أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فكري الأزراق - المنظومة القضائية بالمغرب وازدواجية تطبيق النصوص القانونية














المزيد.....

المنظومة القضائية بالمغرب وازدواجية تطبيق النصوص القانونية


فكري الأزراق

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 10:15
المحور: حقوق الانسان
    




إن المتتبع للشأن العام والخاص بالبلاد، وخاصة الأحداث المتسارعة التي عرفتها منطقة الريف في الآونة الأخيرة نتيجة تصاعد المطالب الاجتماعية الآخذة لعمق سياسي، وبعض القضايا المعروضة على أنظار العدالة للبث فيها، خاصة تلك المتعلقة بقضايا "جنائية" التي يُتابع فيها مجرمون يشكلون خطرا على أمن واستقرار المجتمع..... لن يجد صعوبة كبيرة في ملاحظة انحراف المنظومة القضائية برمتها، ومدى تحولها من آلية لتحقيق العدالة بين الناس إلى أداة لقمع الأصوات النضالية الهادفة إلى تغيير جذري في منظومة الحكم التيوقراطية، ذلك أن إصدار الأحكام "الصورية" في حق المطالبين بالعدالة الإجتماعية بتهم لا تتم للواقع بصلة (معتقلي أحداث آيث بوعياش، بوكيدارن، إمزورن، إيميضر، معتقلي الحركة الثقافية الأمازيغية، طلبة التيار القاعدي، معتقلي الحركات الإسلامية، وغيرهم من معتقلي الحركة الإحتجاجية) وغض الطرف عن تجاوزات عناصر القوات العمومية، يُقابله تساهل "غير قانوني" بل وتستر فاضح على المجرمين المهددين للسلم المدني كما حدث مع ملف التحقيق لدى محكمة الإستئناف بالناظور عدد 18 – 13 -2012 الذي يُتابع فيه منفذي محاولة القتل الشنيعة التي تعرضت لها رفقة شقيقي بالعروي، بتاريخ 29 يناير 2012، حيث قام قاضي التحقيق بتكييف التهم وتحويلها إلى "جنحة" رغم طابعها الجنائي، وهناك العديد من الملفات المشابهة التي يتمتع فيها مجرمون بتسهيلات لا مثيل لها.
وهذا يعني من بين ما يعنيه، أن المنظومة القضائية برمتها ليست سوى أداة في أيدي القوى الماضوية التي تستعملها للاستقواء السياسي وتكريس الطابع السلطوي الإستبدادي لنظام الحكم في المغرب، ومقصا للكرامة الإنسانية والحرية والعدالة التي ينادي بها كل أحرار هذا الوطن، باسم البارغماتية والواقعية التين ليستا سوى حيلتين لإبقاء الأمر على ما هو عليه.
وهذا لا يدعوا للاستغراب في ظل طبيعة النظام السياسي القائم بالبلاد، على اعتبار أن تآكل شرعية النظام السياسي نتيجة الإخفاقات السياسية والإقتصادية والحقوقية والتنموية... المدونة بين دفتي التقارير الدولية، وانعكاس طريقة التسيير والتدبير الكارثيتين على الوضعية السوسيواجتماعية والسوسيواقتصادية للسواد الأعظم، بالإضافة إلى نوعية التحالفات والتقاربات السياسية بين الأطراف المشاركة في اللعبة والمنتمية لنفس النسق، جعل النظام السياسي برمته في مأزق حقيقي، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة، وهو المأزق الذي دفعه –أي النظام السياسي- إلى ارتكاب "مغبة" التحالف مع أطراف تشكل تهديدا حقيقيا للتعايش والسلم المدني في البلاد، والمتمثلة في مجموعات من "الشماكرية" و "قطاع الطرق" وتسليطهم كجنود مجندين للدفاع عن الخيارات الرسمية للمخزن اللاديموقراطي، حدث هذا مع انطلاق مسيرات 20 فبراير (هجوم الشمكارة على المناضلين في أكثر من موقع)، وبعدها تم استعمالهم لتصفية المناضلين (اغتيال شهيد الحركة الإحتجاجية بآيث بوعياش كمال الحساني) .... والمحاولة الفاشلة لاغتيال كاتب هذه السطور بالتاريخ والمكان المُشار إليهما أعلاه، وهذه الحالة الأخيرة يمكن القول فيها بأن "المخزن" اعترف بذلك بشكل ضمني بعد تحويل مسار الملف القضائي المشار إليه أعلاه، وهذا يعني أن "الحادث" الذي كنت ضحيته لم يكن مجرد "صدفة" بل كان مدبرا، ومخطط له من طرف عقل "إجرامي" محترف.
إن قراءتنا المتمعنة لكل الحيثيات في هذه القضايا وغيرها، تمكننا من الوصول إلى خلاصة مفادها أن المنظومة القضائية هي من بين آليات ضبط النبض المجتمعي بتعاون وتنسيق محكمين مع أطراف مهددة للسلم الإجتماعي، وطبعا في ظل نظام سياسي متكامل، وهذا تشير إليه أيضا حتى فصول دستور 2011 الممنوح الذي أبقى على رئاسة الملك للمجلس الأعلى للقضاء، وله أن يطلب من المجلس الأعلى للسلطة القضائية آراء مفصلة حول كل مسألة تتعلق بسير القضاء (الفصل 114) والأحكام القضائية تصدر وتنفذ باسمه (الفصل 124) وموافقته ضرورية على تعيين القضاة من طرف المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وهذه الرئاسة ليست شرفية بل حقيقية / فعلية مما يجعل القضاء يبقى في دائرة التحكم والتوجيه الملكيين لتبقى بشكل أو بآخر غير مستقلة عن السلطة التنفيذية، وبالتالي تعمل المنظومة القضائية برمتها بمناورات النظام السياسي ولا يمكنها بشكل من الأشكال الخروج عن هذه المناورات التي يهدف من خلالها النظام إلى استرجاع نوع من شرعيته المفتقدة بفعل عوامل متعددة بعضها مذكور آنفا.
وهذا يعني أن الحركية السياسية والمدنية بالريف، وبمختلف ربوع البلاد، والتي نعتز بالإنتماء إليها هي رقم صعب في معادلة الصراع السياسي، وهذا ما تؤكده عمليات تسليط قوة القضاء للإنتقام من المناضلين الحاملين للفكر التحرري الريفي، والتنكيل بهم في غياهب سجون النظام، وهذا لن يزيد الأوضاع إلا تأزما، بفعل العلاقة المطبوعة بالريبة والشك بين طرفي الصراع، وهما المخزن المركزي ومجموعة من القوى الماضوية المرتمية في أحضانه بحثا عن امتيازات معينة من جهة، والمناضلين الحاملين لهم التغيير الديمقراطي من جهة ثانية.



#فكري_الأزراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد المحلي في التحولات السياسية
- التزود بالكهرباء بالمغرب أو الرحلة التي لا تنتهي
- قراءة في المنظومة الإقتصادية -الريعية- لمغرب الملكية الإجتما ...
- من أجل قوة ريفية ضاغطة
- رسالة شكر وامتنان
- دستور 2011 المغربي...ويستمر الحكم الفردي المطلق
- إلى أين يسير الريف؟
- كارثة حقيقية في دولة الأوراش الكبرى، المغرب.
- الكائن المخزني بالمغرب وحريق العيون
- الجمر والرصاص في مغرب الألفية الثالثة
- حقوق الإنسان تغرق من جديد في ظلمات سنوات الرصاص
- هل ستتبنى منظمة سيكوديل خيار الحكم الذاتي للريف بالمغرب؟
- تكامل أو تنافر؟
- هل ستدفع -أحداث العيون- الأمم المتحدة إلى فرض خيارات جديدة؟
- من أجل نظام جهوي يتوافق وتطلعات الإنسان الريفي
- خطة المخزن لاحتواء الملف أو مجرد صفقة تجارية بين رابطة الريف ...
- الجهوية الموسعة : إصلاح الجهة أو أعادة البناء؟
- احتفالات 1200 سنة : تكريس الهيمنة الفاسية وحرب بلا هوادة على ...


المزيد.....




- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فكري الأزراق - المنظومة القضائية بالمغرب وازدواجية تطبيق النصوص القانونية