات والمؤسَّسات القضائية التي ما زال مبارك (الحُكْم لا الحاكم المخلوع) يَنْفُخ فيها من روحه، فيُعْلِن إلغاء "الإعلان الدستوري المُكمِّل"، وإلغاء قراره حل "مجلس الشعب (المُنْتَخَب)"؛ ويُعْلِن وَضْع استقالات أعضائه جميعاً بين يديِّ رئيس الجمهورية المُنْتَخَب، الذي يُسْرِع في تأليف "الفريق الرئاسي"، و"الحكومة الجديدة"، بما يَكْفَل أوسع تمثيل لقوى الثورة، ويُخَفِّض منسوب الخوف والقلق والشَّكِّ والريبة لدى فئات من المواطنين المصريين.

وفي موازاة ذلك، تُسْرِع "الجمعية التأسيسية" في كتابة مشروع الدستور الجديد، ليُسْتَفْتى الشعب فيه في أسرع وقت ممكن؛ فَمْنْ رحم هذا الدستور يمكن ويجب أنْ تَخْرُج "الدولة المدنية الديمقراطية"، التي فيها، وبها، تُدْرِك ثورة 25 يناير غاياتها.

أمَّا "ميدان التحرير" فيظل "المِرْجَل" الذي فيه تَغْلي الثورة، فَتَنْحَلُّ، بهذا الغليان، مُركَّبات نظام الحكم القديم، قَبْلَ، ومن أجل، إنتاج مُركَّبات نظام الحكم الجديد.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى يكون مرسي مرساةً للثورة!
- قَوْلٌ عظيم لرَجُلٍ عظيم!
- هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!
- مصر ثَوْرَة على -الوثنية الدستورية- أيضاً!
- لِنَحْتَفِل بهزيمة شفيق لا بانتصار مرسي!
- لعبة العجوز الداهية طنطاوي!
- لو قرأوا -الدولة والثورة-!
- إيضاحات وردود
- -مأثرة- ماركس التي عَجِزوا عن النَّيْل من إعجازها!
- -دولة المواطَنَة- التي تتحدَّانا أنْ نفهمها!
- -الديمقراطية- ليست -فتوى-!
- العودة إلى 11 شباط 2011!
- حتى يصبح -نفي الرأسمالية- هدفاً واقعياً!
- صراعٌ يَصْرَع الأوهام!
- خَبَرٌ صغير!
- .. إلاَّ انتخاب شفيق!
- مصر.. عودة الوعي وعودة الرُّوح!
- -الحولة-.. صورة حاكمٍ وسُورة شعبٍ!
- -الرَّائي- و-المرئي- في -الرؤية الكونية-
- -العقد شريعة المتعاقدين-.. أهو مبدأ ل -السرقة-؟!


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!