أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - قتلتنا الفتاوي ما بين الحائري والقرضاوي!















المزيد.....

قتلتنا الفتاوي ما بين الحائري والقرضاوي!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 21:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ايام افتى احد شيوخ الشيعة المدعو كاظم الحائري، وهو "عراقي" يعيش في مدينة قم الايرانية. الرسالة تقرا من عنوانها، كما يقال. لقد حرم الشيخ الحائري على العراقيين التصويت للعلمانيين. وهو طبعا لا يعرف معنى العلمانية، ولا من هم العلمانيين. كل الذي يفهمه، ويريده، ان يظل الاسلاميون في بغداد يحكمون بالحديد، والنار، والفساد، والرشوة، والطائفية، والمحسوبية، والعشائرية، وسرقة اموال الشعب، والسجون السرية، والتعذيب، واغتيال المعارضين، وتصفية الخصوم، واسكات المنتقدين باسم الاسلام، ونشر التجهيل والظلامية باسم الطقوس الدينية. شخص يعيش في ايران، ويتحكم في شؤون العراقيين، الذين تعبوا بعد عشر سنوات من حكم الاسلاميين، ونفاقهم، ونهبهم المال العام. كما تعب الايرانيون. لقد اعاد اسياد الحائري ايران، وشعوبها الى القرون الوسطى، كما اعاد تلاميذهم، وعملائهم في بغداد، العراق الى ما قبل العصر الصناعي. بالضبط كما اراد اسيادهم في واشنطن. العلمانية، التي حرمها الحائري، ولا يعرف عنها شيئا لاتعني سوى عدم تدخل السلطة الدينية في الحياة السياسية. الاسلام علماني بفقهه فهو بعكس المسيحية مثلا، لا يؤمن بالكهنوتية. اي ان الصلة مباشرة بين العبد وربه، دون الحاجة لوسيط. فاذا كان الغرب المسيحي الكهنوتي تخلى عن سلطة الكنيسة، وفصل الدين عن الدولة. اي لاسلطة للكنيسة على السلطة السياسية، بل السلطة للشعب عبر نوابه. واذا كان اسياد الحائري في طهران اقروا مبدا الانتخاب، وليس البيعة، ولا الخلافة، وان اقصروه على الاسلاميين من طائفة واحدة. فقد اقروا مبدئيا بالعلمانية، التي تقول ان الشعب مصدر السلطات، وباسمه يحكم احمدي نجاد، وليس باسم اهل البيت، لذلك قيدوه، ومن ياتي بعده، بمبدا ولاية الفقيه فاصبحت الانتخابات مجرد شكل فارغ، لان كل قرارات النواب يجب ان لا تتعارض مع الخامنئي المعصوم عن الخطا مع انه جاء بتزكية، وترشيح من نصف علماني، ومحسوب الان على خصوم الخامنئي، هاشمي رفسنجاني.
لقد تخلت اوربا عن سلطة الكنيسة، ولم تتخل عن الدين، ولم تفرض الالحاد على احد. فالعلمانية تعني ان "الدين لله والوطن للجميع". المبدأ الذي تطورت به اوربا.الشعار الذي رفعته الثورة العربية ضد الاستعمار العثماني المغلف باسم الخلافة الاسلامية. ورفعته المشروطية ضد استبداد الشاه. تركيا نفسها طبقت العلمانية، وتخلت عن سلطة الخلافة، ومنعت الحريم، واستعباد الناس باسم الدين (الاسلام لم يلغ العبودية كما هو معروف)! واهم من كل ذلك وصل الاسلاميون في تركيا، الى السلطة بواسطة العلمانية. البابا الكاثوليكي لازالت له منزلة خاصة عند مقلديه، ولا زالت دول اوربية تمنع الاجهاض، مثلا، بتاثير الكنيسة الديني، وليس السياسي. لازالت الكنائس عامرة، والجوامع يزداد انتشارها، ويحارب التمييز ضد اليهود، والمسلمين. لم يستلم الملحدون السلطة في اي بلد من بلدان اوربا الغربية. وان كان احدهم ملحدا، فلن يفرض الحاده على الاخرين. في الهند رئيس الجمهورية مسلم، بفضل العلمانية، رغم الصراع المسلح بين الهندوس، والمسلمين. زعماء اوربا كلهم مسيحيون، اذااستثنيا حكام البوسنة، وكوسوفو، والبانيا، لكنهم لايضطهدون المسلمين في بلدانهم، كما تفعل كل الدول العربية، والاسلامية. لم يمنعوا الصلاة، ولاصيام رمضان، ولم يمنعوا احد من الحج الى مكة، كما تفعل بعض الدول الاسلامية. الكثير من قادة احزاب الاسلام السياسي، المعادين للعلمانية، يحملون جنسيات اوربية، رغم انهم يدعون علنا، وبنكران جميل فض، الى غزو اوربا،وفرض الخلافة الاسلامية هناك. بل، وصل الامر باحد المعتوهين، وهو من انصار الحائري بالمناسبة، الى الادعاء، ان المسلمين احق باستراليا من سكانها الاوربيين. المسلمون يهربون من جور حكامهم الاسلاميون الى اوربا العلمانية. الحائري يلعن يزيد كلما شرب ماءا صافيا(بعكس اهله في العراق) لكنه لم يقل كلمة واحدة ضد تعطيش العراقيين من قبل يزيد الايراني خامنئي وتغيير، وسد مجاري كل الانهار، والروافد، التي تصب في العراق حتى يضطر العراقيون الى شراء الخضروات الى ابد الابدين من ايران. ربما يملك الحائري مزارع خضروات يصدر منتوجاتها الى اهله بالعراق مستغلا عطش ارضهم الذي يسببه قادة طائفته في ايران.
ككل المنافقين باسم الدين يقع الحائري، في تنافض مع نفسه، ودينه، وطائفته، وشعبه وضميره(ان بقي له شئ منه)! فلنسأل: السموم، التي ترسلها ايران الى شط العرب الا تحتاج لفتوى ضدها؟ ارسال وترويج المخدرات في ايران، والعراق الا تحتاج لفتوى ضدها؟ الفساد ونهب المال العام، والرشاوي من الشركات "الكافرة" الا تحتاج لفتوى ضدها؟ اضطهاد المرأة، واغتصاب الاطفال الا تحتاج لفتوى ضدها؟ كيف يمنع العراقيين من التصويت للعلمانيين ويدعم المالكي، وقائمة المالكي تضم علمانيين؟ المالكي متحالف، باسم المشاركة الوطنية، مع العلمانيين الاكراد، والقائمة العراقية العلمانية. كيف يطالب الحائري بدعم النظام السوري العلماني، ويحرم ذلك على العراقيين؟ لماذا لا يعترض الحائري على الحماية الامريكية العلمانية لصديقه المالكي؟ "صيف وشتاء على سطح واحد"!
اذا كان السيد مقتدى الصدر الذي يعتبر الحائري مرجعه الاعلى بعد ان اوصاه ابوه به، يعلن انه سيصبح علمانيا، اذا اصرت ايران على دعم المالكي، فكيف بنا، نحن الذين لا مرجع لنا غير الشعب، وسلطته المكتسبة عبر صندوق الاقتراع. اليس من متدبر؟! الا يوجد من يقول للرجل انك تخرف؟!
القرضاوي حلل الاستعانة بالعلمانيين الاجانب الكفرة، لاخراج صدام المسلم من الكويت ثم اعتبره شهيدا. ارسل الارهابيين لذبح ابناء الشعب العراقي، بحجة الاحتلال الامريكي، وقطر التي يعيش فيها محتلة من الامريكان. وتصل به السفالة، والوقاحة، والنفاق، ان ينكر وجود قاعدة السيلية! يحرم على العراقيين الاستعانة بالاجنبي، ويحلله لاهل ليبيا، وسوريا. يسكت عن احتلال البحرين، ويطالب بتحرير العراق. انه نفس التخبط، نفس النفاق، نفس الكيل بمكيالين. وعاظ السلاطين هؤلاء من طينة واحدة، من رجس واحد، من مستنقع واحد، ولذا تزكم الانوف بنجاستها القذرة.
"حيرنه هوى القذرين" مع الاعتذار لصاحب الاغنية الشهيرة!
رزاق عبود



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلة، عماد هجول، جواد بكوري، وباعوك يا وطني!
- البصرة يحرقها جحيم حزب الدعوة الاسلامي!
- يهمني جدا من يحكمنا ايها الزميل وليد يوحنا بيداويد! لن نستبد ...
- سوريا:مجازر بعثية برعاية الامم -المتحدة- وصمت الامم -المتحضر ...
- الا يفتقد احد الشاعر خلدون جاويد؟!
- بغداد اكبر مدينة كردية في العراق، فليخرج منها الطائفيون والع ...
- ثمانية وسبعون شمعة ماسية عند اضرحة الخالدين ومثلها عند صرائف ...
- بشار -الاسد- يستأسد على حمص مثلما استأسد اباه على حماه!
- المرأة اسمى
- العام العاشر على الرحيل المفجع للرائد المجدد محمود البريكان!
- مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين وانتاج الاخوان المسلم ...
- مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين وانتاج الاخوان المسلم ...
- الى الخلد يرحل الشهداء!
- مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين واانتاج الاخوان المسل ...
- الشعب السوري يذبح والعالم يتفرج(2)
- الشعب السوري يذبح والعالم يتفرج!
- الربيع العربي، الاسلام، الاسلاميون، والديمقراطية!
- حزب الدعوة العفلقية في العراق!
- عن اي سلف -صالح- يتحدث الاسلاميون؟!(2)
- عن اي سلف -صالح- يتحدث الاسلاميون؟!


المزيد.....




- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...
- قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - قتلتنا الفتاوي ما بين الحائري والقرضاوي!