أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - معقل زهور عدي - نحو برنامج سياسي مشترك للقوى الوطنية الديمقراطية في سورية ولبنان














المزيد.....

نحو برنامج سياسي مشترك للقوى الوطنية الديمقراطية في سورية ولبنان


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1102 - 2005 / 2 / 7 - 11:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تزداد وضوحا يوما بعد يوم أن الموجة التي تتصاعد في لبنان باسم انهاء التدخل العسكري السوري والتي تجد في أطراف دولية دعما وتشجيعا واسعين تحمل في حقيقة الأمر أجندة سياسية لايشكل التدخل العسكري السوري سوى جزء جبل الجليد الظاهر فيها وتعبر الأطراف القائدة للهجوم الاستراتيجي المضاد بين الحين والآخر عن بعض تلك الأهداف التي لايتم التركيز عليها الآن من أجل تضليل أوسع الفئات الاجتماعية والقيادات السياسية ، وتتلخص أهداف الهجوم الاستراتيجي المضاد بالآتي :
اولا : انهاء الوجود السياسي السوري ( وليس العسكري والأمني فقط ) في لبنان بحيث ينظر لكل متعاطف مع سورية باعتباره شخصا مطعونا في وطنيته ، وفي مرحلة لاحقة اذا قدر لذلك التيار ان يسود فيمكن تصور اطلاق حملات لاجتثاث ( اللبنانيين البعثيين ) وبالطبع فسيصبح كل متعاطف مع سورية بعثيا ومرتبطا بالمرحلة ( البائدة ) .
وهنا لابد من التوقف قليلا فثمة فرق واضح بين الموقف من هيمنة الأجهزة الأمنية على الحياة السياسية في لبنان وهو أمر غير مقبول بالتأكيد في لبنان كما في سورية ولابد من انهائه واشاعة ديمقراطية حقيقية تنطلق من احترام المؤسسات الدستورية وحقوق الانسان وسيادة القانون وهو مايحتاجه المجتمع بأغلبيته الساحقة ، وبين استخدام تلك المطالب المحقة للعبور نحو أجندة مختلفة كليا تتمثل في أحد بنودها بالنفخ بمفهوم قديم للسيادة الوطنية في عصر العولمة ، ان نظرة التقديس للحدود القطرية الموروثة عن اتفاقيات سايكس – بيكو قد تم تجاوزها من قبل الأطراف التي صنعتها بفعل تطور الاقتصاد العالمي ودخوله مرحلة العولمة واذا لم يكن احتلال أمريكا للعراق وتدميرها لدولته ثم تفكيك تلك الدولة الى فدراليات كافيا لدفع المثقفين العرب للانتباه لتلك الحقيقة فتلك مشكلة ، واذا كنا نرضى بالتفكيك ولانرضى بالتوحيد فتلك مشكلة أكبر .
ليس القصد هنا الدعوة الى كيان فدرالي سوري – لبناني ولكن ابقاء الباب مفتوحا أمام الخيارات التي تلبي مصالح أوسع الطبقات الشعبية في سورية ولبنان مقابل الخيارات الأخرى التي تعكس برامج فئات محدودة متكيفة مع العولمة والهيمنة الأمريكية ، وهكذا فان كان من حق الأكراد في العراق الدعوة الى كيان فدرالي فان من حق العرب في سورية ولبنان الشىء ذاته فخرق الحدود القطرية طريق ذو اتجاهين وليس ممرا إجباريا باتجاه واحد .
وعلى اية حال فان مايجري في لبنان من اعادة انتاج مفهوم السيادة الوطنية هو من أجل الاستعمال كغطاء سياسي لأجندة واسعة غير معلنة تماما مثلما هو الحال في الخداع الحاصل في استخدام مفهوم الديمقراطية لتبرير التدخل في العراق وتدمير دولته وقتل عشرات الألوف من العراقيين في سبيل استراتيجية للهيمنة غير معلنة .
بقدر ما تهدف أجندة ( السياديين ) لانهاء العلاقة السورية اللبنانية وضربها في الصميم ( بغض النظر عن الادعاءات ) فهي تهدف الى اعادة لبنان الى المدار الأمريكي – الاسرائيلي وشطب كل الآثار والنتائج التي نجمت عن تصاعد الروح الوطنية في لبنان مع تصاعد المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب وما أحدثه انتصار المقاومة من تغيير في المعادلة اللبنانية وفي الثقافة والوعي الشعبي .
كما تهدف أيضا للانقضاض على اتفاق الطائف لاحقا واعادة لبنان الى هيمنة حفنة من المافيات الطائفية ذات الارتباطات ( غير السيادية ) مع عواصم القرارات ( السيادية ) في واشنطن وتل ابيب وغيرها ، ويمكن النظر الى تلك الأجندة باعتبارها حركة انقلاب شاملة لاعادة لبنان الى الوضع السياسي الذي كان عليه قبل الحرب الأهلية مع تعديل الخلل الحاصل في ميزان القوى الداخلي بالتدخل الخارجي ، وهكذا يؤمن ( السياديون ) هيمنتهم الفئوية في الداخل بالاستقواء بالخارج ( الامريكي والفرنسي ولاحقا الاسرائيلي ماذا يمنع ؟) وزجه في المعادلة الداخلية .
ولللأسف فان تراكم سلبيات الادارة السيئة للعلاقة السورية – اللبنانية هو الذي يمنح ذلك التيار الأرضية (والمشروعية) فضلا عن إقصاء القوى والهيئات الوطنية – الديمقراطية بفعل حصر العلاقة بالأطر الأمنية .
لقد حان الوقت لتبادر القوى الوطنية – الديمقراطية في سوريا ولبنان لتسمع صوتها بوضوح للداخل والخارج أن التيار ( السيادي ) في لبنان لن يخدع سوى من يريد أن ينخدع وان المسافة كبيرة بين تحديد الوجود العسكري السوري في لبنان وإنهاء تدخل الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية في الحياة السياسية وبين ضرب العلاقة السورية – اللبنانية لصالح المدار الأمريكي – الإسرائيلي وإذا كان في لبنان من يحلم بكانتونات طائفية فان فيه وفي سورية الملايين الذين يحلمون بالتوحيد ولامانع أن يكون فدراليا حسب طريقة العولمة ، وفي النهاية فان الكلمة الفصل ستكون للهيئات الديمقراطية المنتخبة لتقرر تلك العلاقة على كل المستويات ، وليس لأولئك الذين يدعون انهم حراس لبنان دون أن يفوضهم لبنان بذلك .

معقل زهور عدي



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة وأفول الدولة القطرية
- تداعيات الانسحاب السوري من لبنان
- مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع
- سياسة المقاومة ومقاومة السياسة
- التحول الديمقراطي في سورية والموقف الراهن
- سورية ولبنان واستحقاق الشعوب
- معضلة الديمقراطية في التجربة الاشتراكية السوفييتية
- اية ديمقراطية نريد؟
- نعوم تشومسكي-الهيمنة أم البقاء
- نحو بديل عقلاني في مواجهة العولمة
- الليبرالية الجديدة والمسألة الديمقراطية
- جدار الفصل العنصري-علامة مميزة في تاريخ الصراع العربي الصهيو ...
- الاحتلال وأزمة المقاومة في العراق
- الموقف من ظاهرة المقاومة في العراق كمؤشر للفرز داخل التيارات ...
- التحول الديمقراطي داخل الفكر الاشتراكي


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - معقل زهور عدي - نحو برنامج سياسي مشترك للقوى الوطنية الديمقراطية في سورية ولبنان