|
لاتؤدي عمل اليوم بادوات الامس
كاظم الحناوي
الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 00:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاتؤدي عمل اليوم بادوات الامس
أهم ميزة استطاع الانسان تطويرها هي التشبيك بالترميز وبها تكون الأرقام كلمات وافكار واصوات هذهِ الصور نفسها استخدمها لتوضيح الأفكار وللوصول بسرعه اكبر الى ابعد مكان في العالم والكلمات الموجودة في الشبكة العنكبوتيه أن كانت مكتوبة أومنطوقه هي تلك الأرقام المرصوصة والتي تحولت الى معاني وصور ليعطي وسيلة تفاهم جديدة وأداة تفكير ووعاء علم ومعرفة وثقافة بواسطتها تتكون الصور والخيالات وبها تبتدع المعاني والأفكار لتتحول هذهِ الشبكه الى وسيلة يتوقف عليها التطور الحضاري للشعوب والأمم وهي عامل فاعل ومنفعل واصبحت تعبيراً عن الشخصيه وابعادها الأنسانيه وأنعكاسا لمستوى التطور الحضاري فهي عامل فعال في تحقيق الشخصيه وتطوير مستواها الحضاري, فعصرنا هذا هو عصر الموبايل والانترنيت كما اصبحا هما البديل العصري للأذن والعين وعضوين اساسيين في الوجه الاجتماعي وصار وضعهما كوضع العين والأذن في الوجه الأنساني لاغنى عنهما ولابديل لفقدهما وهما اخطر وسيليتين في عصرنا هذا برغم عمرهما المحدود بالقياس ألى وسائل الاتصال الأخرى وأهم مظاهر خطورتهما أنهما يتصلون بكافه العلوم الأنسانيه والأجتماعيهه والتجريبيه والعلمية أن اول مسألة أنتبهت أليها الأنضمة الدكتاتورية في القرن الواحد والعشرين هي منع الموبايل والأنترنيت من الدخول ألى حدودها.او تشديد الرقابة عليها بالمنع والرقابة الصارمة لأن هذين الوسيلتين ليست سوى مراجل تقوم بتحطيم قيم المجتمعات التي تحدث فيها وتقوم بأعادة تشكيل انماط الأعتماد الاجتماعي كما تعيد تشكيل وترتيب كل مظهر من مظاهر حياتنا الشخصيه بأنها تجبرنا على اعادة التأمل والتقييم لكل فكرة وكل تصرف وكل مقولة سبق لنا التسليم بها لأن كل شئ في حالة تغيير علاقتك بنفسك وبالغير تحول الأنترنيت الى ألية تهدف الى جمع المعلومات من المجتمعات المختلفة سواء بالعد الشامل أو بالمعاينه وكيفيه تحويل هذا المعلومات الى بيانات وجداول وصناعة الطرق العلميه بتقديم الأدوات اللازمة للوصول ألى معلومات تتحكم في عملية الوصول لها المصادفة بحيث لايمكن معها التنبؤ بالنتائج بالنسبة لغير المختصين أو اللذين يتعاملون مع المعلومات بشكل عبثي ان عملية قياس التغير التي تطرأ على الموبايل تنعكس على الانترنيت في التغيرات الكميه أو النوعيه وهما هنا كالعين والأذن في الاتصال أوالأنعكاس في النتائج أنها صيرورة تشمل حصر وجمع وتحليل وعد وقياس ظواهر معينه في الطبيعه والمجتمع والأقتصاد لتمكن الأنسان المختص أو غير المختص في جدولتها وترتيبها وتصنيفها ثم تحليل نتائجها فعندما تقول موبايل فأننا نعني على الغالب تليفون خلوي أي بعمنى أنه عبارة عن ألة محمولة تقوم بالاتصال دون الرجوع ألى الوسائل التقليديه في الأتصال أما المعنى الثاني الأهم.أن انتشار ممارسته على نطاق واسع وخاصة أنه أصبح من النادر أن تجد أحد لايملك الموبايل أصبح هذا الموبايل يزودك يومياً بأخبار الصحافة المعطيات البيانات الحالة الجوية ,الطاقة ,المعلومات .أنهُ ليس الألة القديمة في الأتصال أنهُ اتصال من نوع جديد لهُ دور في كل النظم الأتصاليه يرتبط وجوده بدوره الأيجابي الموضوعي الضروري والفعال فالمجتمعات تتشكل دائما تبعاً للوسائل التي يتصل بها الناس اكثر مما تتشكل تبعاً لمضمون لاتصال فالأبجديه مثلاً هي تكنلوجيا يستوعبها الطفل الصغير بطريقه لاواعيه تماماً فالكلمات ومعانيها تجعل الطفل ميالا ألى التفكير والتعرف تلقائياً بطريقة معينه أما التكنلوجيا الأكترونيه فقد شجعت المشاركة والمساهمة ومن المستحيل أن تفهم التغيرات الأجتماعيه والثقافيه بدون أن تعرف عمل وسائل الأتصال وطريقة أدائها أذاً هناك صله وثيقه بين وجود الموبايل والانترنيت وأشارة البدء بالنسبه للتحولات الكبرى التي تأتي بعد ذلك في بنيه المجتمع وحواس الأنسان على السواء.كما أن وسائل الاتصال التي يستخدمها المجتمع أو يضطر الى أستخدامها هي التي تحدد هذا المجتمع وطريقه سلوكه لذلك ترى الشعوب العربيه وقعت فريسه لهذين الوسيلتين الجديدتين لعدم معرفه رأي المواطن العربي بهذين الوسيلتين مما أوقع هذهِ الشعوب فريسه للاستغلال نتيجة التقدم التكنيكي وعدم قدرة الأنظمه على السيطره على البيئه المحيطه وذلك لأن الوناً لا حصر لها من الأضطراب وأحساساً عميقاً باليأس يظهران على نحو ثابت لا يتغير في فترات الأنتقال التكنلوجيه والثقافية الكبيرة بسبب محاولتنا أداء عمل اليوم بأدوات الامس وبمفاهيم الأمس أن الشباب يفهم الظروف المحيطه الحاليه بطريقه فطريه وهذا هوسبب الغربه الكبيره بين الأجيال , أن هذين الوسيلتين اي الانترنيت والموبايل تصنعان مع الوقت ظروفاً محيطه وبيئه تؤثر في لأنسان الذي يعيش فيها لقد انتهى ضيق الأفق السيكلوجي والأجتماعي والأقتصادي والسياسي لقد انتهى العصر الجمهور القديم ذي الأراء المستقله المتميزة وظهرت الجماهير كقوة قادرة على المساهمة والمشاركة في داخل حجرات الجلوس التي تحولت ألى حجرات أقتراع تشارك في مسيرات التغيير والثورة وغير ذلك بدأت بتغيير كل شيئ تبدو الصورة وكأننا أمام انهيار عربي حضاري يقودنا الى صياغة كيانات مجتمعيه هزيلة تتفاعل على نحو سريع مع سياسة الأستهلاك الحضاري الوافد على رغم ان دخول نابليون الى مصر أتاحت للعرب الأتصال بالعالم الخارجي بعد فترة نوم في أحضان الذات فأن أكثر من 160 عاماً قد انقضت على أول أتصال بالعالم في العصر الحديث ألا أن الحكومات العربية حتى الأن وكأنهم أمام نقطه الأنطلاق. حيره وتشتت وضياع. وتمركز حول الذات وتعصب وأنغلاق وتخلف وجهل... مما أدى ألى انخراط الشباب في المسيرة الجديدة لعالم الأنترنيت والموبايل دون أن تكون البيئة ممهده لذلك مما أدى ألى تشتت وضياع أكبر نرى نتائجة في الفوضى التي خلقها الاتصال الجديد أن البيئة الجديدة التي خلقتها وسائل الاتصال الجديدة بيئه تجبرنا على الألتزام والمشاركه فكثيرون من الناس يعرفون أكثر من اللازم عن بعضهم البعض. ولأن الموبايل والانترنيت لايتركانا وشأننا بل لاتترك فينا جزءاً دون أن تمسه أوتؤثر فيه أو تغيره ولهذا من الصعوبه التحكم في عمليات التغيير التي تحصل دون معرفة الطريقة التي يعمل بها لأنترنيت والموبايل هذا العالم الجديد الذي صنعه الأنترنيت والموبايل طفره عالميه أحداثها تحدث في وقت واحد.جعلت المعلومات تنصب علينا فوراً وتكاد المعلومات لاتصل ألينا حتى تستبدل بمعلومتاً أكثر جدة وهنا لايوجد وقت للتصنيف أو التسلسل لقد اصبحت الحرب حرب معلومات تشنها مؤسسات ماهرة تمد الناس بالمعلومات واذا كانت البيئة والظروف المحيطه لبث الدعايه أو الأشاعة فأنها تبث فكيف يمكننا مقاومتها ؟ علينا العمل على وضع البرامج المضادة على أنها وسائل اتصال وليس محاربة واضعي برامج وسائل لاتصال , بأعتبارها تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة نعم إننا كآباء ومربين علينا ان لانؤدي عمل اليوم بادوات الامس فلا نطلب من ابنائنا الامتناع عن بعض الأشياء التي نسمح بها لأنفسنا.. كما أنه علينا ان نقدر اهتمامات واحتياجات الشباب فندعهم يجربون ويقررون ومن ثم نتحاور معهم لندعهم ان كانت قراراتهم صحيحة أو نرشدهم الى الطريق الصحيح ان كان العكس..ان اليقظة والحذر والوعي واختيار أسلوب التعامل الصحيح هو الذي يشكل ما يحمي ويقي الأجيال من تلك المخاطر القادمة إلينا عبر ثورة المعلومات..
------------------ الأعتماد الاجتماعي :علاقة تبادلية بين كيانين مستقلين «أشياء أو أفراد أو جماعات» ومن شأنه أن يحقق المنفعة والفرص والمصالح المشتركة لأطراف تلك العلاقة
#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وإذا قلتم فأعدلوا
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|