عتاب ديمقراطي إلى بعض المرجعية الشيعية ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 10:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مسامير جاسم المطير 826
عملية تاريخية سياسية عظمى .. قفزة سياسية شجاعة كبرى .. تحفة فنية ديمقراطية عالية المستوى .. ! هكذا توصف انتخابات العراق في الثلاثين من " ينوري " حسب ما جاء على لسان الكثير من زعماء العالم وكتابه الصحفيين ابتداء من الروسي يفغيني بريماكوف حتى السعودي عبد الرحمن الراشد ..! وبسبب هذا النجاح الانتخابي الكبير قرر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا العظمى التبرع بثمانين مليون باون إسترليني لمكافحة مرض البلهارسيا في أفريقيا الغربية ..!
القضية الجديدة التي تواجه العراقيين بعد الانتخابات هي : من سيكون رئيسا للجمهورية حتى يستطيع أن يقابل ويستقبل ويودع زعماء العالم في المطارات والحفلات والاحتفالات ..!
القضية الثانية : من هو رئيس الوزراء القادم الذي تستضيفه قناة العربية الفضائية ببرنامجها القادم و عنوانه : سيرة رجل ووطن ..!
في الحركة بركة .. في كل الأحزاب وجميعها تحرك قادتها يتباحثون ويتفاوضون ويتقلبون على جمر من نار ، لكن أكثرهم تقلباً على الجمر هم بعض القادة " المسلمين " في النظام الإيراني الذي يتصورون عن جهل ٍ و" بهل ٍ " أن العراق صار لقمة سائغة بين أيديهم ..! وكأن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى أسقطتا صدام حسين وقدمتا ألفي ضحية من جنودهما من أجل أن يكون العراق " ولاية " تابعة لفقيه إيران ..!
ما الذي يمكن أن يظهر على الشاشة فور إعلان نتيجة الانتخابات في العراق؟
هذا هو السؤال الذي ينتظر الجميع الإجابة عليه الآن‏.‏
بعد الانتهاء من عملية فرز الأصوات‏ سيتشكل مجلس وطني يضم‏275‏ عضوا‏ ، وستوزع مقاعده علي أساس عدد الأصوات التي تحصل عليها الكتل المتنافسة‏ ثم ينتخب هذا المجلس ـ بأغلبية ثلثي أعضائه‏(184)‏ عضوا ـ رئيس الجمهورية ونائبيه‏ والرئيس الجديد هو الذي سيختار رئيس مجلس الوزراء الذي سيعين الوزراء‏.‏.!
أغلب القادة السياسين الشيعة يحلمون بكرسي رئيس الوزراء ،
الأكراد يحلمون بنفس الكرسي ،
العلمانيون يحلمون ،
المستقلون يحلمون ،
الجهلة الإيرانيون يحلمون ،
حلفاء أمريكا يحلمون ،
حتى العبثيون يحلمون ..!
كرسي واحد فقط يدورون جميعا حوله كأنهم زعاطيط المدارس الابتدائية يمارسون " لعبة الكراسي " ..! من دون أن يدرك هؤلاء " لعبة " التوازن السياسي في العراق ومن دون إدراك التوازن الإقليمي ، ومن دون الاهتمام بضرورة إيجاد حكومة تكنوقراط قادرة على إعادة أعمار العراق وبناء المؤسسات القانونية والديمقراطية ..!
يفترض في كل من لديه حرص وطني حقيقي علي تحقيق التوازن الإقليمي‏ ، والتوازنات العراقية‏ و العمل من أجل أن تكون للعراق حكومة تمثل كل أطياف المجتمع تمثيلا يقترب من الواقع‏ ، حكومة تحظي بالشرعية‏ ، وتعيد تكوين قوات الجيش والأمن العراقية وتنظمها‏ للقضاء على بؤر الجريمة وعلى تنظيمات الإرهابيين المحليين والدوليين لكي ينعم شعبنا بالحرية والديمقراطية وإنجاز صياغة مستقبله بصياغة دستور مدني عصري لا يربط السياسة بالدين ولا يربط الدين بالسياسة بفصل الدين عن الدولة فصلا نهائياً ..!!
يقال والعهدة على لسان رئيسة تحرير مجلة " البتاويين " الليبرالية بأن بعض عناصر " المرجعية الشيعية " قد مدّت لسانها يوم أمس لتعلن للملأ الكريم أنها تطالب بعدم نشر صور النساء العراقيات في هذه المجلة بصحبة المدربين الأجانب ..! وقد كان هذا البعض أخرساً طيلة 35 سنة من نظام صدام حسين ..! وقد تناسى هؤلاء أن الأخرس كالشيطان ..! وعليه أولاً وقبل كل شيء أن يقدم اعتذاره إلى الله سبحانه وتعالى ، واعتذارا ثانياً للشيعة الفقراء والكادحين الذين عانوا الويلات على يد جلاوزة الدكتاتورية ، وأن يقدموا أعتذارهم للشعب العراقي كله ..!
أين كنتم يا سادتي وأين أصبحتم ،
أين كنتم يوم قتل محمد باقر الصدر بشجاعة الحسين عليه السلام ،
أين كنتم يوم اغتالوا الشهيد الصدر الثاني ،
أين كنتم يوم حرقوا أهالي حلبجة بالغاز الكيماوي ،
أين كنتم يوم قتلوا المرأة الطاهرة بنت الهدى ،
أين كنتم خلال انتفاضة عام 1991 ،
أعطونا بيانا واحدا عن موقفكم ضد جرائم صدام حسين ،
أين كنتم حين تعذب عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين إلى إيران ،
أين كنتم يوم اغتصبوا النساء المسلمات عربيات وكرديات ، سنيات وشيعيات ،
أين كنتم يوم سلبوا أموال وأملاك المواطنين وألقوهم خارج حدود وطنهم ،
أليس عيباً يا سادتي الكرام أن " تمدوا " لسان الشجاعة في زمن الديمقراطية لتتحدثوا ضد الديمقراطية وليس ضد الدكتاتورية..!
صدقوني أنني أنحني إجلالا أمام حكمة آية الله السيد علي السيستاني لأنه يميز بين الذين يلعبون بالنار وبين الذين يريدون السلام للناس والوطن .. بينما هناك من يسعى لإغراض أخر ..!
أقسم بالله يا علماء الدين الحنيف حين تعرفون معنى الحياة الديمقراطية ستعرفون معنى الدين الإسلامي الحنيف ..! وأرجو أن لا تتناسوا حكمة الحياة القائلة بأن من يحبسه الخوف يطلق سراحه الأمل ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي 7 – 2 - 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات