أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار جاف - إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد














المزيد.....

إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 10:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عبر مختلف العصور التأريخية حاولت إيران أن يکون لها دور بارز في المناطق التي تطل عليها وعلى وجه الخصوص العراق التي کانت دوما تحتل موقعا بارزا في الاستراتيجية الايرانية . وهذا الاصل التأريخي للقضية يمنحها نوعا من العمق قد يجنح أحيانا نحو أبعادا معنوية إستغلتها العقلية السياسية الايرانية لتحقيق مطامحها الخاصة . ولعل إستثمارها لعاملي العرق و المذهب لدى کورد و شيعة العراق يبينان بوضوح مانلمح إليه ، إذ أن إيران الشاهنشاهية حاولت عبر الشاهنشاه الذي کان يتخذ لنفسه صفة " آريامهر" وتعني " ملک الآريين " أن تکبت الحس القومي للکورد المتواجدين في إيران و نفس الوقت کانت ترمي الى کسب ود و تأيد الکورد المتواجدين في العراق وذلک باللعب على وتر الاصل العرقي الواحد للفرس و الکورد . أما مافعلته الدولة الصفوية الشيعية بالامس و ماتفعله إيران " ولاية الفقيه " اليوم بخصوص شيعة العراق فهو لايخرج إطلاقا من دائرة المطامح الاستراتيجية لهذه الدولة . وقد کان تبنيها للمعارضة العراقية ولاسيما للفصيلين الشيعي و الکوردي موجها على هذا الاساس ، وحتى إنها قد إستغلت المقاتلين الکورد في حربها ضد النظام البعثي ببغداد في محاور الغرب وإستفادت منهم بذکاء للدخول في بعض المحاور الاستراتيجية في کوردستان والتي دفع الکورد فيما بعد ضريبة باهضة عليها تجلت في عمليتي القصف الکيمياوي لحلبجة و الانفال السيئتي الصيت . أما لعبها على الوتر المذهبي فقد حفز النظام البعثي " الطائفي أساسا " على المزيد من الفتک بالشيعة و هضم حقوقهم ودفعهم الى زوايا ضيقة جدا . وبعد حرب عاصفة الصحراء وماتبعتها من نشوء منطقة "No fly zone" في کوردستان وتکون منطقة نفوذ کوردية مدعومة من الغرب ، بدأت السياسة الايرانية تتخذ بعدا جديدا للحد من منطقة النفوذ هذه ، وقد کان إشتراکها في محور " أنقرة ـ دمشق ـ طهران " والاجتماعات الدورية التي کانت تعقد بشکل دوري في العواصم الثلاث يصب أساسا في دائرة القلق الايراني من " سکينة الخاصرة الکوردية " التي زرعها الغرب " أمريکا خصوصا" على حدودها الغربية المنفتحة والمتصلة معنويا و عرقيا بکوردستان العراق . ولعل إشتراکها وتنسيقها المفضوحين مع أنقرة فيما يتعلق بالحرب الداخلية التي دارت رحاها بين الفصيلين الکورديين الرئيسيين لردح من الزمن کان يعکس أساسا الموقف الحقيقي لطهران من التجربة السياسية الکوردية الجديدة في کوردستان . ناهيک أن دعمها اللامحدود لنشوء أحزاب إسلامية کوردية و تبنيها المادي لبعض من الاحزاب القومية الکوردية يدخلان أيضا في ذات السياق . وقد کان موقفها من الانتخابات العراقية التي جرت أواخر الشهر المنصرم ، غير واضح المعالم رغم التصريحات التي کانت تطلق من قبل مسؤليها حول دعمها لها . وقد کان لتسرب وثيقة سياسية خطيرة صادرة عن أعلى سلطة سياسية في إيران حول تواجد و إستقرار أعدادا من القوات الامنية الايرانية في العراق و إنتظارها الاوامر مع جهات سياسية " عراقية " أخرى للعب أدوارها في مايشبه عملية " إنقلاب عسکري " فيما لو کانت نتائج الانتخابات " في غير صالح الاسلام " کما جاء في الوثيقة يؤکد ضلوع الجهات الرسمية الايرانية بما هو أکثر و أکبر من مجرد ما يسمى بالتدخل في الشؤون الداخلية . ونستطيع أن نضع تصويت بعض القوى الاسلامية و القومية الکوردية لحزب" التجمع الاسلامي " المحسوب على طهران في نفس المضمار رغم أن تلک القوى هي بالاساس منضوية في قائمة " التحالف الکوردستاني " وقد کان لتسرب نبأ هذا التلاعب الايراني بمسألة الانتخابات و کذلک ماتقوم به بعض القوى السياسية الاخرى المحسوبة على طهران" مثل المجلس الشيعي الترکماني" من تشکيک بنزاهة الانتخابات التي جرت في کرکوک والمطالبة بإلغائها ، بداية لقلق الشارع الکوردي من الدور الايراني المتعاظم لافي کوردستان و إنما في عموم العراق . ولو أضفنا القلق الترکي المتزايد من العملية السياسية الجارية في العراق وخصوصا مايتعلق بالشأن الکوردي لوجدنا إلتقاءا و إتفاقا إيرانيا ترکيا على القضية من حيث المبدأ و الاختلاف في التفاصيل . لکن هذا التسارع الايراني للعب کل أوراقها دفعة واحدة في الروليت العراقية له مايبرره . إذ أن غالبية المراقبين و المحللين السياسين يميلون الى أمن سياسة العصا ستکون هي الغالبة على السياسة الامريکية للإدارة الجديدة للرئيس بوش فيما يخص إيران ولعل الشد الاوربي الاخير في الملف النووي الايراني و ماأعقبه من تصريحات قوية لبوش بشأن إيران ، هي خطوة ذات مغزى ليس من الصعب تفسير أبعدها المستقبلية .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء
- لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار جاف - إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد