صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 11:11
المحور:
حقوق الانسان
نداء عاجل الى مروان عثمان
رسالتك وصلت ... وصحتك بالدنيا
عزيزي مروان : طوبى لك حيث اقرنت القول بالفعل ومارست بكل حرية قناعاتك على ارض الواقع , واذا كان لكل حراك عقلاني مدروس هدف فان اضرابك عن الطعام من اجل غاية نبيلة على حساب معاناتك الذاتية التي طالت الجسم والراحة الجسدية هو تعبير عن مبدا التضحية الفردية لمصلحة المجموع , وتقديس لقيم الحرية التي لن تنتزع دون قرابين هكذا كانت المعادلة منذ الازل والمناضل الجسور وحده مؤهل لقراءتها واستيعابها والتصدي لها .
لقد وصلت رسالتك يا مروان الى كل من يهمه الامر .
اهلك واحبتك ورفاقك ردوا التحية باحسن منها وهم الى جانبك مقدرين شجاعتك وتضحيتك وعظمة خطوتك الرمزية .
اصدقاؤك من المثقفين العرب ( وجلهم اصدقاء شعبنا ) في مختلف البلدان ومواقع الشتات تضامنوا معك – معنا وتفهموا ما تهدف اليه .
القوى السياسية والاجتماعية الالمانية ووسائل الاعلام ابدت الدعم والاسناد لقضيتك – قضيتنا .
اما النظام الاستبدادي الشوفيني فقد نال الصفعة المطلوبة ومنذ اليوم الاول يتلقى رسائل الاحتجاج والادانة والتوبيخ , وقد اضفت سببا جديدا لتعميق ازمته وسطرت صفحة اخرى في سجله المليء بالتجاوزات وانتهاكات حقوق الانسان في سوريا ولبنان وقمع الشعب الكردي وزج المناضلين في السجون محتميا بقانون الطواريء والاحكام العرفية واجهزة الامن والمخابرات .
هل تعلم يا مروان انك بفعلك الشجاع هذا قد دشنت سابقة نضالية في تاريخ حركتنا القومية الديموقراطية وللمرة الاولى في تاريخها كشكل من اشكال الكفاح السلمي واكرمت مثقفينا الملتزمين بقضاياهم القومية والوطنية لانك واحد منهم , اما النفر القليل القليل منهم من منظري السلطة الشوفينية وتوابعها ومثيري الفتن بين صفوف مناضلي حركتنا الميامين فقد اصيبوا بالاحباط مرة اخرى وتلقوا منك صفعة قوية مؤلمة لانك بعثرت اوراقهم الصفراء التي ما برحت تبشر للاستسلام والتخاذل , نعم يا مروان لقد قطعت بمعدتك الخاوية اعناقهم وارزاقهم .
لقد اكدت من جديد يا مروان على عظمة واهمية العمل النضالي الديموقراطي وعلى قدسية وشموخ مباديء حركتنا وصدقية واصالة نهج الخامس من آب / 1965 وقمت بتدشين طريق سالك من اجل التواصل من جديد والعودة الى الجذور الاصيلة النضالية الصلبة التي لا تلين ودرب الوقوف معا في خندق واحد على قاعدة التسامح وتجاوز الشكليات من اجل القضية المركزية الرئيسية وهذا ما اثار حفيظة اجهزة السلطة في بلادنا اكثر من اي شيء آخر .
لقد انجزت كل ذلك وحققت الهدف المنشود وعليك الان ومن اجل الحفاظ على هذه المكتسبات واغنائها وتطويرها ومتابعتها ان تلبي رغبة الاهل والرفاق والاصدقاء والمتعاطفين في فك اضرابك وانقاذ حياتك لتعود مجددا الى دروب النضال اصلب عودا , اطالبك يا مروان باسم كل عزيز لديك الاستجابة لطلب من يحبونك ويقدرونك ويحرصون عليك .
عشتم ودمتم ذخرا لشعبكم
7 2 2005
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟