|
مشاهد مخزية ، تنبئ بنهاية مخزية
لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 14:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قوات النظام يدكون حمورية وسقبا وكامل ريف دمشق بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون .. يهرب الأهالي إلى البساتين لينقض عليهم الشبيحة بالرصاص فيردون المئات قتلى وعشرات الجثث موجودة بالبساتين حصل هذا خلال الـ 48 ساعة الماضية .
في شارع بغداد في قلب العاصمة السورية سيارات الشبيحة تنقض على المارة السائرين على الرصيف تقبض عليهم وتشبعهم ضرباً ومن ثم تأخذهم إلى المعتقلات في أحد حملات الترويع وفي خطوة استباقية تهدف لافشال أي مظاهرة قد تخرج من قلب العاصمة .
دبابة في دوما تفتح النار على المارة فتصيب البعض وتقتل البعض وهي مصورة بالفيديو وتم عرض المشاهد على الأقنية الفضائية .
دوما باتت أنقاضاً أين منها برلين عشية نهاية الحرب . قدسيا باتت على الأرض بعد أن قصفت من جهة العرين وهم جوار منذ سنين .
الحفة أفرغت من سكانها البالغي عددهم أكثر من أربعين الفاً . وسويت منازلها بالأرض . آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية أحرقت وأفقر سكانها .
حمص باتت مدينة مدمرة بالكامل، مع ما يعني ذلك من ارتكاب ملايين الفظاعات .
عدد القتلى في سوريا تجاوز المئة ألف، وهو رقم دقيق يتم التعتيم عليه لعدم إخجال مجلس الأمن .. والخسائر تجاوزت الثلاثين ملياراً من الدولارات لأجل الابقاء على عصابة سرقت السلطة بقوة الدبابة واغتصبت الشرعية الانسانية في مضجعها طيلة عقودٍ طويلة و لم تقدم بالمقابل أي شيء سوى الذل والفساد والظلم والقهر والتخلف لشعب أبي طموح.
وعشرات من القصص الأخرى التي يندى لها جبين الانسانية بعد كل هذا .. ما يزال بعض السوريين صامتون ..
لا يصدقون، بأن دورهم .. سيكون التالي !!
أسألهم !!
هل كان يظن أهل حمص أن النظام سيهدم مدينتهم وسيحاصرها ويدكها بالمدفعية ليل نهار ليقتل من أهلها الالوف عبر آلة القتل هذه التي لا تميز بين بشر ولا حجر ؟ بين رضيع ومقاتل ؟.
هل كان إبن الحفة قبل شهر واحد يتجرأ على التخمين أنه سيصبح شريداً متسولاً بعد أن يهدم منزله وتحرق محاصيله في الوقت الذي كان جيرانه الذين عاش معهم قروناً طويلة من الزمن يمنعون وصول لجنة المراقبين كي لا توقف ذبح ابنائه مثلما فعل بشار اسماعيل عندما دعى على صفحته الخاصة أبناء القرداحة لمنع اللجنة من الوصول إلى الحفة عبر قطع الطرقات المؤدية اليها ؟ .
هل كان إبن الرستن التي قدمت 1.500 ضابط للجيش السوري يظن أن مدينته ستصبح منكوبة بفعل تدميرها من قبل الجيش الذي يعمل به ، بعد أن قدّمت المخابرات الجوية في ليلة المنتصف من شهر رمضان الماضية اضحية تعدادها 110 من الضباط عبر نحرهم في مطار المزة العسكري بدمشق من أبناء هذه المدينة الصغيرة ؟ .
هل كان يدرك إبن دوما المشهور بتقنياته الزراعية بأن ارضه ستحتلها الدبابات وتفسد المواسم وأنه لن يتمكن من ضمان أغلب أراضي حوران . وبأنه سيصبح هو واشقائه بين هارب ومعتقل ومشرد أو شهيد .
هل كان أحدهم يظن، أنه سيلقى حتفه على يد قناص غاشم عندما خرج منزله ليحضر ربطة خبز تسد رمق أولاده ليعود إليهم محملاً بأرغفة معفرة بتراب مخلوط بدماء والدهم، ليحولهم في لحظة إلى يتامى مفجوعين .
إلى كل هؤلاء من غير المكترثين من الصامتين من الخائفين أقول
سيأتيكم الدور فإلى متى تنتظرون ..
بأن لا تقفوا مع المظلومين من مواطنيكم ، تساندوهم وتدعموهم لتثبتوا أنكم مواطنون وأن الوطن يقوم على الأخوّة وعلى اللحمة وليس بطأطأة الرأس وتنفيذ أوامر القتلة ..
وإلى جميع الشبيحة الذين يمارسون القتل والهمجية بلا أي رادع..
أقول :
جميعكم ستموتون وستُقتلون بذات الطريقة التي قَتلتم بها، هذا قانون الطبيعة . فما من قاتل تجبر إلا وكانت نهايته كتلك التي مارسها .
ولن يشفع لكم فقركم أو سذاجتكم أو حقدكم الغير مبرر ولا جهلكم بأبسط قواعد الانسانية .
لجميع هؤلاء القتلة، أقول أن التاريخ والشعب لن يغفر لكم يوماً اشتراككم بالقتل بداعي أنكم تدافعون عن سيادة الوطن ، فأنتم تمارسون القتل والحقد الدفين .. تحفرون قبوركم بكل تصميم و تكذبون لأجل إراحة ضمائركم لكنكم ستموتون متعبون .
نعم .. سيطالكم الموت ، لكن بعد أن تفوّتوا الفرصة في أن ترسموا لمستقبلكم إشارة نبل، مواقف وطنية تحسب لأولادكم بعد مماتكم.
ستموتون كما النكرات التي تشتهي مغادرة الحياة بصمت خشية الفضيحة .
ستموتون بلا شرف لأنكم ساهمتم بألم السوريين ممن خرجوا لأجل صناعة مستقبل أفضل لأولادكم، فلم تكتفوا بأن تغمضوا أعينكم وتصموا عن سماع صراخ المجوعين والمكلومين، بل اقترفتم بكل خساسة أعمال القتل والترويع فكنتم أسوأ صورة لمجرمين يقتلون لأجل حفنة من المال، أو لأجل زيف لا يقنع الصغار ..
اليوم وبعد أن بات عدد أؤلئك الأبطال ممن ضحوا بكل غال ونفيس من أخوتكم قد تجاوز الملايين، لا يمكن أن نغفر أونمنح اي مبرر لأي فعل أو مشاركة مهما كانت بسيطة .
أيها الحاقدين المغفلين
سيطالكم الموت لتقضوا بلا أي مجد، فهذا قدركم الذي اخترتموه بإرادة مريضة.
قادمون
لينا موللا صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سعاد ذات الأحدى عشر ربيعاً
-
التغيير قادم لا محالة
-
الأخوان والسلطة - مصر
-
أميركا والثورة السورية
-
رهانات النظام والدول الحليفة له
-
الطريق للانتصار واحد
-
في العودة إلى جوهر الثورة السورية .
-
الخطوة القادمة - قوات حفظ السلام في سوريا
-
الثورة السورية تخطف المبادرة
-
ما أقرب اليوم بالأمس
-
هل أنتم مستعدين ؟
-
نريد قيادة عامة للثورة فوراً وحالاً
-
أقنعة الأيديولوجيات
-
عندما يدس النظام السم بالدسم
-
لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟
-
من نحن ؟
-
أضواء على المرحلة التي وصلتها ثورتنا ..
-
فلسطين شماعة الطامحين
-
كم نتعطش للحرية
-
القاعدة فكرة أميركية بتنفيذ سوري
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|