صحوة الموت لجماعة الموت

محمد شرف الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 00:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ربما لا يدرك الإخوان في لحظة نشوى زائفة بفوز وهمي بالرئاسة أن شمس تنظيمهم قد قاربت على الغروب وأن نهايتهم الأكيدة قد اقتربت, تماماً كما لم يدرك الفاشيون في عز زهوة انتصاراتهم العسكرية أنهم قد انتهوا.
الإخوان الآن في موقف صعب جداً وكل الخيارات أمامهم الآن أصبحت ما بين سيء وأسوأ وكارثي ... وهذه أمثلة:
1- هل سيرضون السلفيين الذين أيدوهم بشدة في الانتخابات ويعطونهم صلاحيات واسعة في الحكم أم يرضون الليبراليون الذين وقف أغلبهم إما مقاطع أو ضدهم ؟؟ لو أرضوا السلفيين فسوف يتورطون بسبب حماقات السلفيين وغبائهم السياسي وفضائحهم وكما قال صبحي صالح نفسه " السلفيون عبء ثقيل على أي فصيل سياسي " أم يديرون ظهورهم للسلفيين فيتحملوا وطأة حرب شعواء منهم سوف تضرهم بشدة...
2- هل سيطبقون شرع الله كما تحلم الأغلبية الواهمة من مؤيديهم ؟ أم يمارسون التقية ويتظاهرون بالحفاظ على مدنية الدولة إرضاء لباقي الشعب ؟ لو شرعوا في تطبيق الشريعة إرضاء للمتطرفين فسوف يتخوف الكثير منهم ويخسرون المزيد من الرصيد الشعبي. أما لو سعوا لمدنية الدولة فسوف يهيج المتطرفون ضدهم كما حدث مع حركة النهضة في تونس وسيخصم ذلك رصيد شعبي منهم أيضاً.
3- هل سيرضون ثوار 6 إبريل وكفاية وغيرهم من متطرفي الشباب الثوري باستمرار الاعتصام للضغط على العسكر أم يكونوا واقعين ويفاوضون العسكر على الممكن ؟ لو أرضوا العسكر سوف يخسروا الثوار الذين ساندوهم وسيتحول الثوار لمعارضين شرسين لهم ولن يكون هناك مجال للتوافق معهم مجدداً لسوابق الغدر السابقة والمتعددة. أما إرضاء الثوار واستمرار الاعتصام فيعني نتائج كارثية عليهم فهو يعني خلق فوضى وتعطيل ستضرر منه سلطتهم التنفيذية المسئولة, كما يعني المزيد من الإحباط الشعبي وخصم إضافي من الرصيد الشعبي الهزيل أصلاً.
4- هل سيلجئون للتطهير الشامل أم العفو والمصالحة ؟ التطهير الشامل لما يسميه الإخوان فساداً له عواقب كبيرة عليهم فبالإضافة لصعوبته البالغة؛ فهو يعني أيضاً حرب شاملة ضدهم ستخلق أجواء غير مواتية لهم, كما قد يؤدي ذلك للإطاحة بكفاءات فنية جيدة (رغم فسادها) وهذا يضعف أداء مؤسسات الدولة جداً. أما العفو والمصالحة فهي ستغضب الثوار وستساعد في استمرار دولة الفساد ....
وهكذا تكون جميع الخيارات أمام الإخوان بين سيء وأسوأ
وعلى العكس من ذلك, فلدى القوى العلمانية خيارات عدة وأكثرها جيد لكن عليها استغلال الفرصة جيداً عن طريق ما يلي:
1- عدم الدخول في أي تحالفات مطلقاً مع الإخوان وحلفائهم السلفيين مهما كانت المغريات وتركهم يغرقون وحدهم.
2- تأجيل تنفيذ أي مشروعات بناءة ومفيدة لحين إسقاط الإخوان تماماً كما كانوا يفعلون.
3-توجيه معارضة قاصمة وموضوعية تستثمر الثغرات الكبرى التي ستظهر حتماً في أداء الإخوان وفضحهم شعبياً تكون بعيدة عن التفزيع وأكثر تركيزاً على الواقع مع تقويم ما يفعله الإخوان في ضوء ما يجب عمله..
4- والأهم من ذلك أن يقدم العلمانيون أنفسهم كبديل قوي وفعال للإخوان وذلك في صورة مشروعات مفيدة وجريئة.

#محمد_شرف_الدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات