أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج22














المزيد.....

عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج22


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3764 - 2012 / 6 / 20 - 13:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ذهبت الى أديان أخرى في الارض أسألها
كالصابئة والبهائية
ثم اتجهت أبحث في أديان شعوب أفريقيا
وديانات شعوب الأنكا
وبحثت في مفهوم الأحيائية
وسألت فئة الموحدين من الطوائف المسيحية...والعلموية
حتى أني ذهبت للأرواحية في أمريكا
ولم يبق فكر أو دين أعرفه إلا وسألته
ولكني لم أجد جواباً يريح قلب
.........................
أفلا يوجد في هذا العالم حق ؟!!
فأين الحقيقة ؟!!
ما سر وجودنا ؟!!
من أين جئنا ؟!!
وأين نحن الآن ؟!!
وإلى أين نحن ذاهبون ؟!!
.......................
عدت الى بيتي
بعد رحلة عقلية طويلة
لم أجمع فيها إلا السراب
شكوك وتساؤلات
ليس لها جواب
ولن أجد لها جواب
فاعتكفت في داري أياماً
صامتاً
مفكراً ... ومتأملاً
معتزلاً كل البشر
في ضيق شديد
وعزلةٍ تامة.....وصمتٍ حزين
...................
وفي يوم ممطر خرجت من الدار
كانت الشوارع خالية
وكنت أمشي وأمشي بغير قصد أو هدف
كنت أريد فقط الخروج من عزلتي
مشيت طويلاً
حتى أني لم أحس بالمطر
خرجت من المدينة
وبقيت أمشي على غير هدى
كالمذهول...لا يعرف قصداً
حتى وصلت الى الصحراء
كنتُ وحدي... والمطر... وصوت الرعد
وقفتُ ساعة أنظر الى السماء بصمت
والماء يسيل من أطرافي... يغمرني
كنت أسأل السماء سراً
لم الصمت يا سماء ؟!!!
......................
لم أتمالك نفسي حينها
فأجهشت بالبكاء...
كان المطر يختلط بدموع عيني..
وكنت أبكي بشدة ....و حرقة
سقطت على ركبتاي...
وبسطت كفيَّ على الارض....
ورمقت السماء.....
و لأول مرة في حياتي أنطقها....
يا رب... يا رب... يا رب...
والدموع تنهمر من عيني...
والمطر يغمرني...
يا رب... يا رب ... يا رب...
يا الله....
حتى صرت أصرخ في الصحراء بصوت عالي ....
يا رب ...يا رب...
لقد تعبت يا رب....
بحثتُ عنك في كل مكان..
ولم أجدك....
عشرون عاماً من الضياع...
ولم أجدك...
فما الذي علي فعله ؟!!
كي أجدك ...
لست فيلسوفاً يا رب...
ولا أحب الفلسفة..
ولكني درستها من أجلك...
لأني أبحث عنك...
فما وجدت فيها شيئاً...
درت العالم من أجلك...
سألت كل الناس...
سألتهم عنك...
فما دلني أحد عليك...
فإن كُنتَ موجوداً حقاً ؟!!
فدلني عليك...
....................
أجهشت ببكاءٍ شديد...
و لأول مرة أضع جبهتي على الأرض وأسجد....
كان جسدي يرتعش من شدة البكاء ...
إلهي ... إلهي ... أين انت ؟
دلني عليك....
ليس لي دين أعتنقه...
ولا فكر أتبعه....
عقلي فارغ تماماً
ليس من أحد يشغله ...سواك
....................
أحسست حينها بطمأنينة في قلبي ...
وهدوء لم أعرفه من قبل....
ودخلت في سكينة... سكينة ... سكينة....
وغمرت قلبي فرحة ... وابتهاج....
إلهي ... إلهي ... إلهي دلني عليك....
......................
توقف المطر..
فجمعت أطرافي
وعدت ماشياً الى المدينة...
يا لها من مسافة قطعتها...
ولا أدري بنفسي...
مسافة طويلة جداً...
كان وقت الغروب ...
وقد بدأ الليل يتسلل ....
وجدت بيتاً في أطراف المدينة ..
فألقيت بنفسي على الحائط..
لأستريح..
فقد كنت مجهداً حقاً......
نظرت حولي ..
كان البيت ريفي....
بسيط جداً...
حوله أرض مزروعة بالبرسيم.....
وقربه حيوانات أليفة....
....................
خرج رجل من الدار...
تعلوه ابتسامة لطيفة
قال : تفضل يا بني ... هل أساعدك في شيء ؟!!
قلت : لا شكراً
فلا أنت...
ولا كل من في الأرض ...
يستطيع مساعدتي...
ابتسم الرجل
قال : هون عليك يا بني...
تفضل الى الدار وأسترح قليلاً...
فدخلت معه الى الدار...
كانت داراً بسيطة جداً ....
شعرت بالارتياح لهذا الرجل ...
بنظراته البريئة ...
وابتسامته الهادئة ....

نقلها لكم
محمد الحداد
20. 06. 2012



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج21
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج20
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج19
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج18
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج17
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج16
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج15
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج14
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج13
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج12
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج11
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج10
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج9
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج8
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج7
- الجن عطرفة
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج6
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج5
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج4
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج3


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج22