أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جمال الهنداوي - انقذوا دجلة الخير














المزيد.....

انقذوا دجلة الخير


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 01:20
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


كصخرة على الصدر يجثم مشروع سد اليسو على رئة العراق,وكرصاصة من قحط وجدب وخواء تصيب الجهود التي تبذل لانشائه قلب الوطن ومستقبل اجياله,فانه ليس مغنما..او منصبا اووجاهة مما يتقاتل عليها القوم هذه الايام..بل انه دجلة الذي يستغيث..دجلة الخير,ذاكرة الايام ونسائم الصبا الغر التي تهب صافية بين الرصافة والجسر..دجلة السواد البعيد وما لا تستطيع عين المسافر من القفر القديم اجتلاءه الا في غاية الانبهار،هو النهرالوريد،هو الإخضرار الذي يتماوج امام عينيك كرؤى عابقة بألف عطر وعطر ويسمعك جريانه صوت الماضي القريب حين كانت الشمس تفرد رداءها البهيج على ضفتيه بشعاعها الحنون، لتذكّرنا دائما بأننا توأمان,دجلة والعراق, ولدنا معا،وعشنا معا ,وتلظينا بالقهر معا..واذا مات احدنا..متنا معا.
تقارير ودراسات دولية عديدة,ووقائع من عواصف وغبار ,تحذر من ان المشروع التركي سيهدد نهر دجلة بالجفاف وينعكس سلبا على العراق من الناحية البيئية والإنسانية.وكل هذا ونحن لا نجد من قادتنا الا بعض الهمهمات المتكلفة عن علاقات الجوار والتاريخ المشترك مغلفة بالكثير من الضجر والتأفف من قطع انهماكهم الطويل بالشقاق والنفاق وما يفرقون به بين الاخ واخيه..
يقول السيد داني فانوشي الناشط الانساني في منظمة العفو الدولية -أن الدأب الواجب بشأن حقوق الإنسان- بما في ذلك وضع المعايير المتعلقة بالآثار الاجتماعية والحقوقية للمشاريع التنموية ومراقبة مراعاتها - أمر يمكن أن ينجح.. وعلى هذا الاساس نظم ناشطون عراقيون حملة جمع تواقيع لإنقاذ نهر دجلة من مشروع السد التركي ووضعه ضمن محميات التراث العالمي، مؤكدين أنهم شكلوا تحالفا دوليا مع منظمات تركية وإيرانية لأجل ذلك واعتمادا على الحقائق العلمية التي تؤكد أن قرار أنقرة بتشييد سد أليسو على نهر دجلة سيؤدي إلى عواقب مائية وبيئية كارثية، وخاصة على الجانب العراقي.وهذه الحملة تحتاج الى دعم جميع العراقيين لما لها من اثر في التأثير على قناعات الرأي العام والمنظمات الدولية ومن المفيد ان نستذكر الحملة الدولية المنسقة التي قامت بها العديد من الفعاليات العراقية والدولية قبل عامين ونجحت في الضغط على حكومات دول الاتحاد الاوربي لسحب تمويلها للمشروع,بعد اقناعها بالمخاطر التي قد تؤدي الى وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة التي يستهدفها المشروع وباقي الدول المتشاطئة. ولكن حصول تركيا على مصادر تمويل اخرى-يرجح انها عربية- اعاد المشروع الى الواجهة رغم ورود العديد من التقارير والتقييمات لخبراء مستقلين توصلت إلى نتيجة مفادها أن مشروع السد لا يفي بالمعايير المتفق عليها، بما فيها ما يتعلق بالآثار الاجتماعية والبيئية للمشروع..
لذا فان هناك مسؤولية كبرى على الجهات الرسمية العراقية ومنظمات المجتمع المدني في العمل المكثف والسريع من خلال الاتصال بالمنظمات البيئية العالمية وبشكل خاص ذات النفوذ والخبرة مثل"السلام الاخضر"لغرض تجميع اكبر تحالف ممكن بين المنظمات ذات الشأن لحماية موارد رزق اهلنا وبيئتهم. ولضمان استخدام حوض النهرين دجلة والفرات لصالح شعوب المنطقة بدون اجحاف والحفاظ على الظروف البيئية السائدة وبشكل خاص مناطق الاهوار التي ستهدد بعد الجهود الكبيرة التي بذلت من اجل اعادتها من جديد.
وعلينا نحن كعراقيين ان ندعم هذه التجربة، تجربة حملة ايقاف سد اليسو، بكل جوانبها وان نبدأ بتعلم الاليات والوسائل التي تجعلنا نتعامل مع الاوساط العالمية والاقليمية بكفاءة عالية المستوى. اذ لا يكفي ان نردد بأن اهلنا يموتون من العطش وان لنا حقوقا تاريخية في المياه. بل ان هناك الكثير من المعطيات التي يجب ان نوليها الرعاية والاهتمام لكي نواجه المتغيرات المناخية والبيئية التي انتبه العالم الى مخاطرها منذ اكثر من عقدين من الزمن، كان العراق خلالها وربما ما يزال، منشغلا بالصراعات المختلفة.
حان الوقت لكي ينتبه العراقيون على المستوى الرسمي والشعبي، الى ضرورة توجيه الجهود الى تعزيز قدراتنا لمواجة نوع اخر من التحدي مع الطبيعة، الذي يمكن ان يحول بلاد ما بين النهرين الى صحراء قاحلة.وعلى كل مواطن يريد ان تبقى عينيه مكتحلتين برواء دجلة المشاركة بالحملة من خلال الاستمارة المعتمدة من قبل اليونسكو على الموقع أدناه:
http://www.change.org/petitions/unesco-world-heritage-committee-save-world-heritage-on-the-tigris-river-in-mesopotamia



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار
- صناعة الاصنام
- ليس هذا من الديمقراطية في شئ..
- البحرين..العزف النشاز على هدير المحركات
- لا بديل عن التعايش.. لا بديل عن الحوار
- الجهاد ضد كوفي عنان
- عصر الحرية المفتوح
- وثيقة ابو سفيان
- تساؤلات على هامش القمة
- هدم الكنائس..وما الجديد؟؟
- بلاغة القرضاوي لا تكفي


المزيد.....




- قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا ...
- شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل ...
- التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن ...
- لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا ...
- فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
- شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا ...
- الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
- -الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
- -أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جمال الهنداوي - انقذوا دجلة الخير