سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 14:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شك أن الإنتخابات المصرية وما شابها من شد وجذب وشكوك وما صاحبها من صراعات سياسية وتقدم الإخوان المسلمين وتخليهم عن وعدهم السابق بعدم الترشح للرئاسة (!!!) سبب إحباطات للكثير من المصريين ولذلك لاحظنا أن معدل المشاركة الشعبية في الإنتخابات أصبح يتراجع بشكل جدى وفاضح حيث قاطع أكثر من نصف الناخبين وعددهم 50 مليون مصري - من 90 مليون نسمة هم عدد سكان مصر - إنتخابات الرئاسة في جولة الإعادة بين مرشح الإخوان "الدكتور مرسي" ومرشح النظام السابق "الفريق شفيق" وتظهر النتائج الأولية غير المؤكدة تقارب النسبة التي تحصل عليها كل مرشح منهما بشكل كبير مما يعني وجود إنقسام كبير وخطير في الشارع المصري !!!!.. ورغم أن كل مرشح أعلن عن فوزه قبل ظهور النتيجة رسميا ً إلا الجميع في إنتظار النتيجة الرسمية للسباق الرئاسي والقلب يخفق في لهفة وخوف وإرتياب !.. وإن كان فوز الإخوان بالرئاسة لأول مرة في التاريخ سيشكل لطمة موجعة للغرب وإسرائيل وخصومهم التقليدين من علمانيين وربما حتى لخصومهم "إسلاميين" التقليديين!!.. إلا أن فوز "الفريق شفيق" بالإنتخابات سيشكل كارثة حقيقية أكبر وأخطر !... فهو آخر رئيس وزراء لنظام "مبارك" مما يعني أن النظام الذي أخرج غصبا ً من الباب مطرودا ً شر طردة قد عاد بوجه جديد من "الشباك" !!.. شباك الديموقراطية في غياب تطبيق قانون العزل السياسي !!.. وهي ضربة موجعة للثورة المصرية!... والواقع أن أزلام النظام المصري السابق وأصدقائهم في المجلس العسكري والغرب قد تمكنوا بمكر ودهاء من خلط الأوراق في مصر بشكل خبيث ووضع الناخبين المصريين أمام خيارين أحلاهما مر بالنسبة لملايين الناخبين المصريين!.. أما العودة للنظام السابق بوجه جديد أو حكم الإخوان المسلمين!؟... فهل سيكون "الفريق شفيق" هو المسمار الأول في نعش الثورة المصرية الأولى وهل سنكون بصدد ثورة مصرية ثانية وثالثة وكر وفر وصعود وهبوط كما حصل في الثورة الفرنسية حتى تتحقق أهداف الثوار وأحلام الجماهير ولو بعد سنوات عديدة!؟.. وهل نجاح الثورات أمر محتوم دائما أم أن الثورات مثل البشر يمكن إجهاضها وهي في بطون أمها أو خنقها في مهدها أو تسميمها وهي في ريعان شبابها !؟.
لا شك أن ما يجري وجرى في مصر وإن كان قد ألهب الشارع العربي في بداية الثورة المصرية إلا أن ما يجري الآن بلا شك أصبح يغذو الإحباط واليأس في نفوس الكثير من الناس سواء من حيث عودة أزلام النظام السابق للحكم من شباك الديموقراطية لدى من يكرهون عودة النظام السابق !! أو من حيث سيطرة الإسلاميين على الحكم لدي من يخافون من عودة الحكم الديني بطريقة طالبان أو إيران في العالم العربي مع أن "الإخوان" ما فتؤوا التأكيد على تمسكهم بمدنية الدولة والمحافظة على الدستور والحياة الديموقراطية التعددية !.. إلا أن إخلافهم وعدهم بعدم الترشح للرئاسة لا شك زاد من مخاوف وشكوك والكثيرين وألقى بكلكله على مصداقيتهم في الشارع العربي !!.
سليم الرقعي
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟