أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (2): لماذا هذا الاهتمام؟















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (2): لماذا هذا الاهتمام؟


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 16:44
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لماذا هذا الاهتمام بالختان
------------------------
شغلني موضوع الختان سبع سنين واستعملت له أكثر من 600 مرجع في خمس لغات.

كما هو الأمر في كل كتبي، تطرح علي الحياة أسئلة فأحاول الرد عليها من خلال البحث ثم اقوم بنشر نتائج بحثي لعلها تفيد غيري. وانا عامة اقدم النصيحة للطلبة بأن يبحثوا في أمور تهمهم ولها علاقة بحياتهم حتى يستطيعون وضع كل جهدهم في البحث. فما هو علاقتي بهذا الموضوع رغم اني مسيحي وغير مختون؟ للإجابة على هذا السؤال اذكر لك قصة عشتها في صغري ورافقتني طوال عمري حتى سمحت لي الظروف في البحث في مضمونها.

قصة عشتها في صغري
-----------------------
حوالي عام 1954، وكان عمري خمس سنين، تم ختان اطفال جيراني المسلمين الذين يسكنون امام دارنا. وكما تعرف يصاحب مثل هذه العملية احتفالات توزع خلالها الحلوى على المارين. وقد حصلت أيضا على نصيبي منها ولكن دون ان افهم سببها لأنني كنت صغير ولا تمارس عائلتي الختان. والشيء الوحيد الذي استوقفني هو صراخ اطفال داخل البيت. لماذا يصرخون؟ هل لأنهم لم يحصلوا على حلوى؟ فقالوا لي لا، لأنه يتم ختانهم. لم افهم الجواب. فبقي هذا الحدث الغريب في مخيلتي طوال عمري: ناس يفرحون واطفال يصرخون من الألم. تناقض غريب ازعجني. كيف يمكنك ان تفرح بألم الغير، وخاصة اطفال ابرياء؟ هل وصلت قساوة البشر، وخاصة الأهل، الى هذه الدرجة؟ امر ما زلت استغربه ومن المؤكد اني سوف افارق الحياة دون أن اقبل بالتبريرات السخيفة التي يحاول البعض تقديمها.

دعوة لالقاء محاضرة في جنيف
------------------------------
في عام 1992، بينما كنت في جولة في مصر، وقع نظري على كتاب عنوانه «ختان الذكر وخفاض الأنثى من منظور إسلامي»، لمؤلّفه الدكتور عبد السلام عبد الرحيم السكّري، أستاذ بكلّية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر قسم دمنهور. تردّدت كثيراً قَبل أن أشتريه فعنوانه يعيد إلى ذاكرتي صراخ أطفال الجيران. وعلى الغلاف سكّيناً حادّاً أحمر اللون يمر بين طفل وطفلة يزيل الستار عمّا كنت أجهله من أسباب هذا الصراخ. ولكني تجلدت واشتريته. وبدلاً من قراءته خبأته في إحدى زوايا مكتبي بعيداً عن أنظاري. ولكن في عام 1993، طلبت منّي منظّمة (شمال جنوب 21) في جنيف أن أقدّم محاضرة في مؤتمرها عن حقوق الطفل الذي عقدته في جامعة جنيف يومي 30 و31 يناير عام 1993. فاقترحت عليها موضوعين من بينهما الختان. وقد وقع اختيار المنظّمة على هذا الموضوع الذي كنت أتخوّف منه وأجهله كل الجهل. وها هو الكتاب الذي خبأته في إحدى زوايا المكتب يقفز أمام عيناي. وكان لا مفر من قراءته والتمعّن في محتواه.

فاكتشفت أن الختان لا يمارس في مصر على الذكور فقط بل أيضاً على الإناث. ثم انتقلت منه إلى مقالات وكتب بالعربيّة وبلغات أخرى أبحث فيها عمّا كنت أجهل. وقرّرت وضع ثمرة أبحاثي ضمن مقال قدّمته للمؤتمر بكل براءة. وقد دفعني الجو الجامعي الذي نُظم فيه المؤتمر إلى تجاهل أن هذا الموضوع يمس صميم المعتقدات الدينيّة كما إني لم أكن أعلم أن المنظّمة الداعية هي منظّمة ليبيّة. وما إن انتهيت من إلقاء المحاضرة حتّى انهالت علي الانتقادات من منظّمي المؤتمر، وكان بينهم مسلمون وصفوني بالإلحاد. أمّا الحاضرون فقد صفقوا لي واستغربوا الاتهام. فدافعت عن نفسي موضّحاً أن ما جاء في محاضرتي ليس تهجّماً على الديانات بل دفاعاً عن الأطفال الأبرياء.

عندما الدين يعلو على حقوق الاطفال الابرياء
-------------------------------------------
وتبيّن لي في تلك المحاضرة أن الدفاع عن حقوق الأطفال قد نسي تماماً من قِبَل المنظّمين عندما تعارضت هذه الحقوق مع مبادئ يظنّوها من صلب معتقداتهم الدينيّة. وقد شجّعتني تلك الانتقادات لكي أستمر في بحثي بخصوص الختان دفاعاً عن حق الأطفال. وأحسست في ضميري بأني مسؤول عنهم وكأني أحملهم على كتفي. فقمت بنشر مقالي بالفرنسيّة الذي ما لبث أن نُشر بالإنكليزيّة والإسبانيّة والألمانيّة والفنلنديّة في أكثر من عشر مجلاّت علميّة. وقد اكتشفت وما زلت أكتشف يومياً أن هناك معارضين ومؤيّدين جدد لموضوع الختان. وصُنِّفت بطبيعة الحال بين معارضي الختان. لا بل إن اليهود إتّهموني بمعاداة الساميّة حتّى على شبكة الانترنيت. ولكني لا أعير كبير اهتمام للاتهامات ما دام قصدي هو البحث عن الحقيقة.

مشوار وكفاح مستمر
--------------------
هذا مشواري مع الختان وما زلت اكافح لإلغاء كل من ختان الذكور والاناث. فألفت كتابي عن الختان بالعربية أولا، ثم قمت باختصاره بالعربية. وترجمته الى الفرنسية في كتاب كبير ثم في كتاب مختصر، ثم نشرته بالإنكليزية. وقد حضرت عدة مؤتمرات حول هذا الموضوع وكتبت كثيرا من المقالات وأكرس ساعة له ضمن تدريسي في كل الجامعات التي اعلم فيها. أرى انه من واجبي ايقاظ ضمائر الناس ليسمعوا صراخ الأطفال كما سمعته صغيرا ويكفوا عن هذه الجريمة الشنعاء التي تخالف أبسط مبادئ الانسانية. أعرف ان هذا سوف يغيظ الكثيرين. ولكني لا احكم عليهم. فأنا اعتبرهم ضحايا عادة همجية فرضت عليهم من قرون طويلة ويصعب عليهم تغييرها. ولكن لا بد من تغييرها. فأرجو منهم ان يعذروني ان وصفت هذه العادة بالهمجية. فهي في نظري أكبر جريمة ضد الانسانية على وجه الأرض لأنها تعدي على أطفال ابرياء. ويجب ان نتسلح بالشجاعة لنعترف بالغلط مهما طال عليه الزمن ولنعود الى جادة السبيل والى الانسانية. الجاهل معذور الى ان يعلم. ولكن بعد ان يعلم فهو مسؤول عن هذه الجريمة.

عندما يكون الكلب محمي أكثر من الأطفال
----------------------------------------
هناك قانوني سويسري لحماية الحيوان يمنع قطع ذنب الكلب، ولكنه لا يوجد قانون مماثل يمنع التعدي على سلامة الأطفال بالختان. كل ما اطالب به هو تطبيق قانون حماية الحيوان على الأطفال. هل هذا المطلب كثير؟

ادعوكم لرؤية فيديو عن ختان طفل وفيديو عن قطع ذنب كلب وسوف ترون ان الصراخ نفسه. اعرف ان هناك من لا يحتمل سماع الصراخ، ولكن لا بد من ذلك حتى يصحى الضمير الذي تم تخديره بالدين والعادات الاجتماعية لمدة آلاف السنبن.
http://www.youtube.com/watch?v=bXVFFI76ff0
http://www.youtube.com/watch?v=8J1Lgbhi6y0&feature=related

موضوع مقالي القادم
---------------------
سوف اعود في مقالي القادم الى وصف عملية ختان الذكور والاناث وانواعها المختلفة. فهناك اربع انواع لختان الذكور واربع انواع لختان الاناث ربما لم تسمعوا بها في حياتكم.

يمكنكم تحميل كتابي: ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
الجدل الديني والطبّي والإجتماعي والقانوني
من الرابط التالي
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (1)
- دعوة القادة العرب والمسلمين للتزلج على الثلج
- كيف يمكنك ان تصبح نبيا ناجحا؟
- اعتراف رسمي بفشل الدين االاسلامي
- لماذا لا اصبح مسلما؟
- القرآن يطلب تغطية الفرج وليس الرأس
- تجديد الفكر الديني أم خلق دين جديد؟
- الحلول التي يقترحها المفكرون المسلمون لحل النزاع ما بين القا ...
- حرية الاعتقاد في العالم العربي
- الحركات الإسلامية ومصير التماثيل والصور في مصر وخارجها
- أهمية المجانين في المجتمع العربي
- كيف يمكن حماية البشرية من مضار الكتب المكدسة (المقدسة)؟
- الفيلسوف زكي نجيب محمود ينتقد اسلام وفكر روجي جارودي
- سامي الذيب - مفكر وباحث أكاديمي - في حوار مفتوح حول: نشر الق ...
- ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيين والمسلمين، الجدل ا ...
- ضرورة تغيير الأمم المتحدة أو تركها


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (2): لماذا هذا الاهتمام؟