امر عجيب

حشاني رابح

الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 19:49
المحور: الصحافة والاعلام
    

عجيب والله عجيب أمر وزارة الثقافة ، بعد وفاة وردة الجزائرية رحمها الله ، وأسكنها فسيح جنانه ، قامت المسئولة على الثقافة في اليوم الثالث من الوفاة بعزاء حضره المثقفين والفنانين والشخصيات البارزة في الساحة الوطنية ، وحتى محبي الفنانة العظيمة لم يقصروا في ذلك ، من اجل كسب المسئولة عطف وود بعض خصومها من جهة ، ومن جهة أخرى الخوف الذي بات يحوم حول فلكها ، ويلازمها بعد نتائج التشريعيات 10 ماي 2012 ، وكما هي الأعراف المعمول بها تأتي استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة ، اٍن كان هناك تغيير وتجديد .

علينا معرفة نية الوزارة الوصية على قطاع الثقافة في ظل الصراعات الداخلية في دوائر السلطة ، ومطالب الفنانين والمثقفين المهضومة ، كاٍنشاء نقابة الفنانين مثلا ، وعلينا أيضا تحليل دقيق لوضع الثقافة في الجزائر منذ تولي المسئول الأول هذا القطاع الحيوي ، واحياء الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 ، لكن هل وزارة الثقافة تثقف الناس بالفنون والآداب أم الترفيه عنهم بالفنون والآداب ؟ ،سؤال وجيه لم يطرحه الفنان والمثقف الجزائري ، وحتى اٍن طرحه فكان بينه وبين نفسه وضميره الفني .
على الفنان والمثقف أن يحلل ويقرأ الواقع الثقافي في البلاد ، ومعرفة المحطات الثقافية التي مر هو ومر بها الوطن ، ويتوقف قليلا عند عاصمة الثقافة العربية ، ويتفحص جيدا مميزاتها ومخلفاتها ، ومدى تألقه أمام هذا الحدث الكبير ، وماهي الاٍيجابيات والسلبيات التي كانت حويصلة تقييم محلي وعالمي ، ومكانة كل فرد جزائري يريد أن يكون فنانا ومثقفا ، بدون نقابة أو غطاء يحميه ويحمي مستحقاته المعنوية قبل المادية ، من خلال هذا السؤال هل الثقافة خدمة أم سلعة ؟ .
يبدو أن الثقافة في واد ميزاب ،والوزارة الوصية في وادي جدي الكائن بمدينة بسكرة ، فالفنان والمثقف يريدان النهوض بالبلاد اٍلى ماهو أسمى ، والتسابق نحو الحركة والاٍبداع ، أما الوزارة شغلت ولاتزال تشغل نفسها باللفظ الأنيق والكلمة الرشيقة والبليغة ، و تطلق شعارات تصف أمورا لم تكن أو تلخص برامج ثقافية لن تكون ، ويستطيع الفنان الغلبان أن يطرح سؤال جوهريا هل وزارة الثقافة وزارة "إنتاج " للثقافة ، أم أنها وزارة لخلق التربة والمناخ للذين يمكن للثقافة أن تنمو فيها وتزدهر ؟ ، سؤال ظل مطروحا منذ عقود .

#حشاني_رابح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات