أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف الحزمري - جسد النبي محمد !














المزيد.....


جسد النبي محمد !


أشرف الحزمري

الحوار المتمدن-العدد: 3764 - 2012 / 6 / 20 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن سؤال الجسد، هو سؤال مادية الإنســان، ووجوده الحسي، والجسد حقيقة تستمد حضورهـا من محرِّكـها اللامــرئي، سواء كان هذا الحضور آنيا، أو تاريخيـا أثريا، فتاريخ الجسد هو تاريخ طبيعته المسيّجة بقبضة القانون الذي لا يميـّـز بين الأجساد والأنواع المادية الأخرى، وتاريخ الوسيلة التي لا تتعدّى أفقــها المادي كذلك، لكن بحكم أن تصورات الناس مغرقة فيما هو ملموس، فهي غالبا ما تتشكل وتتركب وفق الحقائق الحسية، ولا ترقى إلى مناولة الموضوع في معنويته.

فالشخص الذي ننــكر ونشك في وجوده، لا يعني بحال من الاحوال أننـا نجحد وجوده المادي المقيّد بزمنيته، وإنـما نجحد الشخصية المعنوية التي تُعتـبَر شبكة مفهومية في عقل المؤرخ، هذه الشبكة التي تساهم مجموعة من العوامل في صياغتـها، وإبداع عناصرها، والربط بين أجزاءهـا، فالجسد في حركيته وتنقّلاته لا ينطوي على أي معنى في غياب قصدية التحرك، بل ينطوي على معنى اذا هو تجاوز سطحه إلى أغراض وعيه السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

إن العنوان قد يوحي بإشـكالية المقدّس أو موضوع يقرب من هذا، لأن إضافة الجسد للنبي، هوأسلوب من أساليب الإيـحاء بنبوة الجسد أو قدسيته، لكن الموضوع الذي أحببت أن أتطرق إليه، لا يرمي إلى هذا الغرض بقدر ما يحاول أن يدرء إشكالا، ويوضّح إبهـاما، خلقته هوامش وتعليقات على نصوص كتـبناها، حاولنا فيهـا أن نستفـز الوعي استفزازا إيجابيا ينتج عنه إعـادة النظر، ومحاولة الفهم، لكن نصنـا فهــِم فهمـا خاطئـا، أو نحن عجزنــا عن التعبـير عنه بوضوح.

ولم يخطر ببالنا أننـا نشكّـك في مادية النبي محمد وحضوره الجسدي، بقدر ما شككـنا في الفضاء الرمزي والدلالي والمفهومي الذي تَحرّك فيه هـذا الجسد، وبنـى "الهابيتوس" الديني الإسلامي الذي نحـيا في ضرورياته، وتذعن إرادتـنا لبنياته وأنساقه.

إن الجسد المحمدي لا يشكّـل موضوعـا للذات المدركة التي تتطلّع إلى استخلاص الكليات النظرية، والمـقاصد الفلسفية العامة، والإطـار السياسي للدعوة المحمدية، بل ما يشكّل الموضوع والهاجس المؤرق لكل مؤرخ متحصّن ــ بأدواته العقلية ومنهجيته الإبستيمولوجية ــ من فلتـات العاطفة، هو النص الذي يعتـبر بدواله واسطة ساهمــت في بناء الرؤية الإسلامية في غياب شامل للمدلولات بمفهومهـا "الإحــالي".

إن السؤال الذي يمكن لقارئ السيرة وتاريخ النبي محمد أن يطرحه ويجعله رفيـقا له وهو يتلقى النص :
مــا هي "المسافة المفهومية" بين القارئ وبين النص وإحــالاته ؟
مـا الخلفية الثقافية التي تحكم القارئ وهو يشكّل للنبي محمد صوراً ذهنية ؟

وهذه الأسئلة قد يعترض عليها القارئ، بأنـها تُطرَح على كل سيرة وتاريخ، لكن ما يجب استحضاره أثناء التساؤل، هل تاريخ محمد، يمكن اعتباره تاريخا أم يدخل في مجــال "اللاتاريخ" وهل سيرته، تفهَم بمعنى السّيرة، أم هي حياة لغوية تصارع كي تجد لها مكانا داخل حياتنـا ؟



#أشرف_الحزمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعددية الدينية عند الفيلسوف طه عبد الرحمن
- الدهشة الفلسفية واليقظة الصوفية
- خاطرة في فلسفة -اليومي-
- لماذا النبي محمد ليس شخصية تاريخية حقيقية ؟
- هل النبي محمد شخصية تاريخية حقيقية ؟
- خاطرة في تحليل الله


المزيد.....




- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا ...
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- صار عنا بيبي.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة على النايل سات وعر ...
- “ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا ...
- مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس ...
- فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف الحزمري - جسد النبي محمد !