لماذا لا نبرأ الاحفاد من جريرة ما فعله الاجداد؟

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 04:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم:قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الاعراف الايه188(قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) وهذا يؤكد ان الانسان لايعلم الغيب ولايخلق نفسه ولكان باستطاعته ان يخلق نفسه لخلق نفسه في غاية الجمال شكلا وفي غاية الاتقان نفسا وايضا لااختار اجمل البلدان سكنا وافضل شرائح المجتمع نسبا واثرى الناس مالا واقوى الناس جسديا واذكى الناس فكريا ولاختار افضل الاديان والمذاهب شيوعا وقبولا بين الناس ولااختار ان يكون من علية القوم لابل من القاده البارزين واكثرهم لكلامه سماعا واكثرهم لامره طاعة ومحبة واجلالا
ولان هذا من رابع المستحيلات ومن ضروب الخيال فليس للانسان الخيره فلم يختر امه وابيه ولم يختر عشيرته ونسبه ولم يختر قوميته ووطنه ولم يختر دينه ومذهبه فلماذا يحاسب على شيئ لم يختاره ولماذا يحمله البعض جريرة مالم يقم باختياره ومافرض عليه فرضا ومن الصعب تغير ما نشأعليه لما ماقد يتعرض له نتيجة هذا التغير مجتمعيا وسياسيا ودينيا وما لهذا التغير عليه من تأثيرات اضافة للخشيه من المجهول ومن الغيبيات ومن عدم الاطمئان الكامنه في الذات البشريه لانه كما نعلم انه لااحد عاد من الموت ليخبرنا عن ما آل اليه حاله في السموات العلى وما عاد الينا احد من هذه الطائفه او تلك او من هذا المذهب أو ذاك ليخبرنا ايهم الفرقة الناجيه من بين المذاهب وما عاد احدا بعد الموت من هذا الدين اوذاك ليخبرنا اي من الاديان المعتمده والمفضله لدى الله سبحانه وتعالى فيخى الانسان ان تحول من هذا المذهب الى ذاك ان يكون مذهبه الذي تركه هو الفرقه الناجيه او الدين الذي تركه هو الدين المتمد لدى الله سبحانه وتعالى فلماذا هذا الصراع بين الاديان والمذاهب وكلهم يعلمون علم اليقين ان الانسان مجبر وغير مخير لافي خلق نفسه ولافي اختيار نسبه ولابلده ولادينه ولاشكله
اما بخصوص تحميل الاحفاد و احفاد واحفاد واحفاد واحفاد واحفاد واحفاد الاحفاد الى مالانهايه جريرة مافعله في مجاهل التاريخ اجدا الاجدادوالاجداد والاجداد والاجداد الى مالانهايه والاحفاد ماكانوا حاضرين لتلك الاحداث وما كانوا مشاركين وهل يغير رضاهم او عدم رضاهم من الامر شيئا وهل باستطاعتهم تغير او التاثير على ماحصل قبلهم قبل الاف السنين وهل عقارب الساعات بامكانها العوده الى الوراء فلماذا نحملهم جريرة كل ماحصل وليس له به يد
وهناك نص من الله يدعوننافيه نحن كمسلمين ان نتجاوز تلك المراحل الغارقه في التاريخ في كتابه العزيز ويخبرنا في ايته انه ليس لنا علاقه فيماحصل بين اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجداد اجدادنا(( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ويخبرنا ان الله لن يسحاسبنا او يسألنا عما فعلوا فلماذا نحاسب انفسنا ولم يحمل بعضنا البعض جريرة ما فعله اجداد اجدنا الى ملا نهاية ماكانت لنا في ماجرى يد
حال الدينة المسيحيه مسها مامس ديننا من فرقه وتعدد المذاهب فانقسمت المسيحيه الى اربعة طوائف ومذاهب واكثر(الارثوذكس,الكاثوليك, البروتستنت,الانجليين) وهذا شرقي وهذا غربي وحصلت بينهم نزاعات وصراعات وكل يرى مذهبه الاصح وكل يرى مذهبه وطائفته الفرقة الناجيه وحصل بينهم قتال ومحاولات فرض الارادات وكسر عظام الاخر واستمر النزاع بينهم قرابة ال400 عام في القرون الوسطى ولكنهم اليوم فرق لانقول متحابه اوموحده او مجتمعه ولاكنهم توصلوا الى التعايش السلمي بينهم ولااقول انه بين الفينة والفينه لاتظهر بينهم فرق متطرفه تحاول اعادة النزاع والاقتتال بينهم ولكنهم اي المسيحين يفوتون عليهم الفرص
ولاننسي الكراهيه والتأليب الذي كان يدفع به رجال الدين المسيحين الى اليهود لانهم كانوا السبب وراء الوشايه بالمسيح وكانوا السبب وراء صلبه ولكن الفتيكان ويعتبر المصدر الوحيد للتشريع لدى المسيحين اصدر توضيحا اوقرارنا ابلغ به اتباعه ان احفاد اليهود اليوم ليس له علاقه بماقام به اجدادهم واليوم المسيحين واليهود ان لم نقل على وفاق نقول انهم ليسوا على عداء
فلماذا لانحذوا حذوهم ونبرأ احفاد الاحفاد الى مالانهايه من جريرة ماقام به الاجداد ولماذا لازلنا نعزف على ذات الوتر ولماذا نسعى لااثارة الاحقاد والكراهيه بين النسيج الاسلامي لماذا لانسعى الى اعلان على اقل تقدير الى الحرب الباردة بيننا ثم نحولها بعد مده بعد السعي لازالة الاحقاد ومسبباتها الى سلام بيننا وهذا ماتفرضه علينا حقوق الانسان والحرية التي ندعو اليها ولماذا لانعتمد النص القرآني لكم دينكم ولي دين فاليبقى كل منا على دينه وعلى مذهبه وعلى طائفته ونترك حساب بعضنا البعض الى الله وهو القائل(قال تعالى (وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ) الأنعام/52

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات