سلمان مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 16:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يعتقد الوردي ان الاحزاب في العراق شكل من اشكال العشيرة .
طبعا هذا الراي لا تتضمنه كتبه ومقالاته المطبوعة بشكل مباشر ، بل قد نجده بصورة غير مباشرة في مقالاته وكتبه المعروفة ، لكن الذي اقوله : انه كان يصرح به لنا ــ نحن طلابه ــ دون اية تورية ، وان رايه هذا ينطلق من رؤيته لشخصية الفرد العراقي ، التي يفسرها بموجب نظريته في ( البداوة ) وما يعزز هذا ، هو ترديده للمثل ــ الذي هو مستحدثه ولم يقله غيره ــ ( لو خمشت قلب كل عراقي لوجدت بدويا قابعا فيه ) ، وباعتقادي ان ربطه بين الانتماء الحزبي و العشائرية في العراق يعود الى عدة معطيات منها :
1/ ان انتماء الفرد العراقي الى حزب معين ، يصل الى حد الانتماء العقائدي الذي لاتحول عنه .
2/ ان ترك الفرد لحزب معين قد يكون لدوافع ذاتية او عوامل موضوعية ، تمارس فعلها قسرا على ذلك الفرد ، ولكن في كلا الحالتين سيكون هنالك اثر واضح على حالة الفرد النفسية و الاجتماعية ، وهي حالة سلبية ، تظهر من خلال نظرة المجتمع لذلك الفرد ، او نظرة الفرد الى نفسه ، وهذه الامور كلها مرادفات لموقف المجتمع العشائري للفرد الذي يترك عشيرته او يطرد منها .
3/ فعندما يترك الفرد ( حزبه ) المغلوب على امره الى حزب اخر قد يكون صاحب السلطة ، فان المجتمع ينظر اليه نظرة ازدراء و احتقار ، لكونه ينطبق عليه المثل القائل ( كلمن ياخذ امي اصيحله عمي ) وهذه صفة ذميمة في العرف العشائري .
4/ اما الذي يضطر ــ تحت طائلة تهديد سلطة ( الحزب ) المتسيد ــ الى الانتماء الى ذلك الحزب ، فان المجتمع يغض االنظر عنه ، ولكن الفرد ذلك يبقى يجلد نفسه الما وحسرة ، لانه يجد نفسه قد اخل بالعرف الذي يفرض عليه ، عدم التخلي عن انتمائاته ، وهذا يمثل اساس الانتماء العشائري .
اخيرا اقول رحم الله ( علي الوردي ) ، حيث ان كل كلمة كان يقولها هي موضوع هام ، دعوتي جميعا ــ نحن محبي الوردي ــ ان نتذكر اقواله التي لم يكتبها لنحاول البناء عليها ، عرفانا منا لذكراه العطرة .
#سلمان_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟